تعد مدينة امفال هي عاصمة ولاية مانيبور تقع في شمال شرق الهند، تقع في الجزء الأوسط من الولاية في وادي نهر مانيبور، في القدم كانت مدينة امفال مقر ملوك مانيبور قبل أنّ تقع المنطقة تحت الحكم البريطاني، في عام 1944 ميلادي كانت موقعاً لانتصار تكتيكي كبير للقوات الأنجلو هندية على اليابانيين على الجبهة البورمية في الحرب العالمية الثانية.
مدينة امفال الهندية
تعد مدينة امفال مركزاً تجارياً رئيسياً مشهوراً بالنسيج والأواني النحاسية والأواني البرونزية منذ القدم، بدأت مدينة امفال في الفترة الأخيرة في عملية تقسيم الأراضي الموجودة فيها، حيث أنّها كانت تحتوي على أراضي تفتقر إلى التنظيم، حيث أنّها كانت في الفترة القديمة تعاني من الصراعات القائمة على الطرق فيها، الأمر الذي أدى إلى تقسيم طرقها إلى عدة أقسام منذ القدم، حيث تعرف مدينة امفال بأنّها من المدن الهندية التي عانت الكثير من الصراعات وخاضت الكثير من المعارك على أراضيها.
يشكل تاريخ مدينة امفال إيست جزءاً لا يتجزأ من تاريخ مانيبور، تعد مدينة امفال جزء من أراضي امفال الشرقية، وليس فقط العاصمة الحالية لمانيبور بل صادف أيضاً أنّ تكون عاصمة سلالة طويلة من الملوك والحكام، يقع فيها الوادي وقد جذب دائماً عدداً من المهاجرين والغزاة وفي مشاريعهم للسيطرة والسيادة، نشأت العديد من الحروب والصراعات والتمردات بين الغزاة والمدافعين وبين ذرية الحكام، لا يوجد سجل تاريخي لكيفية إعطاء اسم مدينة امفال لأحدث عاصمة للدولة، يبدو أنه كانت هناك تجمعات في امفال الحالية.
يقال أنّ اسم امفال تم اشتقاقه من كلمتين وهما فال ويوم والتي تعني باللغة الهندية المنزل الجميل، على الرغم من أنّ العديد من المؤرخين قاموا بمحاولات لا حصر لها للكشف عن تاريخ مانيبور المبكر، إلا أنّه لم يكن هناك أي إجماع في الرأي حول هذا الموضوع، أصبحت منطقة مانيبور رسمياً جزءاً من الاتحاد الهندي في عام 1949 ميلادي باعتبارها منطقة واحدة تابعة للولاية، وكانت تديرها الحكومة المركزية من خلال رئيس المفوضين، تم تقسيم المنطقة إلى عشرة أقسام فرعية إدارية، وكان منها ستة تلال وأربعة في الوادي.
كانت مدينة امفال ويست تتكون من عدة مناطق وهي إمفال إيست وبيشنبور وثوبال وأوكرول وماو وسادار هيلز وتامينجلون وجيريبام وتشوراشاندبور وتينجنوبال، في عام 1969 ميلادي تم تقسيم الولاية إلى خمسة مقاطعات، ظلت منطقة مانيبور المركزية أكثر المناطق كثافة سكانية في الولاية بأكملها وبالتالي من أجل الراحة الإدارية من خلال إخطار حكومي آخر في عام 1983 ميلادي تم تقسيمها أيضاً إلى ثلاث مناطق وهي مقاطعة امفال ومقاطعة ثوبال ومنطقة بيشنبور، في وقت لاحق من عام 1988 ميلادي تم تقسيم قسم امفال الشرقية الفرعية إلى أقسام فرعية وهي منطقة امفال الشرقية واحد ومنطقة امفال الفرعية إثنان.
تاريخ مدينة امفال
لقد مر تاريخ مدينة امفال من خلال فصول مختلفة مثيرة للاهتمام من بينها معركة امفال التي دارت بين القوات البريطانية واليابانية، انتصرت القوات البريطانية في المعركة، في عام 1997 ميلادي تم تقسيم مدينة امفال إلى قسمين إلى منطقة امفال الشرقية ومنطقة امفال غرب، في الأساس كانت مدينة امفال نتيجة القرن الأول الميلادي وبالتالي كانت إحدى المدن القديمة في الهند، في عام 900 ميلادي بدأت الهجمات البورمية فصول التاريخ التي تم حلها عام 1826 ميلادي بعد معاهدة وقعها راجا جاي سينغ، بعد هذه المعاهدة تم إعلان مدينة امفال كجزء من الهند ثم في عام 1972 ميلادي تم إعلانها كإقليم اتحادي.
وهكذا فإنّ تاريخ مدينة امفال بأكمله يمر بثلاث مراحل التاريخ المبكر والحكم البريطاني ثم ذكريات الحرب العالمية الثانية وفقاً للتاريخ المبكر، بعد حكم كين خبا دخلت السلطة الحاكمة في أيدي زعماء باخانغبا، بنى الملك خاجيمبا قصر كانجلا ولكن دمر لاحقاً في ظل الحرب الأنجلو مانيبورية، وواجه مدينة امفال الكثير من الهجمات البورمية خلال فترة حكم مهراجا بهاجي تشاندرا، خلال الحكم البريطاني ظلت المنطقة هادئة حتى عام 1891 ميلادي ولكن بعد ذلك وبسبب الخلافات الداخلية وقعت الحرب الأنجلو مانيبورية الأولى.
خلال الحرب العالمية الثانية وقعت معركة امفال، يحكي أنّ تاريخ امفال في الغالب قصص الثورات المستمرة والمعارك الدموية ومحاكمات ومحن الناشطين الاجتماعيين، في عام 1891 ميلادي وبعد الحرب الأنجلو مانيبورية الأولى ظهرت مدينة امفال في دائرة الضوء، أثرت معركة امفال خلال الحرب العالمية الثانية على مدينة امفال، كانت هذه المنطقة قاعدة عسكرية مهمة للبريطانيين، وقد خدم مدينة كمركز عسكري مهم للجيش الهندي كذلك منذ ذلك الحين، بهدف أسر المستعمرات البريطانية المهمة لحملة بورما.
كان مدينة امفال في الأصل تحت حكم الملك خابا لكنه استسلم فيما بعد أمام زعماء باخانغبا، خلال فترة حكم زعماء باكنكبا نشأت قبيلة ناتيشيا القوية تدريجياً، ظهرت قبيلة نينغثوجة كواحدة من أقوى المجموعات في مجال السياسة والحرب، كما وسعوا سيطرتهم إلى أجزاء أخرى من مانيبور، بنى الملك خاجيمبا وابنه خونجوبا قصر كانجلا الذي دمره البريطانيين خلال الحرب الأنجلو مانيبورية، شهدت مدينة امفال العديد من الغزوات البورمية، في عهد مهراجا بهاجي تشاندرا، ومع ذلك تم تحرير كانجلا من الجيش البورمي بمساعدة مهراج غامبير سينغ وقوات مانيبور.
حتى تدخل المسؤولين البريطانيين في عام 1891 ميلادي ظلت المنطقة سلمية، قرر البريطانيون التدخل وفرز الخلافات بين أفراد العائلة المالكة، أرسل البريطانيون السيد كوينتون لتسوية الأمر، لكن الأمر ازداد سوءاً واضطر سيناباتي تيكيندراجيت إلى ترحيله من العاصمة، أدى هذا الحادث بدوره إلى اندلاع الحرب الأنجلو مانيبور الأولى في عام 1891 ميلادي كان السكان المحليون غاضبين من الحكم الاستبدادي على مانيبور من قبل البريطانيين.
في عام 1892 ميلادي اندلعت الحرب الأنجلو مانيبور بين القائد الأعلى للقوات المسلحة في مانيبوري والبريطانيين، خلال الحرب دمرت القوات الإنجليزية قصر كانجلا، منذ ذلك الحين كانت منطقة مانيبور تحت الحكم البريطاني حتى استقلال الهند، في عام 1944 ميلادي خلال الحرب العالمية الثانية خاضت معركة امفال هدفاً رئيسياً وهو السيطرة على المستعمرات البريطانية التي كانت مهمة لحملة بورما؛ من أجل تدمير القوات البريطانية التي كانت قاعدتها في امفال، غزت القوات اليابانية بورما، لكن القوات اليابانية فشلت فشلاً ذريعاً وأجبرت على الاستسلام حيث أصيب عدد من أفراد جيشها بجروح خطيرة.
كانت هذه أكبر هزيمة في تاريخ اليابان، جعل الهجوم على بورما الجيش الإنجليزي على دراية بالأهمية الاستراتيجية التي تحتفظ بها امفال في شمال شرق الهند، منذ ذلك الحين احتفظ الجيش البريطاني بقاعدة عسكرية قوية في مدينة امفال حتى لا يتجنب القوات العسكرية اليابانية الاستيلاء عليها فحسب، بل أيضاً من قوى خارجية أخرى.
نستنتج من مقالنا الأهمية العسكرية التي تتمتع بها مدينة امفال وخاصة في الحرب العالمية الثانية، حيث قامت فيها معركة امفال، وتعرضت المدينة منذ القدم غلى عملية تقسيم طرقها وتقسيم أراضيها؛ وذلك نتيجة الصراعات القائمة فيها.