يعتبر الملك “ستيفن الأول” أول ملوك مملكة المجر المسيحية من سلالة “أباد”، وعندما تولى الملك “ستيفن الأول” الحكم في المجر قام بدعم الكنيسة الكاثوليكية، حيث أنه أراد من خلال المجريين المسيحين والفرسان المجريين إقامة دولة مسيحية في أوروبا الوسطى، فقام حينها في عام 1083 ميلادي بتعيين أول قديس كاثوليكي.
تاريخ المجر في العصور الوسطى العليا:
بعد وفاة الملك “ستيفن الأول” تعرضت مملكة المجر للكثير من الثورات والصراعات بين الملوك والنبلاء؛ من أجل حكم مملكة المجر فحاولت حينها جيوش الإمبراطورية الرومانية المقدسة غزو المجر، إلا أنه تم هزيمتهم، وقد عانت الإمبراطورية الرومانية المقدسة من الهزائم المتتالية التي تعرضوا لها، ومن ثم قامت الجيوش الإمبراطورية الرومانية بغزو المجر مرةً أخرى بحرب كبيرة، إلا أن ملك الجر حينها استطاع الإطاحة بمساعدي الإمبراطورية الرومانية.
ومع بداية حكم الملك “بيلا الأول” انتهى عصر الثورات والصراعات في المملكة المجرية وقام حينها بإدخال عملة جديدة إلى المجر، حيث قام حينها بإدخال الدينار الفضي إلى المملكة، ولذلك اعتبره المؤرخون من أعظم الملوك الذين حكموا المجر؛ وذلك بسبب قيادته الحكيمة لمملكة المجر والعمل على تقويتها وتعزيزها وإعادة الاستقرار إليها، كما تم إعلانه حينها كقديس، حيث أنه قاد المجريين إلى هزيمة شعوب “الكومان” فقام المجريين حينها بالاستيلاء على أجزاء من دولة كرواتيا، فقد كانت كرواتيا حينها تعاني من حرب السلالات فيها؛ ممّا ساعدهم حينها في السيطرة عليها.
كما قام مجموعة من النبلاء الكرواتيين بمساعدة مملكة المجر في السيطرة على كرواتيا، ورغم تلك السيطرة، إلا أن لم تخضع جميع أراضي كرواتيا لسيطرة المجر، إلا في عهد الملك “كولمان” والذي قام أثناء حكمه بتوحيد تاج مملكة المجر ومملكة كرواتيا، وقد أدى ذلك التوحيد إلى خلق نزاعات بين المملكتين في القرن التاسع عشر ميلادي، وعلى الرغم من إنضام مملكة كرواتيا إلى حكم مملكة المجر.
إلا أن كرواتيا بقيت مستقلة في حكمها الداخلي، حيث كانت السلطة الفعلية في مملكة كرواتيا بيد النبلاء لديها، وقد كان الرابط الوحيد المشترك بين مملكة المجر ومملكة كرواتيا هو أن الذي يحكمها هو ملك واحد، وقام ملك المجر بعد ذلك بإعلان مملكة كرواتيا مملكة مستقلة.