مؤسسات التنشئة السياسية في علم الاجتماع السياسي:
1- الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية:
إن لمصادر التنشئة السياسية تفاعلات مبينة، مع التركيز على أهميتها كلها، وإن لكل مرجع من هذه المراجع فعالية قوية على شريحة عمرية محددة، ولعل الأشخاص في عمر الشباب يكونون مستجيبين أكثر لأساليب التنشئة التي تنجم عن تأثيرات الأحزاب السياسية والحركات الاجتماعية، ويبدو أن الأحزاب السياسية في الدول النامية تلعب دوراً يقترب إلى مدى عظيم من الدور الذي تلعبه العائلة في عملية التنشئة السياسية.
إن هناك جهلاً في نظم بعض الدول، فإن الحزب سوف يكون أكثر من كونه وسيلة انتخابية أو تجمعات تقوم بالتعبير عن الظروف السياسية لدى فئة محددة من الجماهير، إن الحزب يقدر أن يمنح المهام لعدد واسع من أفراد المجتمع، وأن يجعل بينهم وبين الحكومة القائمة صلات مختلفة، وهو يوفر المعلومات ويحقق الانسجام بين الجماعات المختلفة، ويقترح الأنشطة القومية، وبإيجاز فإنه يقوم بدور عظيم في التنشئة السياسية، مع الأخذ في الاعتبار أن ذلك النسق الفكري السياسي دائماً يصب في مصلحة الحزب فقط.
2- المنظمات الجماهيرية والشعبية:
عند النظر إلى أفراد المجتمع نجد أن أغلبيتهم يكونون تحت لواء العديد من المنظمات الجماهيرية أو الشعبية، وذلك بحكم الوظيفة أو المهنة، أو بسبب الرغبة في المنظمات الجماهيرية أو الشعبية، وذلك بحكم الوظيفة أو المهنة، أو بسبب الرغبة في إشباع الحاجات التي لا يستطيع الإنسان الفرد لوحده القيام بإشباعها.
وتساهم تلك المنظمات المهنية والشعبية من خلال نشاطاتها وأعمالها الثقافية والتربوية بدور كبير في التوجيه الفكري والعقائدي ﻷبناء المجتمع الذين ينتمون إليها، كما إنها تقوم بعدة مهمات ووظائف وخدمات ﻷعضائها، وعندما يكون الفرد عضواً في منظمة من هذه المنظمات، فإنه بدون شك سيتأثر بها وبقراراتها التي تتخذها بتوجهاتها السياسية، بل ويجد نفسه ملزماً بتنفيذ تلك التوجهات سواء كانت متفقة مع توجهاته الذاتية أو لم تكن كذلك.
حيث أن الضغط الأدبي الذي يزاوله الجماعات على أعضائها المنتمين إليها يكون مجبراً لجميع الأشخاص للانصياع إليه وتنفيذه، فإذا ما كان الفرد عضواً في منظمة مهنية مثل اتحاد العمال أو أي منظمة حرفية أو دينية أو مدنية أو رابطة رياضية أو غيرها، فإنه من المحتمل أن يلاحظ أن هذه المنظمات تتخذ مواقف معينة من وقت ﻵخر تجاه بعض القضايا السياسية التي تهمها بصفة خاصة، وقد يشعر ببعض الضغوطات من جماعته من أجل دعم وتأييد الموقف الذي تتخذه الجماعة.
3- وسائل الإعلام الجماهيرية:
من المعترف عليه بأن وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية قد تكونت في العصر الحديث على مستوى كبير من التقدم والفعالية، وذلك بسبب النهضة التكنولوجية التي كانت معروفه في الدول الصناعية المتقدمة، ووفقاً لذلك فقد صارت الاتصالات بين متنوع المجتمعات أكثر ليونةً وسهولة، مما يجعلها أكثر مصادر التنشئة صعوبة، وذلك تبعاً لاستغلالها، أي إذا ما استغلت بصورة سلبية أو إيجابية، مما جعل الحكومات تريد التحكم على تلك الطرق لكي تضمن سير الإرشاد السياسي والأيديولوجي في الاتجاه الذي تريده، وبما يحافظ على الثبات على النظام الموجود والتكوين الاجتماعي الراهن.