ما هو العصر الأخميني؟

اقرأ في هذا المقال


تعد الإمبراطورية الأخمينية من الإمبراطوريات التي كان لها تأثير كبير في المنطقة، على الرغم من وصول الإمبراطورية الأخمينية إلى أعلى المراحل من التقدم والقوة، إلا انّها ما كانت إلا من صنع الشعب الذي لم يكن له تاريخ ثقافي.

العصر الأخميني

قام الشعب الذين يسكنون في بلاد فارس بتأسيس الإمبراطورية الأخمينية ولم يكن ذلك الشعب من الشعوب التي خاضت الحروب ولم يكن له تاريخ ثقافي متميز مثله مثل باقي شعوب الإمبراطوريات، إلا أنّ شعب الإمبراطورية الأخمينية كانت عبارة عن مزيج من ثقافات وتراث الشعوب الذين يقيمون فيها والذين من قبل كانوا يقيمون في أراضي إيران.

تم تأسيس إمارة أنشان على أراضي مملكة عيلام واعتمدت ثقافة وتقاليد بلاد الرافدين، كما اعتمدت القوانين التي كانت منتشرة فيها وعملت على نشرها في مناطق الشرق القديم، وكان النظام الملكي هو النظام المعتمد فيها، وكان الملك هو الذي يصدر القوانين ويصدر إلى الوزراء العمل على تنفيذها، كما أصدرت الإمبراطورية قانوناً إعفاء الفُرس من دفع الضرائب مقابل الخدمة العسكرية في الإمبراطورية.

كان الفُرس في المرتبة الأولى في الإمبراطورية ويليهم الميديون، وعين الملك الإقطاعيين الذين يملكون الأراضي لمساعدته في إدارة أمور القطاع الزراعي والعمل على تجنيد الجيش، وكانت الطبقة الارستقراطية تتولى إدارة الوظائف المهمة في الدولة، كما حصل زعماء القبائل على مراتب مهمة في الإمبراطورية والتي أصبحت فيما بعد متوارثة فيما بينهم.

أما أبناء الطبقة الأستقراطية فقد تلقوا أعلى درجات التعليم وكان يتم تعليمهم على الرماية وركوب الخيل، وكان الجيش يتكون من الطبقات الكادحة والفقيرة في الإمبراطورية وكان يتم اختيار الفرسان والقادة العسكريين من الشعب الإيراني والفُرس ومن أهم الفرق العسكرية في الإمبراطورية الأخمينية كانت فرقة الخالدون والتي كانت تتكون من الحرس الملكي والقناصين.

كانت كل ولاية يتم حكمها من قِبل حاكم بشكل منفصل والذي كان يقوم بتنفيذ القوانين التي يصدرها الإمبراطور ويقوم بجمع الضرائب، أصبحت الإمبراطورية الأخمينية غير قادرة بشكل كافي على إدارة جميع أدور الدولة وخاصة مع انتشار أراضيها من الشرق إلى الغرب، فقامت بالسيطرة على الدول الكبيرة بشكل أكبر وترك المدن الصغيرة تدار من قِبل الحكام بشكل منفرد، كما تم تأسيس عدد من الممالك الصغيرة داخل الإمبراطورية.

اهتم ملوك الفُرس بالعمل على تنظيم أمور الجهاز الأمني في الإمبراطورية وتم تعيين موظفين يعملون على مراقبة الولايات وتفتيشها بشكل دوري والإشراف على مؤسساتها والطرق فيها وإنشاء مشاريع وتم تأسيس مشاريع بحرية بين البحر الأحمر والنيل وكان يتم إرسال رحلات بحرية استكشافية؛ وذلك من أجل العثور على خطوط بحرية في الهند ودلتا النيل ونهر السند.

أدت المشاريع التي أنشأتها الإمبراطورية الأخمينية إلى جعلها دولة أكثر غنى وأصبح لديها الكثير من الذهب والفضة وتم سك العملات الذهبية والتي تم نقش القوش المموج عليها والتي كان يتم صرفها من أجل الدفع للجنود المرتزقة، في القرن الرابع قبل الميلاد لجأت الإمبراطورية الأخمينية إلى صنع الخمور والفخار في مصر وآسيا الوسطى.

قامت مصر بقيادة ثورات ضد الحكم الفارسي وتمكنت من الحصول على الاستقلال مرتين، في بداية القرن الخامس قبل الميلاد قام العالم الهليني الغزو الفارسي.

لم تكن الإمبراطورية الأخمينية تسعى فقط إلى توحيد أراضي إيران، بل أنّها كانت تسعى أيضاً إلى فرض سيطرتها في أراضي الشرق القديم؛ وذلك من أجل السيطرة على الطرق والأسواق وتمكن قوروش من السيطرة على أراضي بابل ومنفيس والتي سرعان ما انهارت.

سعت الإمبراطورية الأخمينية السيطرة السياسية في المنطقة، كانت الإمبراطورية الأخمينية تعتمد التسامح الديني وقاموا بتأسيس الإمبراطوريات الفرعونية والتي يتم حكمها من قِبل الأناضول والرافدين، كان الحكام يلغون التسامح ويقومون بإعدام الثوار.

تمكن الملك قوروش الثاني من تحقيق إنجازات كبيرة خلال فترة حكمه، لم يتمكن الملوك الفُرس الأخمينيين من السيطرة على الحكم بشكل كبير؛ وذلك بسبب المساحة الكبيرة التي تميزت بها الإمبراطورية، بدأت قدرة الفُرس بالضعف أمام الاندماج مع الثقافات الشرقية، حيث استقروا في المدن بعد ذلك وتمكنوا من تأسيس مدن خاصة بهم.

على الرغم من أنّ الإمبراطورية الأخمينية كانت عبارة عن إمبراطورية عالمية، إلا أنّها سرعان ما انهارت؛ وذلك بسبب الصراعات الداخلية والخارجية التي كانت تتعرض لها.

تم تأسيس الإمبراطورية الأخمينية من قِبل الشعوب التي كانت تقيم في الأراضي الإيرانية والذين لم يكن لديهم ثقافة تنسب إليهم، وعلى الرغم من ذلك أصبحت من أقوى الإمبراطوريات، إلا أنّها سرعان ما انهارت بسبب الصراعات التي دارت فيها.

المصدر: تاريخ آسيا الحديث والمعاصر: شرق آسيا، الصين، اليابان، كوريا-المؤلف: مقرحي -ميلاد-1997تاريخ شرق آسيا الحديث-المؤلف: ياغي -إسماعيل أحمد -1994موجز تاريخ جنوب شرق آسيا-المؤلف:هاريسون-بريان-1979مختصر تاريخ الصين: نانسي محمد-المؤلف: مايكل ديلون-2018


شارك المقالة: