تقع مدينة أمبالا في شمال ولاية هاريانا في شمال غرب الهند، تقع إلى الشرق من نهر جايجر على جنوب شانديغار، تعتبر مدينة أمبالا مركزاً رئيسياً لتجارة الحبوب والقطن والسكر وهي متصلة عن طريق البر والسكك الحديدية مع دلهي في الجنوب، وأمريتسار ومن جهة الشمال والغرب ولاية البنجاب.
مدينة أمبالا الهندية
تسير خطوط السكك الحديدية الأخرى من الشمال إلى شانديغار وشيملا وكالكا وجنوب شرقاً إلى شانديغار، تشمل الصناعات المهمة اقتصادياً القطن وطحن الدقيق ومعالجة الأغذية والصناعات المختلفة، يعد نسج القماش وصنع الأثاث من الخيزران من الحرف اليدوية المهمة، تأسست بلدية أمبالا في عام 1867 ميلادي، يوجد بالمدينة مستشفى ومعهد حكومي لأشغال المعادن والعديد من الكليات التابعة لجامعة كوروكشيترا.
تتكون المنطقة المحيطة في الغالب من سهل طمي خصب، كما هناك بعض قنوات الري والحبوب والحمص والقطن وقصب السكر والفول السوداني والمانجو هي المحاصيل الرئيسية، تقع واحدة من أكبر المعسكرات العسكرية في الهند والتي تضم أيضاً مركزاً تجارياً ومطاراً جوياً في الجنوب الشرقي، أنتجت المنطقة أيضاً عملات معدنية في بعض الأماكن، تم العثور أيضاً على كاسسن بريكس؛ ممّا يبرر الاستنتاج بأنّ هذه المنطقة كانت مدرجة في إمبراطورية كوشانا، وأنّ المنطقة الواقعة بين لاهور وكارنال شكلت جزءاً من إمبراطورية سامودرا جوبتا، هذا الدليل مدعوم بنقوش عمود مهرولي وعملات فضية عثر عليها في أماكن مختلفة.
شكلت المنطقة جزءاً لا يتجزأ من جميع السلالات الحاكمة الرئيسية تقريباً في الهند، في القرن السابع ميلادي كانت جزءاً ساكتونا جاندبا، تظهر بعض المصادر خاصة تلك الخاصة بالحج الصيني هيفن تسانغ الذي زار خلال نظام هارشا أنّ هذه المنطقة كانت أيضاً تحت تأثير البوذية، شهدت المنطقة كذلك الطموح الإمبراطوري للإمبراطور ياسو فيرمين وذلك بعد بعد محمد غزنوي، وأخرجها شاروهاوس تحت سيطرتهم، ويقف عمود توبارا شهادة على هذه الحقيقة، وسيطر المسلمون على المنطقة بعد هزيمة بريثفيراج تشوهان في معركة التضاريس الثانية في عام 1192 ميلادي.
بين القرنين التاسع والثاني عشر ميلادي احتفظت هذه المنطقة بأهميتها كمركز للحج الديني، يشير اكتشاف صورة اللوردات في عدة أماكن إلى وجود معابد جميلة ربما دمرت خلال الغزوات الإسلامية، تحت حكم المسلمين شكلت المنطقة جزءاً من إمبراطورية كتاب بن أباك، شهدت المنطقة أيضاً غزو تيمور، في عام 1450 ميلادي وضع باهلول لودي حاكم البنجاب المنطقة تحت سيطرته حتى غزو بابور عام 1526 ميلادي، كان عهد أكبر مليئاً بالأحداث في دينإي أكبارين ويذكر أنّ ماهال أمبالا جزء من سيرهيند سببا، بعد وفاة أورنجيب تصاعد الموقف السياسي والقوى المختلفة في معارضة الإمبراطورية.
شن باندا باهودار تلميذ جورو جوبيند سينغ هجوماً شرساً على منطقة أمبالا عام 1709 ميلادي، لكنه خسر أمام المغول في سادورا في عام 1710 ميلاي، بعد باندا حكم خدمت مسؤول موغل منطقة أمبالا الأرضية حتى عام 1739 ميلادي عندما غزو نادر شاه أعقب ذلك فترة مظلمة مع تقسيم أمبالا إلى إمارات صغيرة، احتفظ العبدلي بهذه المنطقة من عام 1757 ميلادي فصاعداً، استولى السيخ المضطربون في عام 1763 ميلادي على هذه المنطقة بعد ذبح حاكم العبدلي، باختصار خلال عصر القرون الوسطى كان هذا العهد مليئاً بالأنشطة السياسية والاضطرابات.
تاريخ مدينة أمبالا
شهد ظهور الحكم البريطاني نمو قوة السيخ في هذه المنطقة وما تبعه من تدمير من قبل البريطانيين خلال عام 1805 ميلادي؛ وذلك من أجل زيادة نفوذهم خارج يامونا أخذ البريطانيون الزعماء في أمبالا تحت حمايتهم، سيطر البريطانيون على شؤون جميع الدول في المنطقة بأكثر الطرق فعالية من خلال الوكالة السياسية في أمبالا، في عام 1845 ميلادي أظهر زعيم السيخ عائقاً سلبياً صريحاً للبريطانيين، وكانت النتيجة هي إلغاء الولاية القضائية للشرطة لمعظم الرئيس وكذلك ألغيت رسوم العبور والجمارك وتم قبول تخفيف الخدمة الشخصية لرئيس وحدته.
تم تحويل الوكالة السياسية لأمبالا إلى تفويض تحت إشراف مفوض ولايات رابطة الدول المستقلة، مع بداية عام 1846 ميلادي سقطت العديد من المناصب بسبب فشلها في أنّ يكون لها ورثة ذكور وما يسمى بانهيار الآلية الإدارية، سيطر البريطانيون على أجزاء من الأراضي المحيطة بمنطقة أمبالا في عام 1847 ميلادي، وفي عام 1849 ميلادي تم ضم البنجاب ثم أُعلن أنّه من المتوقع أنّ يتوقف كل زعماء بوريا وكالسيا عن امتلاك سلطات سيادية.
لعبت منطقة أمبالا دوراً مهماً في انتفاضة التي قامت في عام 1857 ميلادي، كانت أمبالا مستودعاً عسكرياً ذا أهمية كبيرة في ذلك الوقت، أخبر شام سينغ جندي من مشاة السكان الأصليين الخامس فورسيث نائب المفوض أمبالا في نهاية عام 1857 ميلادي أنّ صعوداً عاماً للسبويز سيحدث في المنطقة، ثبت أنّه كان صحيحاً، حيث قام فوج هندي من فرقة المشاة الأصلية الستين في ثورة مفتوحة في أمبالا تبعه مشاة محلي خامس، لكن البريطانيين كانوا في حالة تأهب شديد وقمعوا التمرد، كما تضرر السكان المدنيون بشدة.
لفترة طويلة بعد الانتفاضة ظل سكان هاريانا يعانون؛ بسبب معارضتهم واللامبالاة تجاه البريطانيين في الأزمة، ولكن سرعان ما اجتاحت تغييرات مختلفة في البلاد وكذلك المنطقة نتيجة لذلك، تأثر سكان أمبالا وأصبحوا مستيقظين ومستنيرين سياسياً، أخذت بعض المنظمات مهمة الإصلاح، خلال هذه الفترة بذل الناس أيضاً جهوداً لإنشاء إعادة التنظيم على المستوى الوطني، كان لالا مورلي دار من أمبالا أحد الآباء المؤسسين للكونغرس الوطني الهندي في بومباي في عام 1885 ميلادي، وعند بداية القرن العشرين انتشرت منظمة المؤتمر الوطني الهندي جذورها في أماكن مختلفة في منطقة أمبالا.
ساعد سكان أمبالا الحكومة في جهودها الحربية، أعطى فلاحو القرية مجندين للجيش ولكن في الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الأولى أصبحوا عاطلين عن العمل وزحف عليهم شعور بالسخط، وجد المهاتما غاندي فرصة عظيمة وأطلق ثورة في جميع أنحاء الهند في عام 1919 ميلاي، شهد سيناريو ما بعد الحرب قدراً كبيراً من النشاط السياسي في منطقة أمبالا، كما هو الحال في أجزاء أخرى من الهند، عارض الناس رولات بيلز.
عارض الناس هنا مشاريع القوانين وأصدروا قراراً يدين عمل الحكومة، بعد إلقاء القبض على مأساة المهاتما غاندي وجاليانوالا باغ، حدثت بعض الاضطرابات في عدد من الأماكن وكان حرق مكتب فوج عسكري من السيخ بايونير في كانتون أمبالا خطيراً للغاية، ساهم الناس جنباً إلى جنب مع حركة عدم التعاون التي يقودها غاندي، لكن في عام 1922 ميلادي تم سحب الحركة نتيجة حادثة تشوري تشورا.
في عام 1930 ميلادي أطلق المهاتما غاندي حركة عصيان مدني في عموم الهند وانتشرت في جميع أنحاء البلاد ولم تكن أمبالا استثناءً، في عام 1930 ميلادي سار موكب ضخم في الشوارع الرئيسية للمدينة وألقى القادة خطباً مثيرة للروح، في هذه المرحلة تم تأسيس حركة يسارية تقدمية كان لسبها قاعدتها في القرى وأيضاً من بين الأعمال في أمبالا، اكتسبت حركة سويديش أيضاً زخماً في هذا الوقت، تعهد تجار أمبالا بعدم بيع ملابس أجنبية وأصدرت نقابة المحامين قراراً بارتداء ملابس خادي،
تغير الوضع في عام 1942 ميلادي عندما تم إطلاق حركة قوة الهند، حيث تم إعلان الكونغرس على أنّه غير قانوني، لم يشعر سكان أمبالا بالإحباط وخاضوا معركة قاسية ضد البريطانيين، كانت هناك أيضاً أنشطة عنيفة، ووجهت تهم لاثنية نحو عشرين مناسبة، قامت حركة تمرد في عام 1944 ميلادي؛ نتيجة لاعتقال القادة والإجراءات القمعية للحكومة، وقد قاتل سكان أمبالا في الخارج في الجيش الوطني الهندي تحت قيادة ملهمة سوباش تشاندر بوس، كما قدموا تضحية كبيرة مثل الأجزاء المقابلة لهم في أجزاء أخرى من البلاد، تم الاحتفال بتحقيق الاستقلال في عام 1947 ميلادي.
تحدثنا في مقالنا عن الأهمية الكبيرة التي شكلتها مدينة أمبالا في حصول الهند على الاستقلال، ويذكر أنّ المدينة لها دور كبير في النضال ضد الاستعمار.