يبدأ تاريخ اليونان الحديث بعد أن استقلت اليونان بمساعدة الدول العظمى “فرنسا، بريطانيا، روسيا” في حرب الاستقلال اليونانية عن الإمبراطورية العثمانية.
تاريخ اليونان الحديث:
كانت اليونان منذ أواخر العصور القديمة واقعة تحت حكم الدولة البيزنطية، إلا أن اليونان كانت تعاني من الضعف؛ وذلك نتيجة تعرضها للغزو التركي والسلاجقة، كما أنها تعرضت لغزو من قِبل قبرص، وقد تعرضت اليونان في تلك الفترة إلى عدة صراعات وثورات من قِبل الأرثوذكس البيزنطيين، فكل تلك الأمور أدت إلى ظهور نزعة وطنية لدى اليونانيين، وبعد كل تلك النزاعات والثورات أصبحت اليونان وبشكل تدريجي دولة تابعة للإمبراطورية العثمانية.
وعلى الرغم من أن اليونان كانت تابعة للدولة العثمانية، إلا أن حكم الدولة العثمانية لم يكن قوياً ومسيطراً على الجبلية والداخلية في اليونان، والذي هرب إلى تلك المناطق الكثير من اليونانيين، وقاموا بتشكيل مجموعات في تلك المناطق، كما أن المناطق الساحلية في اليونان كانت تحت حكم مدينة البندقية الإيطالية، إلا أن ذلك الوضع لم يروق للدولة العثمانية، فقامت حينها في السادس عشر ميلادي بغزو معظم المناطق التي لم تكن تحت حكمها.
وفي عام 1770 ميلادي قامت أول ثورة ضد الحكم العثماني والتي إنطلقت من مدينة “أورلوف” الروسية، إلا أن الدولة العثمانية قامت بقمع تلك الثورة بطريقة وحشية، وفي تلك الفترة بدأت الأفكار الحديثة تدخل إلى اليونان، حيث كان الكثير من اليونانيون يدرسون في أوروبا الغربية، وعند عودتهم إلى وطنهم جلبوا معهم الكثير من الأفكار، كما كان يوجد في اليونان حينها الكثير من التجار والذي زادت ثرواتهم من خلال التجارة، فكل تلك الأمور أدت إلى ظهور أفكار قومية تطالب بالحكم الذاتي في اليونان، وأخذت تلك الأفكار تنتشر بشكل كبير في اليونان.
وقام الثوار اليونانيون بالتمرد ضد الإمبراطورية العثمانية في عام 1821 ميلادي، إلا أن الثورات الداخلية التي كانت تعاني منها اليونان في تلك الفترة أدت إلى انهيار قوتها؛ ممّا دفع ذلك الدول العظمى “روسيا، فرنسا، بريطانيا” على الموافقة على مطالب الثوار اليونانيين، وتم حينها عقد معاهدة في لندن، وقامت الدول العظمى إلى الوقوف إلى جانب اليونان في حربها ضد الدولة العثمانية، وتم إعلان اليونان كمملكة مستقلة في حكمها.