ماذا حدث بعد حروب الردة؟
مع انهيار التمردات، قرر أبو بكر توسيع الإمبراطوريّة الإسلاميّة، من غير الواضح ما إذا كان قصده هو زيادة التوسع على نطاق واسع، أو هجمات استباقية لتأمين منطقة عازلة بين الدولة الإسلاميّة والإمبراطوريتين الساسانيّة والبيزنطيّة القويّة.
هذا مهد الطريق للغزو الإسلامي لبلاد فارس تمّ إرسال خالد بن الوليد إلى الإمبراطوريّة الفارسيّة بجيش يتكون من(18000) مقاتل، وفتح أغنى مقاطعة في الإمبراطوريّة الفارسيّة وهي العراق.
بعد ذلك أرسل أبو بكر جيوشه لفتح سوريا التابعة للامبروطوريّة الرومانيّة، وهي مقاطعة مهمة في الإمبراطوريّة البيزنطيّة واعتبر المؤرخون العرب الأحداث لاحقًا حركة دينيّة في المقام الأول.
ومع ذلك، تشير المصادر المبكرة إلى أنّها كانت في الواقع أيضًا محاولة لاستعادة السيطرة السياسيّة على القبائل العربيّة بعد كل شيء، رفض العرب المتمردون دفع الزكاة فقط ، لكنهم لم يرفضوا أداء الصلاة.
ومع ذلك، فإنّ العلماء السنة يناقشون ذلك ويفسرونه، بحيث أنّ إملاء الزكاة كان أحد أركان الإسلام الخمسة وإنكاره أو حجبه هو إنكار لحجر الزاوية في الإيمان، وبالتالي فهو عمل ردة، يذكر برنارد لويس أنّ حقيقة المؤرخين الإسلاميّين قد اعتبروا ذلك حركة دينية في المقام الأول.
لم يكن معارضو الجيوش الإسلاميّة مرتدين فحسب، بل أيضًا قبائل كانت مستقلة إلى حد كبير أو حتى تمامًا عن الجالية المسلمة ومع ذلك، كان لهذه الثورات أيضًا جانب ديني: أصبحت المدينة مركزًا لنظام اجتماعي وسياسي عربي جديد كان الدين جزءًا لا يتجزأ منه.
وبالتالي كان من المحتم أنّ يكون لأيّ رد فعل ضد هذا النظام جانب ديني يعتبر المسلمون الشيعة حروب الردة بأنّها حملة عنف لا معنى لها من قبل طاغية قتل الآلاف من المسلمين، واستشهد بها بما في ذلك تلك البارزة مثل مالك بن نويره.