تاريخ اقتصاد اليونان
لا يمكننا الحديث عن اقتصاد اليونان بأنه من الاقتصادات القوية على الرغم من أنّها من الدول الأوروبية، حيث أنّها لا تحتل المراتب الأولى في العالم للتقدم الاقتصادي، وتحاول اليونان منذ القدم القيام بعمليات الإصلاح الاقتصادي والنهوض بالدولة والوصول بشعبها إلى المستوى الاقتصادي المطلوب في ظل الديون المتراكمة عليها، وتعتبر اليونان أحد دول الاتحاد الأوروبي.
تاريخ اقتصاد اليونان القديم
تميزت اليونان منذ القدم بالموقع الاستراتيجي المميز والأمر الذي ساعدها على التحكم بالتجارة وخاصة التجارة البحرية، حيث قامت بالسيطرة على طرق التجارة المصرية ومع بداية القرن السادس قبل الميلاد كانت تجارة الحرف من أهم التجارات في ذلك القرن، ولعل السبب الرئيسي في اعتماد اليونان على التجارة؛ هو سوء التربة الموجودة في اليونان والتي منعتها من تطوير القطاع الزراعي فيها، يمكننا القول بأن التربة اليونانية تسمى بالتربة الشحيحة والضعيفة.
لم يكن بإمكان اليونان زراعة أي نوع من المحاصيل وكانت تحصل على محاصيلها من الخارج، بينما كانت تحاول الحصول على بعض المنتجات والتي تتمكن من خلالها الحصول على الزيوت، كما حاولت العمل على تربية الحيوانات والتي كانت منتشرة في المنطقة وبشكل كبير، لكنها لم تتمكن بسبب سوء التربة فيها، كان أكبر اهتماماتها بالنحل والذي كان يستخدمها الإغريق قديماُ بديلاً للسكر.
اتجهت اليونان إلى الغابات للحصول على الخشب والذي كانت تستخدمه لصناعة السفن، فمنذ القدم كان نسبة العاملين بالقطاع الزراعي اليوناني مرتفع، وكانت معظم الأراضي تعود ملكيتها إلى الطبقة الأرستقراطية وكان يتم توزيع الإرث بينهم، الأمر الذي أدى إلى خلق مشاكل لدى طبقة الفلاحين.
في القرن الثامن قبل الميلاد أزداد العمل التجاري في اليونان، كما اعتمدت في اقتصادها على الأعمال الحرفية مثل الحياكة والتي كانت تقوم بها النساء فقط، ومن ثم قامت باستخدام العبيد للقيام بالأعمال الصعبة وخاصة في المصانع، وكانت هناك بعض الأعمال في اليونان ينظر إليها بأنّها أعمال للطبقة الرديئة مثل العمل بالطين والخشب والجلد.
في عام 1832 ميلادي تمكنت اليونان الحصول على الاستقلال والتخلص من حكم الدولة العثمانية وقامت بإصدار عملة الدراخما والتي بقيت عملتها الخاصة قبل انضمامها للاتحاد الأوروبي.