لجوء اليهود إلى الإمبرطورية العثمانية

اقرأ في هذا المقال


رحب السلطان بايزيد الثاني، الذي حكم الإمبراطوريّة العثمانيّة من (1481 إلى 1512)، باليهود المطرودين من إسبانيا، وإعادة توطينهم في جميع أنحاء إمبراطوريته في عدة مناطق مثل أدرنة، القسطنطينية، سالونيك (ثيسالونيكي) ، إزمير، مانيسا والعديد من المدن المركزيّة الأخرى.
كان السلطان بايزيد الثاني مُهتمًا باليهود ومن أجل ضمان سلامتهم، أصدر مرسوما ينص على أنّ أولئك الذين أساءوا مُعاملة اليهود سيتم عقابهم، قال السلطان بشكل مشهور عن طرد اليهود من إسبانيا: “أنت تجرؤ على استدعاء [الملك الإسباني] فرديناند حاكمًا حكيمًا، والذي أفقر بلده وأثرى ملكي!”
في ذلك الوقت، نظر الحاكم العثماني إلى الأمة اليهوديّة كقوة دافعة للتنميّة الاقتصاديّة ، وتبين أنّ هذا هو الحال بالفعل، كانت فوائد اليهود للإمبراطوريّة عديدة، فقاموا بإنشاء أول مطبعة في الإمبراطوريّة العثمانية، من قبل الأخوين ديفيد وصموئيل بن نحمان في اسطنبول.

أثر اليهود تأثيرًا كبيرًا في الإمبرطورية العثمانيّة، سياسيّا وثقافيّا، إذ كانوا على اتصال بدول أوروبا، وكانوا يتقنون اللغات الأوروبيّة، وجلبوا معهم الكثير من المعارف والتقنيات، كما وازدهرت التجارة والاقتصاد، كانوا يعملون بالتجارة بالأسواق الأوروبيّة.

تواجد اليهود في أجزاء كثيرة من الإمبراطوريّة العثمانيّة، وشغلوا بعض المناصب في الدولة، وكان منهم الأطباء الخاصين للسلطان، ومن اليهود الذين وصلوا إلى مناصب عالية في البلاط والإدارة العثمانية، وزير المالية محمد الثاني (“ديفتردار”)، حكيم يعقوب باشا، وطبيبه البرتغالي موسى هامون، وطبيب مراد الثاني إسحاق باشا، وإبراهام دي كاسترو.


في الوقت الذي صعدت الإمبراطوريّة العثمانيّة إلى السلطة في القرنين الرابع عشر والخامس عشر، كانت هناك مجتمعات يهوديّة تأسّست في جميع أنحاء المنطقة، استمرت الإمبراطوريّة العثمانيّة من أوائل القرن الرابع عشر حتى نهاية الحرب العالميّة الأولى وغطّت أجزاء من جنوب شرق أوروبا والأناضول ومعظم الشرق الأوسط.
وجود اليهود في الإمبراطوريّة العثمانيّة مهم بشكل خاص لأنّ المنطقة “قدمت مكانًا رئيسيًا للّجوء لليهود الذين طردوا من أوروبا الغربيّة بسبب المذابح والاضطهاد”، في وقت الفتوحات العثمانيّة، كانت الأناضول موطنًا لمجتمعات اليهود الهلنستيين والبيزنطيين.
أصبحت الإمبراطورية العثمانية ملاذا آمنا لليهود الأيبريين الفارين من الاضطهاد، الذي أدى إلى تزايد تواجد يهودي في سالونيك التي سُميت فلسطين العثمانية، لا تزال الدولة الخلف للأمبرطوريّة العثمانية تركيا الحديثة موطنًا لعدد صغير من اليهود حتى يومنا هذا.


شارك المقالة: