ماكس فيبر وسوسيولوجيا الإدارة في علم الاجتماع

اقرأ في هذا المقال


ماكس فيبر وسوسيولوجيا الإدارة في علم الاجتماع:

يعد ماكس فيبر من مؤسسي علم الإدارة الجديدة، وقد تكلم كثيراً عن سلسلة من المفاهيم الإدارية والتنظيمية مثل القيادة، والشرعية ومبدأ الخبرة، فقد أدلى بتقديرات مهمة حول التنظيم والمؤسسات، وبذلك قدم فيبر أول توضيح منهجي لنشأة المؤسسات الجديدة.

فهو يعتبرها وسيلةً لتنسيق أنشطة الناس وما يحصلونه من سلع بطريقة مستقرة ومتواصلة عبر الزمان والمكان، وأثبت فيبر أن تطور المؤسسات يستند على التحكم على المعلومات، وركز على الأهمية المركزية للكتابة في هذه العملية، فالمؤسسة في رأيه تحتاج إلى كتابة الأسس والقوانين التي تستهدي بها ﻷداء عملها، مثلما تحتاج إلى ملفات تخبئ فيها ذاكرتها.

ورأى فيبر أن المؤسسات تتميز بواقعيتها بنظام تراتبي ومراتبي في الوقت ذاته مع تركيز القيادة في درجاتها العليا، ومن هنا لا بدّ من الثبات عند مقصود إداري ضروري، بالتفسير والبيان والتحليل، وهو مقصود البيروقراطية، إذاً ماذا يقصد بالبيروقراطية؟ وإلى أي مدى تعد أصل الحداثة العقلانية وما سلبياتها؟

ويقصد بالبيروقراطية المكتب أو العاملين الجالسين إلى مكاتبهم لإنجاز خدمات عامة، ولقد ظهرت الدواوينية في القرن السابع عشر لتدل على المكاتب الحكومية، وقد استخدم المفهوم من قبل الكاتب الفرنسي ديغورنية، الذي ربط بين كلمتين هما، بيرو الذي يعني المكتب، وكراتيا الذي يعني النفوذ، وبعد ذلك سميت البيروقراطية على كافة ما تنتفع فيع البلاد من مدارس، ومراكز طبية، وجامعات ومنظمات رسمية.

كما تشير كلمة الدواوينية على الشجاعة والشدّة والسيطرة والنفوذ، وقد ظهرت البيروقراطية لتنسيق العمل وتيسيره والسيطرة فيها برمجة وتخطيطاً وحنكةً وإرشاداً ورئاسةً وإشرافاً وإصلاحاً، والبيروقراطية نتاج للرأسمالية والعقلانية والتحديث الغربي، ونتاج أجزاء العمل وتنظيمه إدارياً.

ويمكن القول عن مواقف ثلاثة إزاء البيروقراطية هي:

1- موقف غير بناء:

يقول أن البيروقراطية تنسيق إداري روتيني وغامض وبطيء في أداء الخدمات العامة، مما دفع بلزاك إلى الحديث بأن البيروقراطية هي النفوذ الكبير الذي يزاولها الأقزام.

2- موقف بناء:

ينظر إلى البيروقراطية نظرية مميزة، على أصل أنها أسلوب في تنظيم العمل وتدبيره طبقاً لخطة عقلانية هادفة.

3- موقف متوسط ومعتدل:

ويمثله ماكس فيبر، إذ ذكر إيجابيات البيروقراطية وسلبياتها في الوقت ذاته، ويخاف أن تحيد البيروقراطية عن غايتها الحقيقية، فتصبح أسلوباً لمزاولة الشجاعة والتحكم والرقابة.


شارك المقالة: