لماذا ثقافة التقدم هي المشكلة والحل؟
يعتبر التقدم هو تحقيق الفوز والنجاح، وكما أنه يحتاج إلى رؤية، والرؤية هي عبارة عن الإمكانيه على التمييز بين النجاح والإخفاق، والتخلف هو الفشل، والنجاح هو التطور الذي يحتاج إلى إدارة فاعلة لكي تحققه وذلك لأن الإدارة هي التي تعتبر المصدر الرئيسي لتحقيق الأهداف بأعلى قدر من الاكتفاء.
وهي أعلى درجات التقدم الاجتماعي الذي يتحقق التطور منه، والثقافة بما أنها تعتبر رؤية الإنسان للعالم، وهي نوع من الطرق والوسائل وأيضا مثلاً التي يتبعها لكي يُكسب حياته وآماله وتطلعاته المعنية والمبتكرة، باعتبارها تختص بالإنسانية.
بالإنسان وصراعه ومشكلاته وذلك من أجل تجاوز الحقيقة الإنسانية إلى حقيقة أفضل، هذه الحقيقة أفضل طريق إليها هو التطور، وهنا تكون أهمية الثقافة وعلاقتها بالتقدم في أنها تعنى صراع الفرد من أجل تجاوز الواقع الحالي نحو واقع أفضل.
ثقافة التقدم هي حالة من التكبر المعرفي الذي يستنكر فيها العقل اللامعقول، ويعيد صياغة هذا الواقع في صورة يقبلها العقل ولا تبتعد في نفس الوقت عن معطيات المتاح والممكن، بل ربما يخضع المستحيل لقدرات وطاقات العقل والإبداع والاختراع والبحث.
ولأن التطور يحتاج إلى رصد محتوى الاختلاف أو بمعنى آخر والأدق يحتاج إلى قوى دافعة، فإن الثقافة التي تلازمه والتي تحيط به، هي ثقافة التطور التي تعمل على إرادة الانتصار على معوقات الحياة باستخدام العقل كوسيلة للتأويل والتفسير الذي يبنى على العلم.
كما استخدم العلم كطريقة لتخطي الحقيقة بإحداث الوقت هذا الأفضل الذي نجتهد للوصول إليه وهو ما يعنى التقدم، الذي لا يمكن أن نحققه ونصل إليه، إلا متمثالً إذا تمثلناه كصورة عقلية تستند إلى كل ما أنجزه العقل الإنساني الجمعي في التقدم العملي والتكنولوجي.
إن إرادة التفوق على معيقات الحياة باستعمال العقل ثقافة يقابلها الاستسلام للأمر الواقع وقبوله، الثقافة الأولى هي جزء من ثقافة التقدم، والثانية هي ثقافة تعوق التقدم.
كما أن ثقافة التقدم أيضاً هي القوة التي تعزز للتقدم، وهي الحل لمقابلة الحقيقة الحالية، والعيش بكل مشاكله وسلبياته، وثقافة الاستسلام والتواكل التي تعمل على إعاقة التقدم تبحث عن حلول المشاكل في الماضي.