كانت إيطاليا تسمي قديماً باسم أوينو تريا “oenotria” أي أرض النبيذ، وكان الإغريق يُسمّون شبه الجزيرة الإيطالية باسم هسبريا “Hesperia”، وتعني الأراضي الغربية؛ أي أنها غريبة بالنسبة لليونان، ومن الأسماء الأخرى لإيطاليا أوسونيا “Aousonia”، وكما سُمّيت أيضاً باسم “تللوس ساتورنوس”، وهي تعني إله قديم للزراعة وحبوب القمح، وأما بالنسبة لاسم إيطاليا فهو مشتق من اسم “vitelliu”، والتي تعني أرض العجول؛ وذلك لكثرة وجود العجول في أراضيها، وهي كلمة كان يستخدمه شعب إيطاليا القديم “شعب الأوسكيون”، ومن ثم أطلق عليها اسم إيطاليا.
تأثير الظروف الجغرافية في الحروب الإيطالية:
أثَّرت الظروف الجغرافية في الأراضي الإيطالية على الحروب الرومانية، ففي فصل الشتاء كانت الأراضي الإيطالية، كأراضي اليونان تمتلي بالوحل وحتى بعد إنشاء الطرق؛ ممّا كان يعمل ذلك على إعاقة العمليات العسكرية في إيطاليا، وقد أدرك الرومان في في ذلك الوقت إنها تتكبد خسائر فادحة في الحرب في فصل الشتاء، وكانت إيطاليا تشتمل على مناطق جبلية واسعة، أكثر سهولة في المساعدة على التحرك للقوات العسكرية.
ولم يفطن الرومان في الحقيقة، إلى الخسائر الفادحة التي تعرضت لها في جبال سمنيوم، حيث أنهم لم يكونوا يستطيعوا حماية جنودهم، وقد تعلموا بعد ذلك طرق حماية جنودهم، وأدركوا ضرورة مراعاة التضاريس، فعملوا على تقسيم الفرق إلى وحدات، اسموها “Manipulus”، وكانت كل فرقة تتكون من ستون جندي، وكانت كل فرقة تقاتل بشكل مستقل.
إلا اليونان عملوا بنظرية “legio”، والتي كانت تقوم تلك النظرية، بأن يبقى الجيش متراصاً مع بعضهم البعض، مثلما كان يفعل الأغريق، واعتماد اليونانيون الإغريق تلك النظرية، يعود إلى أن بعض الأراضي الإيطالية، كان يناسب ذلك التشكيل العسكري، إلا أنهم أخطأوا في الاهتمام بسلاح الفرسان لديهم وتدريبهم، حيث أنهم لو دربوا فرسانهم، مع اختيارهم للأراضي في حروبهم، حققوا انتصارات كبيرة، كما فعلوا اليونانيون، الذي عملوا على تدريب جنودهم بشكل كبير ومتقن.
وكانت مواقع المدن الإيطالية حصينة ويصعب المنال منها، مثلها مثل دول الإغريق؛ ممّا جعلها صعبية المنال، ومن الصعب حصارها والاستيلاء عليها، حيث أن مدينة فيلي الإيطالية استغرق مدة حصارها شرة سنوات، وقد تكبدت الرومان عدة خسائر بسبب حروبها، وكما كان الرومان يمنحون أعدائهم المنهزمون شروطاً سخية.
