الاحتلال البريطاني للعراق
تعتبر بريطانيا من الدول العظمى والدول الاستعمارية والتي تمكنت في السابق من تكوين عدة مستعمرات والتي كان أكبرها في الهند والتي تم تسميتها التاج البريطاني؛ وذلك لأهمية الهند وموقعها الاستراتيجي، بالإضافة إلى الموارد المعدنية التي تتمتع بها الهند ووجود الكثير من التوابل النادرة والتي لم تكن موجودة إلا في أراضيها، وخلال تلك الفترة كانت بريطانيا تخطط للسيطرة على العراق، بواسطة أرسال المبعوثين إليها.
بداية الاحتلال البريطاني للعراق
قامت بريطانيا بعد انتهاء عصر النهضة في أوروبا كونها دولة عظمى بالتخطيط لاحتلال العراق وضمها إلى مستعمراتها ممالكها خلال فترة عصر الاستعمار، حيث تم في تلك الفترة كان عصر استكشاف للعالم الجديد والذي كان في القارات البعيدة مثل أستراليا ونيوزلاندا والقارات الأمريكية، في الوقت الذي كانت فيه الدول العظمى مثل إسبانيا بريطانيا وألمانيا والبرتغال وفرنسا وروسيا والنمسا وهولندا وغيرها من الدول الأوروبية تسعى إلى وتوسعة مستعمراتها.
بدأت في تلك الفترة في التخطيط على السيطرة على باقي الدول والتي كان معظمها عربية، وذلك من باب التخطيط الاستعماري الذي كانت تقوم به، وكان هدفها من ذلك؛ السيطرة على خطوط المواصلات العلمية والتي تعد أساس الحياة العملية في أوروبا حينها، حيث كانت خطوط المواصلات تعتبر الشريان الرئيسي للدول الاستعمارية وخاصة بعد فترة الثورة الصناعية، حيث كانت دول أوروبا في ذلك الوقت بحاجة إلى المواد الأولية مثل الفحم والحديد والحجارة لإتمام سيطرتها الصناعية.
كما أنّها كانت بحاجة إلى الأيدي العاملة ذات الأسعار الرخيصة، وتم في تلك الفترة اكتشاف البترول والذي تم اعتباره من أهم الأساسيات لقيام الدول، تعتبر بريطانيا من الدول العظمى ودولة استعمارية كبرى وقامت في البداية تأسيس مستعمرة في الهند وأطلقت عليها اسم درة التاج البريطاني، حيث تمتعت الهند بوجود موارد كثيرة ومميزة، الأمر الذي جعلها ذات أهمية استراتيجية لتبدأ بعد ذلك رحلة بريطانيا والعسكرية في شرق وجنوب شرق آسيا.
حيث كان لبريطانيا علاقات تجارية كبيرة مع الصين واليابان وكوريا، الأمر الذي شجع بريطانيا السعي لاستعمار الهند وبالفعل تمكنت من ذلك وتم الاتفاق بأنّ تصبح الهند مستعمرة بريطانية تتمتع بحكم ذاتي، وبدأت بريطانيا في ظل عملياتها الاستعمارية والتوسعية التي تقوم بها السعي في السيطرة على العراق والتي كانت حينها واقعة تحت حكم الدولة العثمانية.
تم اعتبار العراق جسر بالنسبة لبريطانيا للوصول إلى باقي المستعمرات الموجودة في آسيا، وبالفعل بدأت في عملية التخطيط والسعي في السيطرة عليها، فقد كانت متخوفة في ذلك الوقت من قيام أي دولة أوروبية أخرى سياقها والسيطرة عليها.
حيث كانت الدولة العثمانية في ذلك الوقت داخلة في صراع مع البرتغال وهولندا وكانت تعتبر هي العائق الواقف في وجه توسعة المستعمرات البريطانية، وقد عانت بريطانيا من مشكلة المواصلات وطريقة ربط المستعمرات مع بعضها البعض.
بدأت دولة الهند البريطانية بتوسعة الإمبراطورية البريطانية وقامت باعتماد سياسة جديدة في عملية بناء المستعمرات والسيطرة عليها، وذلك من خلال إرسال السفراء والقناصل إلى بعض تلك الدول والعمل على اعتمادهم وعقد عدة صفقات سرية مع الحكومات، ومن ضمن ذلك قامت بإرسال السفراء إلى العراق؛ وذلك من أجل دراسة طبيعة المجتمع العراقي.
قامت بتأسيس شركة الهند الشرقية والتي كانت تنوي من خلالها توسعة عملياتها التجارية والوصول إلى العراق وعن طريقها الوصول إلى الأردن وفلسطين وتركيا، وكانت العمليات التجارية تلك تعبر من العمليات الخطيرة؛ وذلك بسبب دول المسافات وطول الطريق الصحراوي.
في عام 1914 ميلادي قامت الحرب العالمية الأولى وشكلت الدولة العثمانية في تحالفاً مع ألمانيا ضد دول الحلفاء، الأمر الذي أدى إلى قطع خطوط مواصلات بريطانيا مع مستعمراتها، وأصبح الوضع سيء بالنسبة لبريطانيا، حيث أنّها لم تكن تتمكن من الوصول إلى مستعمراتها والحصول على المعدات العسكرية والمواد الأولية.
أدَّى ذلك إلى التأثير على اقتصادها، الأمر الذي دفع بريطانيا إلى اتخاذ عدة أساليب للتعامل مع دول الحلفاء، بدأت في ذلك الوقت حرب القرم والتي كانت بين روسيا والدولة العثمانية، وتمكنت روسيا من خلال تلك الحرب الدخول إلى المناطق التابعة للدولة العثمانية عن طريق القوقاز.
كانت دول أوروبا تنوي التخلص من الوجود العثماني في المنطقة، الأمر الذي دفعها إلى تشكيل تحالف مع الدول العربية ووعدها تخليصها من الحكم العثماني وتمت عملية تقسيم الدول العربية ووضع العراق تحت السيطرة البريطانية، ولعل الهدف البريطاني من ذلك هو الموقع المهم الذي كانت تتمتع فيه العراق.