ما هو التاريخ الثقافي؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو التاريخ الثقافي؟

الثقافة: هي عبارة عن مجموعة تراكمات من بعض الاختراعات والتحديثات والاكتشافات التي تصبغ الإنسان بطابعها المهني الحديث وتحيله إلى كم هائل من المعلومات والخبرات الذاتية بسبب تقدم وسائل الإنتاج المعرفي.

أما التاريخ الثقافي: فهو مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف التي تميز مجموعة من الأفراد وتجعلهم ينوطون تحت سلطتها، ويختلف علم التاريخ الثقافي بين الآباء والأبناء من مجتمع إلى آخر، ولقد أدت العولمة إلى انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير، خصوصاً الثقافة الغربية، وظهور مفهوم الغزو الثقافي والاستعمار الثقافي.

والاستعمار الثقافي كان عبارة عن عملية نشر العدو أو المستعمر ثقافته ولهجته؛ ذلك بهدف إنتاج أفراد يتبعونه بالفكر الثقافي، مما يؤدي إلى ظهور جيل ينتمون عقلاً إلى المستعمر أو العدو ويقومون بتحقيق أهدافه ويعد هذا أخطر أنواع الأستعمار لتأثيره الكبر وانتشاره الواسع وصعوبة التخلص منه.

يدعي الكثير من العلماء الثقافيين في وقتنا الحالي الثقافة على أنها نهج جديد، لكن التاريخ الثقافي قد نمت الإشارة إليه من قبل علماء التاريخ الثقافي في القرن الثامن عشر مثل العالم السويسري ياكوبتي بوركهارت.

يتداخل علم التاريخ الثقافي في نهجه مع الحركات الفرنسية لـتاريخ العقليات فيليبت بوراييه، ما يُسمى التاريخ الجديد، ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمجال الدراسات الأمريكية في الولايات المتحدة، كما صورها ومارسها في الأصل المؤرخ السويسري في القرن التاسع عشر ياكوبتي بوركهارت إزاء النهضة الإيطالية.

كان التاريخ الثقافي موجهاً لمعرفة تفاصيل وأصل فترة تاريخية معينة بأكملها، أي كانت الثقافة لديهم ليس ما يتعلق بالرسم والنحت والعمارة فيها فقط، بل بالأساس الاقتصادي الذي يقوم عليه المجتمع، والمؤسسات الاجتماعية في حياته اليومية أيضاً، يمكن رؤية أصداء نهج بوركهارت في القرن العشرين في كتاب يوهان هويزنغا  تلاشي العصور الوسطى.

غالباً ما يجري التركيز على الظواهر التي تشاركها الجماعات غير الحيوية في المجتمع، مثل: الكرنفال، والمهرجان، والطقوس الشعبية؛ وتقاليد الأداء الفني للقصة، والملحمة، والأشكال الشفهية الأخرى؛ والتطورات الثقافية في العلاقات الإنسانية الأفكار والعلوم والفنون والتقنيات والتعبيرات الثقافية للحركات الاجتماعية مثل القومية.

وتجري أيضاً دراسة المفاهيم التاريخية الرئيسية مثل النفوذ، والأيديوليوجيا، والطبقة الاجتماعية والثقافة والهوية الثقافية، والاتجاه، والعرق، والإدراك الحسي، والأساليب التاريخية الجديدة كرواية للإنسان، تنظر العديد من الدراسات في تكييف الثقافة التقليدية مع وسائل الإعلام، مثل التلفاز، والإذاعة، والصحف، والمجلات، والإعلانات، وما إلى ذلك، ومن الطباعة إلى الأفلام، والآن إلى إنترنت ثقافة الرأسمالية.


شارك المقالة: