يقول المؤرخون أن بعد سقوط الإمبراطورية الرومانية الغربية تسبب في عصر مظلم في أوروبا الغربية، حيث تم في تلك إهمال وضياع المعرفة والكياسة وفنون الأناقة والعديد من الفنون المفيدة، ومن ناحية الزراعة كان على العكس من ذلك.
سبب تحسن الزراعة في العصور الوسطى:
شكّل المزارعون نسبة ثمانون بالمئة من نسبة السكان في أوروبا، وقد تحسّن وضع المزارعون في أوروبا في العصور الوسطى(المظلمة)؛ وذلك بسبب سقوط الإمبراطورية الرومانية والتي تقلَّصت الأعباء الضريبية على المزارعين في حينها وضعف الارستقراطية وبالتالي حرية أكثر للمزارعين، وقد كان الريف الإمبراطوري الروماني منقوشاً بفيلات وعقارات، وكانت تتميز بالبناء الكبير وكان يطلق عليها (خراب إيطاليا) والتي كان يملكها الأستقراطيين الأغنياء والتي تم بناؤها من قِبل العبيد وكانوا يقومون على خدمتها.
وكما كان موجود ألف وخمسمائة فيلا في إنجلترا، ولكن مع سقوط روما تم التخلي عن تلك الفيلات وتحويلها إلى استخدامات نفعية بدلاً من استخدامات النخبة في أوروبا الغربية، وتم بعد ذلك الإفراج عن ضغوطات سوق الإمبراطورية الرومانية والجيش والضرائب، وتم بعدها العودة إلى الزراعة إلى الزراعة بناءً على الاحتياجات المحلية، وقد تراجع عدد السكان في القرن السادس ميلادي، وبالتالي فإن النقص في اليد العاملة قد سهَّل مزيداً من الحرية بين سكان الريف والذين كانوا عبيداً أو كانوا مقيدين بالأرض بموجب القانون الروماني.
وفي أوائل العصور الوسطى، كان التاريخ الزراعي للإمبراطورية الرومانية الشرقية يختلف عن تاريخ أوروبا الغربية، حيث شهد القرنين الخامس والسادس ميلادي توسعاً للزراعة الصناعية الموجهة نحو السوق وبخاصة زيت الزيتون والنبيذ، وقد تم اعتماد تكنولوجية حديثة مثل مكابس الزيت والنبيذ، وكما كانتى أنماط الاستيطان في الشرق مختلفة عن الغرب، وقد عاش مزارعو المناطق الشرقية في قرى استمرت في الوجود حتى توسعت، أما في مناطق الغرب فقد كانوا يعيشون في فيلات الإمبراطورية الرومانية.
وقد كانت نظام الزراعة في شبه الجزيرة الايبيرية (إسبانيا والبرتغال) مختلفاً اختلافاً كليلاً عن نظام الزراعة في اوروبا الشرقية والغربية، فقد هجر الأراضي الزراعية في الجزيرة الأيبيرية؛ بسبب انخفاض عدد السكان فيها، وقد توسع العمل في الرعي وتربية المواشي، فقد انفصل اقتصاد الجزيرة الأيبيرية عن اقتصاد أوروبا.
