ما هي أسباب الفساد والمحسوبية في الدولة العثمانية؟

اقرأ في هذا المقال


الفساد والمحسوبية في الدولة العثمانية:

عانى السلاطين العثمانيون في فترة معينة من عدم القدرة بالسيطرة على السلطة من خلال مواجهتها للأعيان الأتراك، فقد سيطر الديشيرم على السلاطين واستخدموا الحكومة لمصلحتهم الخاصة وليس لصالح السلطان أو لصالح الإمبراطورية العثمانيّة، نتيجة لذلك انتشر الفساد والمحسوبية على جميع مستويات الإدارة.
بالإضافة إلى ذلك، مع اختفاء الأعيان، انقسمت طبقة (devşirme) نفسها إلى فصائل وأحزاب لا تعد ولا تحصى، تعمل كل منها لمصلحتها من خلال دعم ترشيح أمير إمبراطوري معين وتشكيل تحالفات وثيقة مع فصائل القصر المقابلة بقيادة الأمهات، والأخوات والزوجات لكل أمير.

متى بدأ الفساد والمحسوبية في الدولة العثمانية؟

بعد فترة حكم السلطان سليمان القانوني، كان تولي المناصب والتعيينات في الوظائف، أقل من كونها نتيجة للمناورات السياسيّة للأحزاب السياسيّة الحريم، وجد أولئك الذين في السلطة أنّه من الأنسب السيطرة على الأمراء من خلال إبقائهم غير متعلمين وعديمي الخبرة.
وتمّ استبدال التقليد القديم الذي كان الأمراء الصغار يتعلمون في هذا المجال بنظام تمّ فيه عزل جميع الأمراء في الشقق الخاصة بالحريم وتقتصر على التعليم الذي يمكن أنّ يوفره سكانها الدائمون.

نتيجة لذلك، كان لدى القليل من السلاطين بعد السلطان سليمان القانوني القدرة على مُمارسة السلطة الحقيقيّة، حتى عندما كانت الظروف قد أتاحت لهم الفرصة، لكن نقص القدرة لم يؤثر على رغبة السلاطين في السلطة، وبسبب افتقارهم إلى الوسائل التي طورها أسلافهم لتحقيق هذه الغاية، قاموا بتطوير وسائل جديدة.


السلطان سليم الثاني (حكم 1566-1574 ؛ المعروف باسم “السوت” أو “الشقراء”) والسلطان مراد الثالث (1574-1595) اكتسب كلاهما السلطة من خلال التلاعب بالفصائل المختلفة وإضعاف مكتب الوزير الأعظم، الأداة الإداريّة الرئيسيّة لتأثير الفصائل والحزبيّة في الدولة العثمانيّة المتدهورة.


عندما فقد الوزراء العظام مركزهم المهيمن بعد سقوط محمد صقللي (خدم في الفترة 1565-1579)، سقطت السلطة أولاً في أيدي نساء الحريم، خلال “سلطنة النساء” (1570-1578)، ثم في قبضة كبار ضباط الإنكشارية، الأغوات، الذين سيطروا من (1578) إلى (1625).
بغض النظر عمن كان يسيطر على جهاز الحكومة خلال تلك الفترة، كانت النتائج هي نفسها (شلل متزايد للإدارة في جميع أنحاء الإمبراطوريّة العثمانيّة)، وزيادة الفوضى وسوء الحكم وانقسام المجتمع إلى مجتمعات منفصلة ومعادية بشكل متزايد.


شارك المقالة: