لماذا علم الأنثروبولوجيا مهم؟

اقرأ في هذا المقال


لماذا علم الأنثروبولوجيا مهم؟

إن الأنثروبولوجيا هي مجال دراسي مثير ومتعدد الأوجه، وبسبب اتساع نطاقها، يواصل الطلاب الذين يدرسون الأنثروبولوجيا العمل في مجموعة متنوعة من الوظائف في الطب والمتاحف وعلم الآثار الميداني والحفظ التاريخي والتعليم والأعمال الدولية وصناعة الأفلام الوثائقية والإدارة والخدمة الخارجية والقانون وغيرها الكثير، وما بعد إعداد الطلاب بالنسبة لمهنة معينة، تساعد الأنثروبولوجيا الأشخاص على تطوير المهارات الأساسية التي يمكن نقلها إلى الكثيرين والخيارات المهنية ومسارات الحياة، وتعزز دراسة الأنثروبولوجيا المعرفة الواسعة بالثقافات الأخرى.

والمهارات في الملاحظة والتحليل والتفكير النقدي والتواصل الواضح وحل المشكلات التطبيقية، وتشجع الأنثروبولوجيا على توسيع منظورات البشر إلى ما وراء السياقات الاجتماعية المألوفة لعرض الأشياء من خلال وجهات نظر الآخرين، كما لاحظ أحد الطلاب السابقين في الأنثروبولوجيا الثقافية، أن مقرر الأنثروبولوجيا له هدف أساسي واحد وهو القضاء على التعصب العرقي، حيث لدى البشر الكثير من القضايا اليوم كالعنصرية ورهاب الأجانب، وما إلى ذلك، ومن الفكرة السامة القائلة بأن الناس آخرون، إذ يجب أن يتم وضع هذه الفكرة جانبًا ويتم التعلم لتقدير الثقافات المختلفة، ويعتبر هذا المنظور الأنثروبولوجي مهارة أساسية لأي مهنة تقريبًا في عالم اليوم المعولم.

ويقرر بعض الطلاب التخصص في الأنثروبولوجيا وحتى متابعة الدرجات الأكاديمية المتقدمة بالترتيب ليصبحوا علماء أنثروبولوجيا محترفين، إذ تم سؤال ثلاثة علماء أنثروبولوجيا ثقافيين هم أنتوني كوامي هاريسون وبوب مايرز ولين كوياتكوفسك لوصف ما جذبهم إلى الانضباط وإلى شرح كيفية استخدامهم للمنظورات الأنثروبولوجية في مشاريعهم البحثية المتنوعة، من دراسة العرق في الولايات المتحدة إلى الخبرات الصحية في جزيرة دومينيكا إلى الجوع والعنف بين الجنسين في الفلبين، حيث يُظهر علماء الأنثروبولوجيا هؤلاء الإمكانات اللانهائية لهذا التخصص.

لماذا علم الأنثروبولوجيا مهم عند أنتوني كوامي هاريسون؟

الأنثروبولوجيا من وجهة نظر عالم الأنثروبولوجيا الثقافية أنتوني كوامي هاريسون هي الأفضل ففي البداية تنجذب إلى الأنثروبولوجيا بسبب تركيزها التقليدي على الغرابة والاختلاف، وبعد ذلك أعطته دراسة الأنثروبولوجيا سببًا للتعلم المزيد عن الأعمال الفنية غير العادية التي ملأت طفولته بالمنزل والتواصل مع جانب بعيد من عائلته والذي بالكاد يعرف أي شيء عنها، وبالاطلاع على كتالوج الدورة التدريبية للأنثروبولوجيا، لم يكن يعرف حقًا ما الذي كانت الأنثروبولوجيا عازمة عليه.

كما ازدهرت في هذه الدورات -فصلين تمهيديين حول الأنثروبولوجيا الثقافية وأنثروبولوجيا علم الآثار، وفصل يسمى الثقافة من خلال الفيلم، وآخر حول مجتمعات المساواة والتي تصورت مستقبلًا محتملاً كعالم أنثروبولوجي يعمل في ريف غرب إفريقيا حول مواضيع مثل الفن الرمزي والفولكلور، ومن خلال تدريبه الأنثروبولوجي، اكتسبت مهنة في استكشاف كيفية تأثير العرق على تصورات البشر عن الموسيقى الشعبية، ولقد كتب عدة مقالات عن الهوية العرقية والهيب هوب.

ولقد استكشف أيضًا كيف يؤثر العرق على حواس الناس للانتماء إلى أماكن اجتماعية مختلفة، على سبيل المثال مشاركة الأمريكيون من أصل أفريقي في التزلج على المنحدرات أو تجارب الطلاب ناقصي التمثيل في تاريخ البيض في الكليات والجامعات، وفي كل هذه الجهود ينصب اهتمامه في المقام الأول على فهم التعقيدات والفروق الدقيقة وأهمية العرق، حيث أستخدم هذه الموضوعات الأخرى كالموسيقى والترفيه والتعليم العالي كطرق يمكن من خلالها استكشاف المعاني المتعددة للعرق والعواقب غير المتكافئة.

حيث دفعه الافتتان بالأشياء الغريبة في البداية إلى الأنثروبولوجيا، حيث قدرة تخصص الأنثروبولوجيا لتسليط الضوء على ما يراه الكثير من البشر أمرًا طبيعيًا ومشتركًا ومسلّمًا به، مما يعطيه منظورًا فريدًا حول انضباط الفضائل الرئيسية، وأحد أهم الأشياء التي تقوم بها الأنثروبولوجيا هو إنشاء أساس للتشكيك في المفاهيم المسلمة للتقدم، حيث تضع الأنثروبولوجيا مثل هذه الأفكار في داخل السياق الأوسع لطرق حياة الإنسان، أو ما يسميه علماء الأنثروبولوجيا الثقافة، فما هي التطورات الإضافية التي جلبت المجتمعات لأعلى مستويات الرضا الجماعي والتنظيم الفعال والاستدامة؟

كما علمته الأنثروبولوجيا أن يرى أسلوب الحياة المعاصرة والذي نشأ وهو يفكر أنها طبيعية من خلال الإطار الأوسع لتاريخ البشرية الطويل، كيف يتغير منظور البشر عند تعلم إنه بالنسبة للغالبية العظمى من تاريخ البشرية يقول البعض ما يصل إلى تسعة وتسعين بالمائة منهم عاشوا بأسلوب حياة البحث عن الطعام ويشار إليه عادة باسم الصيد والتجميع، على الرغم من إنه لا يدعو إلى عودة الجماعات للبحث عن الطعام، عند اعتبار القضايا العالمية المهمة التي يواجهها البشر اليوم مثل أشياء مثل الاحتباس الحراري وخطر الحرب النووية.

وتسارع الصراعات العرقية ونمو عدد سكان العالم من مليار إلى ما يقرب من ثمانية مليارات على مدى المائتي عام الماضية وكل هذا يعني أن الأنثروبولوجيا تقدم واحدة من أكثر الانتقادات اللاذعة للحداثة، والتي تتحدى البشر للتباطؤ والتفكير حول ما إذا كانت التقنيات الجديدة التي يتم تقديمها باستمرار منطقية، وبالمثل فإن المفهوم الأنثروبولوجي للعرقية يعتبر مفيدًا بشكل لا يصدق عند إقرانه بأمثلة مختلفة من كيف يحدد الناس الأسرة، ويتعرفون على القيادة ويقررون ما هو صالح للأكل وما هو غير صالح للأكل وما شابه.

لماذا علم الأنثروبولوجيا مهم عند بوب مايرز؟

من خلال ملاحظات عالم الأنثروبولوجيا الثقافية بوب مايرز حول النظام الصحي الفقير في دومينيكا وتجارب صحة الأسرة أثناء العمل الميداني في الأنثروبولوجيا الطبية والصحة العامة، وجد أن الأنثروبولوجيا هي أوسع المواد الأكاديمية وأكثرها جوهرية ويجب أن تكون في صميم التعليم الجامعي الحديث، وهو مقتنع بأن تخصص الأنثروبولوجيا ليس ضروريًا فحسب بل يلعب الانضباط دورًا مهمًا في فهم الطلاب للعالم المترابط والمتنوع بشكل مثير للدهشة بعد التخرج، والمنظور الأنثروبولوجي بالنسبة له، يجمع بين النظرة الشاملة المقارنة عبر الثقافات مع الإحساس بالتاريخ والبنية الاجتماعية.

ويطرح أسئلة وظيفية مثل ما هو تأثير ذلك؟ وكيف هذا يعمل؟ وكيف يرتبط هذا بذلك؟ ويستمد المنظور الأنثروبولوجي أيضًا من الكثيرين التخصصات الأخرى لفحص الأنماط، وبالطبع تتطلب أن يتفاعل المرء مع الناس من خلال التحدث إليهم، ووهو أمر أصبح أصعب من أي وقت مضى للعديد من الطلاب، وكل هذا يساهم في موضوع أن كل شيء مبني ثقافيًا، وأن موضوعات العرق والجنس والقرابة والزواج واللغات والدين والتطور ووسائل التواصل الاجتماعي والعولمة متحيزة أو غير كاملة.

وباستخدام المنظور الأنثروبولوجي لا توجد مشكلة لا يمكن أن تكون مفهومة بشكل أفضل، كما أن الأنثروبولوجيا تحدث في كل مكان حول البشر وليست شيئًا لا يمكن دراسته إلا في مجتمع بعيد، وهدف آخر لتعلم الأنثروبولوجيا هو توضيح أن وجهة النظر الأنثروبولوجية مفيدة للتعامل الأفضل مع العالم وخاصة في مجتمع متعدد الثقافات والأعراق حيث العرقية والتنوع والهجرة مشحون سياسيًا والتغيير يحدث بوتيرة لم يسبق لها مثيل من قبل، وأكد على موضوعات سرد القصص والتفسير.

لماذا علم الأنثروبولوجيا مهم عند لين كوياتكوفسك؟

من وجهة نظر عالم الأنثروبولوجيا الثقافية لين كوياتكوفسك يسمح بحث ملاحظة المشاركين لعلماء الأنثروبولوجيا بالحصول على نوع خاص من المعرفة التي نادرًا ما يتم اكتسابها من خلال طرق بحث أخرى محدودة، ويستغرق هذا النوع من البحث قدرًا كبيرًا من الوقت والجهد ولكنه ينتج عنه بشكل فريد وعميق نوع السياق من المعرفة، كما تعلم عن الألم العميق والمعاناة التي تعاني منها النساء المعتدى عليهن وأيضًا الطرق العديدة التي عملت بها العديد من هؤلاء النساء وزملائهن كأعضاء المجتمع لوضع نهاية للعنف.

فالعنف الجنسي الزوجي هو شكل مهم من أشكال العنف المنزلي ولكن لم يتم دراسته جيدًا في المجتمعات وفي جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في فيتنام، وفي العقود الأخيرة كانت أهمية الأنثروبولوجيا تنعكس من خلال ملاءمة البحث الأنثروبولوجي، وقد شمل هذا علماء الأنثروبولوجيا الذين يعملون في كل من الحقول الفرعية الأربعة للأنثروبولوجيا، حيث دعا بعض علماء الأنثروبولوجيا إلى بذل جهود أكبر لمشاركة النتائج الأنثروبولوجية مع الجمهور بالترتيب لمحاولة حل المشاكل التاريخية والاجتماعية والبيولوجية والبيئية الهامة.

وأمثلة على وتشمل هذه المشاكل آثار المناخ والتغيير في صحة ورفاهية الشعوب المتنوعة في جميع أنحاء العالم والبنيوية الاجتماعية وأسباب مشاكل التغذية، وكذلك المعاني الثقافية التي يعطيها الناس لهم، مثل نقص التغذية والأمراض المتعلقة بزيادة أوزان الناس في المجتمعات على مستوى العالم.

المصدر: محمد الجوهري، مقدمة في دراسة الأنثروبولوجيا، 2007محمد الجوهري، الأنثروبولوجيا الاجتماعية، 2004ابراهيم رزقانة، الأنثروبولوجيا، 1964كاظم سعد الدين، الأنثروبولوجيا المفهوم والتاريخ، 2010


شارك المقالة: