الانقسام الوطني اليوناني: هو خلاف داخلي تاريخي حصل بين ملك اليونان “قسطنطين الأول” ورئيس وزرائه “فينيزيلوس”، وقد كان السبب الرئيس في ذلك الخلاف، هو قيام اليونان بالمشاركة في الحرب العالمية الأولى أو عدم مشاركته، وقد أدى ذلك الخلاف إلى خلاف شخصي بين ملك اليونان ورئيس وزرائه، والذي أدى بالتالي ذلك الخلاف إلى إقالة رئيس الوزراء من منصبه، وبالتالي أدى ذلك إلى خلاف في اليونان كاملة.
الانقسام الوطني اليوناني:
أثناء ذلك الخلاف الذي كان بين الملك “قسطنطين” ورئيس وزرائه “فينيزيلوس” تم انقسام اليونان إلى معسكرين سياسين متخاصمين، فقام حينها رئيس الوزراء “فينيزيلوس” بدعم من الحلفاء بتشكيل دولة يونانية مستقلة في الشمال من اليونان، فقام الملك “قسطنطين” حينها بالتنازل عن العرش؛ وأثرت تلك الخلافات على الحياة السياسية في اليونان، كما تم هزيمة اليونان في المعركة اليونانية التركية وتم سقوط الجمهورية اليونانية الثانية نتيجة تلك الخلافات.
ويرجع السبب الرئيسي للخلاف بين ملك اليونان “الملك قسطنطين” ورئيس وزرائه؛ هو قيام الملك في التدخل في الشؤون السياسية في البلاد، مستغلاً الوضع السياسي السيء في اليونان، وحيث أن الملك حينها لم تكن له الصلاحيات بالتدخل بأمور الحكومة، وذلك بموجب الدستور اليوناني، فقد رفضت الأحزاب السياسية في اليونان بجميع أشكالها التدخل تدخل الملك في الأمور السياسية، بالإضافة إلى هزيمة الجيش اليوناني والذي كان بقيادة الملك “قسطنطين”في الحرب العثمانية اليونانية؛ ممّا أدى ذلك إلى استياء الجيش اليوناني ورفضهم التدخل في الشؤون العسكرية.
وقام الجيش اليوناني بإصدار إعلان يطالب فيه بعدم التدخل في أمورهم ويطالبون بإصلاحات في الجيش وفي الحكومة، فوافق حينها الملك جورج الأول على مطالبهم، وتم إقالة الأمراء من الجيش، وبعد تلك القرارات أصبح القادة في اليونان غير قادرين على حكم اليونان، فتم حينها البحث عن زعيم سياسي يكون صاحب خبرة وأن لا يكون موالياً للحكم الملكي، ووقع الاختيار حينها على السياسي اليوناني “فينيزيلوس” والذي كان سياسياً محنكاً، فعندما تولى السلطة في اليونان سرعان ما هيمن على السلطة السياسية في اليونان.
ولم يعد للجيش اليوناني أي دور في السياسة اليونانية، فعندما تولى الحكم قام بالعديد من الإصلاحات والتي لم يتم لإقامتها في اليونان منذ وقت طويل، وكما قامت الحكومة بتعديل الدستور اليوناني، وطالت عدة جهات بوضع دستور يونان، كما قام حينها بإعادة الأمراء إلى مناصبهم، وكما قام بوضع “قسطنطين” مفتشاً عاماً للجيش، وعند حدوث حرب البلقان تم تعيين “قسطنطين” قائداً للجيش.
وحقق الجيش اليوناني حينها أنتصارات عظيمة؛ ممّا أدى ذلك إلى تولي “قسطنطين” الحكم في اليونان بعد أبيه، إلا أن الخلافات بدأت بين الملك قسطنطين و “فينيزيلوس” تشتد خلال الحرب ضد البلغار فقد كان لكل واحد منهم قرارات، وعلى الرغم من ذلك انتصر اليونانيون في تلك المعركة؛ ممّا أدى ذلك إلى زيادة شعبية الرجلين لدى الشعب اليوناني.