اقرأ في هذا المقال
انقلاب يوليو عام 1936 ميلادي في إسبانيا:
من أسباب قيام ثورة يوليو في إسبانيا عام 1936 ميلادي؛ هو إسقاط الجمهورية الإسبانية الثانية، وكان لتلك الثورة دور كبير في قيام الحرب الأهلية الإسبانية، ففي تلك الفترة شب صراع بين الحزب الجمهوري والحزب القومي للسيطرة على إسبانيا؛ ممّا أدى إلى انقسام الجيش الإسباني، وفي ظل تلك الثورة تمكنت الحكومة الإسبانية في البداية من المحافظة على الحكم، ووقع حكم الدولة فيما بعد تحت سيطرة المتمردين، والذي أدى ذلك إلى إراقة الكثير من الدماء.
بداية انقلاب يوليو عام 1936 ميلادي في إسبانيا:
في عام 1933 ميلادي قامت إسبانيا بإجراء انتخابات، وتم من خلال تلك الانتخابات إدخال الأحزاب اليسارية في إسبانيا، وقام حزب سيدا بالمشاركة بالحكم والذي تلقى دعماً من ألمانيا وإيطاليا، واتبع ذلك الحزب النظام المتبع في ألمانيا النازية، وقام بإصدار قرار بمنع النقابات؛ ممّا أدى إلى قيام ثورة العمال، لكن تم السيطرة على تلك الثورة والقضاء عليها، قام حزب سيدا بالتخلي عن التعامل مع الحكومة الإسبانية، فقامت إسبانيا بالتحالف مع الحزب الجمهوري والذي قام بإحضار القوات العسكرية من إسبانيا الأفريقية، والذين بدأوا في أعمال القتال الوحشية ضد النساء والأطفال وكبار السن.
وبدأت إسبانيا بتنفيذ عمليات الإعدام الجماعية، وقد أدت تلك الأمور إلى انهيار الجمهورية الإسبانية، ومن هنا بدأ الصراع بين الحكومة الإسبانية وبين الأحزاب، فقامت إسبانيا بتنفيذ عمليات الإعدام الجماعي ضد السياسيين والمعارضين للدولة، وبدأت بعد ذلك عمليات الاحتجاج والإضراب، وقام الكثير من المتمردين بعمليات الحريق والتخريب في ممتلكات الدولة، فتم إجراء انتخابات بين الأحزاب والتي فاز بها الحزب الشعبي؛ ممّا أدى إلى غضب الأحزاب اليمينية والتي اعتبرت الانتخابات غير نزيه، وقد أدى ذلك إلى نشوب صراعات جديدة بين الأحزاب الإسبانية وعادت عمليات الحرق والتخريب.
بدأت بعد ذلك الأحزاب اليسارية بالتجهيز لعمليات الانقلاب ضد الحكم، وبعد عمليات الانقلاب قام الجنرالات في إسبانيا في الاجتماع واتفقوا على إعادة الهيبة للدولة، إلا أنّ تلك الانقلابات باءت بالفشل، ومن ثم بدأت الانتخابات وتم التخطيط لإجراء عمليات انقلاب بعد فوز الجبهة الشعبية، وتم الاتفاق على تولي الجبهة الشعبية الحكم في إسبانيا، وبدأت الأحزاب التقليدية بالانضمام إلى الأحزاب الشعبية قامت بتشكيل اتفاق للانقلاب على الحكمة، وصلت تخطيطات الانقلاب إلى الحكومة.
مع بداية شهر يوليو عام 1936 ميلادي بدأت التجهيزات بشكل فعلي لعمليات الانقلاب، على الرغم من أنّ لم تكن لدى المليشيات العسكرية القدرة الكافية للقيام بالانقلاب، وقامت قوات الاقتحام العسكرية بعمليات الاغتيالات، وفي ذلك الوقت بدأت عمليات التمرد في جميع المدن الإسبانية، كما بدأت التمردات العسكرية في المستعمرات الإسبانية في نفس التاريخ، والتي كانت كان بدايتها في مستعمرة إسبانيا الأفريقية، كما قامت التمردات في البحرية الإسبانية وقاموا بتجنيد الشعب ضد الحكومة الإسبانية، وكان لتلك التمردات دور كبير في قيام الحرب الأهلية الإسبانية.
مع بداية منتصف شهر يوليو من نفس العام علمت مدريد بوجود عمليات تمرد بالمحميات المغربية، ومن ثم بدأت التمردات بالانتشار إلى شبه الجزيرة، فقامت المنظمات العالمية بالمطالبة بعملية تسليح الشعب بشكل كامل، لكن رفضت الحكومة ذلك الطلب؛ وذلك خوفاً من زيادة التمردات العسكرية ضد الحكومة وقيامها بالسيطرة على الحكم، فقامت إسبانيا بعد تلك القرارات بإعادة تشكيل حكومة وقامت بإصدار الأوامر إلى الحزب الجمهوري لكي يتم تشكيل حكومة جديدة والعمل على إيقاف عمليات التمرد وذلك دون العمل على استخدام السلاح والعمل على الوصول إلى اتفاق مع الجيش لوقف التمرد.
قامت الحكومة الإسبانية بعدة اتصالات مع المتمردين لوقف عمليات التمرد واستخدام السلاح، لكن المتمردين رفضوا أيّ عمليات تواصل او اتفاق مع الحكومة، وأصروا على عمليات تسليح الشعب، وبالفعل تمت عملية تسليح الشعب؛ ممّا أدى إلى إفقاد الحكومة الإسبانية قدرتها على السيطرة على الثورات ومن ثم بدأت الثورات الاجتماعية بالانتشار في ذلك التاريخ، فلم يكن بنية العمال الدفاع عن الدولة ولكن كان بنيتهم القيام بالثورة وتحقيق مطالبهم، فقررت الحكومة بعد قرارات العمال القيام بعمليات القمع الشرس ضد التمردات والقضاء عليها بشكل نهائي.
مع نهاية التمردات لم يتمكن الثوار من تحقيق مطالبهم بشكل كامل، فقد كانوا يسعوا السيطرة على مدريد وباقي المدن الإسبانية المهمة، لكنهم تمكنوا من السيطرة على نصف المدن الإسبانية، وبعد انتهائها تمت عملية تقسيم إسبانيا إلى قسمين، كما انقسم الجيش الإسباني أيضاً بعد انتهاء التمردات إلى قسمين، فمنهم كان موالي للدولة ونصفهم الأخر وقف إلى جانب الثوار وقام بدعمهم بالتمردات.