يعد ماركوس سيشرون الخطيب الروماني المشهور الذي عاش في القرن الأول أول من اهتم بالخواص السلوكية لكبار السن والأعمال المناسبة لهم، وقد ترجمت رسالته عن الكبار إلى الإنجليزية سنة 1959، وقد ركز العرب إلى أهمية دراسة كبار السن فكتب أبو حاتم السجستاني رسالته عن المعمرين سنة 864م.
لمحة تاريخية عن دراسة سيكولوجية الكبار
تطور الاهتمام من الأعمال المناسبة للكبار في السن إلى دراسة العوامل المؤدية لإطالة العمر، فعلى سبيل المثال الدراسة التي قام بها تينون سنة 1813م، والبحث الذي أجراه ليجورنكور عام 1842.
وفي البداية قد بدأ التركيز بمراحل حياة الكبار وخاصة المسنين منذ 1860، وذلك عندما نشر فلورنس كتابه عن الشيخوخة البشرية وتوزيعها العمراني على الأرض، وهذا وقد قسم فلورنس مرحلة الشيخوخة إلى مرحلتين متميزتين تبدأ الأولى من سن 70 وتبدأ الثانية من سن 85 سنة.
ثم تطور الاهتمام بكبار السن وبعد ذلك لدراسة المشكلات الاجتماعية التي تصاحب حياة الكبار، وقد كشفت نتائج هذه الدراسات في الكتاب الذي نشره بوس سنة 1894، وقد أدت هذه الدراسات إلى مجموعة من الاصلاحيات الاجتماعية المختصة بكبار السن والشيوخ.
هذا ويعد كتاب هول الذي ظهر سنة 1922 البدء الحقيقي لمعرفة أثر الزمن على التغيرات البيولوجية التي تحدث للحيوانات في مراحل حياتهم المختلفة، ثم ازدهرت الأبحاث إلى دراسة أثر الزمن على تغيير خواص الإنسان البيولوجية الفسيولوجية، والنفسية الاجتماعية، وكان لهذا الاتجاه أثره على القارة الأوروبية فنشأة حلقات الدراسة الخاصة بسيكولوجية الكبار سنة 1939.
وقد احتلت مشكلة التعايش الاجتماعي للشيوخ الباحثين في العقد الرابع من هذا القرن، فنادى بيرجز سنة 1943 إلى تكوين لجنة من الجمعية الامريكية للعلوم الاجتماعية لدراسة مشكلة الشيخوخة ومدى تكيف الفرد في هذه المرحلة من حياته بالنسبة لعائلته، وعمله ودخله المتناقض، وقد نشرت هذه اللجنة نتائج أبحاثها في الكتاب سنة 1948 وتناول فيه كل ناحية من تلك النواحي بالدراسة والتحليل.
ثم تطور البحث إلى وجهته النفسية الصحيحة في السنين الأخيرة، وذلك عندما عكفت جامعة كمبردج على دراسة مظاهر التغير في الأداء الإنساني من الرشد إلى أن يصل سن الفرد إلى 80 سنة، وقد استمرت هذه الأبحاث قائمة في معمل عالم النفس من سنة 1946 إلى سنة 1956 وقد نشرها ولفورد في كتابه الذي ظهر سنة 1968.