تقع مدينة إيريجا في الجزء الجنوبي من مقاطعة كومرنيس في منطقة بيكول في جنوب شرق مانيلا في شمال مدينة ليغاسبي في الفلبين، يحدها من الشمال مدينة أوكامبو ومدينة سيكناغي ومن الشرق بوهي ومن الجنوب مدينة ليبون ومقاطعة ألباي ومن الغرب بلدتا باو ونابوا، يمكن الوصول إلى مدينة إيريجا عن طريق البر عبر الطريق السريع الوطني وعن طريق الجو عبر مطار ليكسبي.
مدينة إيريجا الفلبينية
سكان المدينة هم مجموعة من شعب بيكلونس وشعب تيكولوس وشعب فيسينا وشعب وشعب بيمينكس وشعب إيكولنس، يتحدث شعب إيريغوينوس أو شعب إيريجا لغة رينكونادا بيكول، وبالكاد بعد نصف قرن من اكتشاف فرديناند ماجلان للفلبين في عام 1521 ميلادي أصبحت مدينة إيريجا الآن مدينة مجرد أرض قاحلة فقط زيارة لنابوا، وذلك بسبب الفيضانات المدمرة التي تحدث خلال المواسم الممطرة في مدن بوبلاسيون في نابوا، فقام كاهن الرعية بنصح المزارعين بالانتقال إلى آي راجا دونغ هاي تييرا أو حيث توجد أرض، حيث يمكنهم زراعة أراضيهم والحصول المحاصيل الزراعية دون خوف من الفيضانات.
بعد عملية الاستعمار الإسباني بدأت مدينة إيريجا بالتطور والتوسع وذلك مع زيادة السكان وتطور التبشير، وقد أدى ذلك إلى قيام السكان الأصليين الانتقال إلى وسط المنطقة، وفي عام 1578 ميلادي تم إنشاء مستوطنة إيريجا كقاعدة لنابوا تحت قيادة فراي ببليو والذي كان من الفرنسيسكان، بعد ثلاثة عقود وفي عام 1641 ميلادي اندلع جبل أسوج الذي سمي على اسم زعيم قبيلة نيجريتو حكم السكان الأصليين أو جبل إيريجا، كان لهذا الانفجار البركاني أثر في الخوف المستوطنين واستمرارهم الإقامة في المدينة.
تاريخ مدينة إيريجا
من منتصف القرن التاسع عشر ميلادي وحتى العقدين الأولين من القرن العشرين ميلادي، كانت مدينة إيريجا مدينة رئيسية لإنتاج الأباكا في منطقة بيكول، ولعل السبب في ذلك هو أنّ التربة البركانية الموجودة حول جبل إيريجا والتي كانت بسبب آخر ثوران بركاني وكان ذلك قبل ستة مائة عام وقبل دخول إسبانيا إلى أراضي بيكول، وحسب ما ذكره المشرف الأمريكي على المدارس في تغذي الجبال مزارع غنية التي يمتلكها عدد من الإسبان ويوجد المئات من السكان الأصليين الفلبينيين، الذين يعملون في المزارع، وتعمل مدينة إيريجا في إنتاج الأباكا وكانت في ذلك الوقت تحتل المرتبة الثالثة في عملية الإنتاج الزراعي.
خلال فترة تولي دون مارتن ميندوزا لمنصب الكاتبن، لم يكن هناك سوى أربعة طرق مذكورة كانت قادمة من نابوا متجهة إلى مدينة باو وإلى مدينة بوهي وإلى مدينة ولانغي ومدينة ألباي والآن طريق التحويل الذي يمر من عدة مدن فلبينية ثم إلى الطريق الجنوبي الذي يربط مدينة بولانجوي ومدينة ألباي وكما يوجد طريق أخر والذي يمكن من خلاله الذهاب إلى منطقة نويفا كاسيريس.
رأى الرهبان الفرنسيسكان الذين جلسوا في شبه جزيرة بيكول في الأرض الجديدة أرضية جيدة للتبشير وسرعان ما أطلقوا عليها اسم إيرايجا؛ ممّا يعني أن هناك أرضاً وتطورت مدينة إيرايجا من حيث الحجم والثروة، بعد ذلك بوقت قصير تم وضع العمل التأسيسي بإعلانه زيارة نابوع، جاء المزيد من الناس من نبوع إلى المكان للاستيطان، في عام 1682 ميلادي تم تحويل إيريجا إلى مستعمرة إسبانية، غيرت السلطات الإسبانية الاسم من اسم إريجا إلى اسم إيريجا.
في عام 1901 ميلادي تحت الاستعمار الأمريكي تم إنشاء أول مدرسة عامة في مدينة إيريجا مدرسة إيريجا المركزية، في عام 1913 ميلادي تم إنشاء محطة شركة مانيلا للسكك الحديدية والسوق العام في موقعها الحالي، مع إنشاء محطة القطار والسوق العام، نمت مدينة إيريجا بسرعة وأصبحت مركزاً للتجارة في منطقة ريكوندا، انتهت الفترة الاستعمارية الأمريكية مؤقتاً في عام 1942 ميلادي عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، أسس الجيش الإمبراطوري الياباني حامية في تل كالباريو المطل على المدينة، أصبحت مدرسة إيريجا المركزية معسكر اعتقال، تم إحضار أولئك الذين لا يمكن استيعابهم إلى منطقة إنتيو.
عانت مدينة إيريجا من الحكم الإسباني، حيث اتبعت الحكومة الإسبانية عملية القمع في حكمها في المدن الفلبينة، ولعل مدينة إيريجا من أكثر المدن الفلبينية التي عانت من القمع وذلك بسبب عمليات التمرد التي قامت في المدينة وعلى الرغم من التمردات الكثيرة في المدينة، إلا أنّه لم تأتي بنتيجة ومن ثم قامت الحرب الأمريكية الإسبانية وكانت سبب الصراعات في المدينة؛ هو محاولة الولايات المتحدة الأمريكية السيطرة على المدن الفلبينية التي كانت تحت السيطرة الإسبانية وقد أدى ذلك إلى قيام الصراع بين إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
كما هو الحال في العديد من الأماكن الأخرى ظهرت وحدات حرب العصابات مدينة إيريجا بعد انتهاء المقاومة الاستعمارية الأمريكية الرسمية، أصبح جبل إيريجا قاعدة للمقاومة وجذب المجندين ليس فقط من إيريجا ولكن حتى من الباي، وتمكن الجيش الياباني من اختراق المناطق الداخلية للجبل، مع نهاية الاحتلال الياباني في عام 1945 ميلادي أعيد افتتاح مركز إيريجا وبدأت إعادة التأهيل، في عام 1948 ميلادي تم إنشاء أول كلية في مدينة إيريجا، أدى إنشاء هذه المراكز للتعليم العالي بما في ذلك أكاديمية لا كونسولاسيون إلى زيادة نمو البلدية وتطورها لأنها تجتذب الطلاب من جميع أنحاء المنطقة.
في الستينيات شهدت مدينة إيريجا تقدماً اقتصادياً واجتماعياً هائلاً، في عام 1968 ميلادي تم تحويل المدينة إلى مدينة من خلال القانون الجمهوري، ومع ذلك تم تنظيم المدينة رسمياً وافتتاحها رسمياً في نفس العام من قبل الرئيس فرديناند آنذاك ماركوس، استمرت بلدية إيريجا في الازدهار على مر السنين، بعد الحرب العالمية الثانية تم تأسيس عدد من المدن ومنها مدينة سان رامون ومدينة سان رافائيل ومدينة كريستو ري ومدينة ستا إيزابيل ومدينة سان فيسينتي نورتي ومدينة سان أندريس ومدينة ستا، كما تم إنشاء عدد من المواقع في المدينة وضمها إليها.
تم إنشاء بعض هذه الباريو بالفعل خلال فترة شغل منصب العمدة خوسيه سي فيلانويفا في عام 1960 ميلادي وآخرها والباريو السادس والثلاثون، منذ ذلك الحين تطورت مدينة إيريجا بشكل كبير ممّا جعلها ليس فقط مركزاً للتجارة في منطقة ريكوندا وفي منطقة بيكول بأكملها أيضاً، حيث تقع في موقع استراتيجي بين مدينة ناجا ومدينة ليكسبي، وبدأت المدينة بعد ذلك بالتطور وتم إصدار قرار بأنّ تكون مدينة مستقلة في حكمها الإداري وتم تعيين حكام إداريين لها.
نستنتج بأنّ مدينة إيريجا أحد المدن الساحلية الفلبينة والتي تتميز بتاريخ قديم والتي عانت من الصراعات والحروب وخاصة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا.