يعتبر لويس الحادي عشر ملك فرنسا وكان يطلق عليه اسم الملك العاقل والحكيم والدهاء أو العنكبوت، وبعد أن أخذ الحكم خصص حياته لإنشاء دولة قومية جديدة تستند على تركيز القوة بين يديه، حيث حقق هذا الهدف على الرغم من النصر العسكري لأعدائه النبلاء من خلال الرشاوى والمكائد.
لمحة عن لويس الحادي عشر ملك فرنسا
ولد في مدينة بورج سنة 1423 وسط فرنسا والده شارل السابع ملك فرنسا ووالدته ماري أنجو لم يعامله والده معاملة حسنة، لذلك رده لويس بالكراهية ووصفه بأنه ضعيف الشخصية؛ لأن الإنجليز لم يواجهوه بشكل صحيح، حيث حاول أكثر من مرة الإطاحة بوالده الملك لكنه فشل وتم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة والاعتذار لوالده الذي قبله بدوره.
في العصور الوسطى كانت معظم الزيجات بين الملوك وأطفالهم تتم على أساس المصالح السياسية، كما تم بناء زواج لويس على أساس سياسي يهدف إلى الاستفادة، حيث تم خلالها إجباره على الزواج من مارغريت من اسكتلندا ابنة الملك جيمس الأول ملك اسكتلندا، حيث لم يكن لديهم أي قاسم مشترك خاصة وأنهم ينحدرون من سلالتين مختلفتين كانا معاديين للغاية لبعضهما البعض على مر العصور.
حياة لويس الحادي عشر ملك فرنسا
بعد الزواج حصل لويس على لقب دوفين، والذي يمنح عادةً إلى الابن الأكبر أو ولي العهد واستمر كفاح لويس ضد والده حتى صدر أمر بترحيله إلى مقاطعة دوفين الفرنسية، لكن بسبب المشاكل والمكائد التي كان ينسجها لوالده طلب الأخير مذكرة استدعاء ضده، لكن لويس لم يفعل يستجيب ويواصل عمله حتى آخر يوم من حياة والده.
في سنة 1451 تزوج لويس للمرة الثانية من شارلوت سافوي دون استشارة والده الأمر الذي أغضبه وجعله يعد جيشاً، وينفذ حملة تأديبية لابنه لكن لويس تمكن من الفرار إلى الدوق فيليب الثالث وابنه شارل الجريء وطلب حمايتهم، حيث مات شارل السابع سنة 1461 وعين لويس الحادي عشر ملكاً على فرنسا، وتم التتويج في مدينة ريمس التي أصبحت المكان المفضل لتتويج الملوك.
حكم فرنسا من سنة 1461 إلى يوم موته سنة 1483 عن عمر يناهز ال 60 وعهده مليء ومميز بالمؤامرات السياسية التي أكسبته العديد من الأعداء، حيث من الصفات التي اشتهر بها بين الناس: الخبث والحنكة والبصيرة والذكاء ولهذا السبب جاء لقبه على غرار نسج شبكة العنكبوت لعمل المؤامرات للخصم.
