تقع مدينة باك كان في فيتنام وتحدها مقاطعة كاو بانغ من جهة الشمال ومقاطعة تاي نغوين في الجنوب ومقاطعة لانغ سون في الشرق ومقاطعة توين كوانغ في الغرب.
مدينة باك كان الفيتنامية
ذكرت الكتب الفيتنامية بأنّ مدينة باك كان من المدن الفيتنامية التي لها تاريخ عريق، فقد كانت المدينة محط أنظار الشعوب والقبائل منذ القدم، حيث أقام فيها الإنسان البدائي خلال العصر الحجري وكان يسكن في الكهوف، ولعل الأهمية الكبيرة لها في ذلك الوقت كونها منطقة خصبة ويقال انّه خلال العصر الحجري قامت فيها الصراعات بين السكان الذين أقاموا فيها، وكان للعصر البرونزي أثر كبير في مدينة باك كان واشتهرت صناعة البرونز فيها والذي كان ترسله إلى باقي المدن المجاورة لها، ولعل الموقع الاستراتيجي الذي كانت تتمتع فيه، هو الذي جعل منها منطقة مهمة ومزدهرة خلال تلك الفترة.
تعرضت مدينة باك كان لحكم عدد من الإمبراطوريات وقامت فيها الصراعات الكثيرة بين الحكام والقبائل التي كانت تسكن فيها، وقد أدى ذلك إلى جعلها منطقة غير مستقرة في بداية تأسيسها، كما أدى إقامة الشعوب الكثيرة فيها إلى وجود مجموعة كبيرة من الثقافات واللغات المتنوعة، الأمر الذي أضفى لها ميزة مهمة في فيتنام ولدى الحكام الذين حكموها، بالإضافة إلى وجود الطريق التجاري فيها، حاول الحكام الذين حكموها إلى جعلها منطقة مهمة في جنوب شرق آسيا وقاموا ببناء المعابد فيها وقد جعلها ذلك محط أنظار الجميع.
وكانت تشكل منذ القدم القاعدة الأساسية في الاقتصاد الفيتنامي، أولت سلطات المقاطعة اهتماماً خاصاً لمرافق البنية التحتية للنقل من أجل إنشاء شبكة طرق فعالة تربط جميع المواقع السياحية المحتملة في المقاطعة، على مدار السنوات الأخيرة قامت المقاطعة بتحديث جزء من طريق المقاطعة وبناء طرق طرق للسياحة، الأمر الذي جعل منها منطقة مهمة عالمياً.
أثناء تشكيل وتطوير مدينة باك كان كان هناك العديد من التغييرات في الحدود السكنية والإدارية، وفقاً للوثائق التاريخية، منذ ولاية فان لانغ تحت حكم الملوك ، كانت مدينة باك كان في مقاطعة فونج دينه، خلال عهد أسرة لي كانت هذه الأرض مملوكة لحكومة فو لونج، في عام 1460 ميلادي غيرتها حكومة فو لونج إلى حكومة نينه سوك، في عام 1490 ميلادي فصلت أسرة لو جزءاً من الأرض الشمالية وأعلنتها إلى نينه سوك لتضيف حكومة ثونغ هوا، يقع قصر باك كان في مدينة ثونك هوا في في مقاطعة ثاي نين.
ظهر اسم المكان باك كان في النصوص لأول مرة في القرن السابع عشر ميلادي تقريباً، وفقاً للسكان المحليين، فإّن كلمة باك كان انحرفت عن كلمة باك كا وفي لغة تاي تعني التقاء التيارات، في الأيام الأولى كانت أراضي مدينة باك كان فقط في نطاق ضيق جداً يُطلق عليها أحياناً شارع يُطلق عليها وأحياناً اسم معسكر ويقع بشكل أساسي في وسط المدينة الآن المنازل متناثرة والسكان قليلون جداً.
من قبل سلالة نجوين خلال حكم الملك مينه مانغ بدأ تسمية المقاطعات، في عام 1831 ميلادي تغيرت أرض تاي نغوين إلى مقاطعة تاي نجوين والتي تتكون من قصرين وهما قصر فو بينه وقصر ثونغ هوا، بعد ذلك فصلت الحكومة الإقطاعية لسلالة نجوين عدداً من المقاطعات والمناطق في ظل حكومة فو بينه وأنشأت حكومة جديدة وتم تسميتها باسم حكومة تونغ هوا، في عام 1900 ميلادي مباشرة بعد احتلال أرض باك كان أصدر الحاكم العام للهند الصينية بي دو مي مرسوماً بإنشاء مقاطعة باك كان وفصلها عن مقاطعة تاي نجوين.
في وقت إنشائها كانت مقاطعة باك كان تحتوي على ثلاث مقاطعات وهي مقاطعة باخ ثونج ومقاطعة تشو را ومقاطعة ثونج هوا والتي سميت فيما بعد باسم نجان سون واسم كام هوا أي نا ري، في عام 1916 ميلادي قطع المستعمرون الفرنسيون جزءاً من الجزء الغربي من باخ ثونغ والجزء الجنوبي من تشو را لتأسيس تشو دون، في ذلك الوقت كانت مدينة باك كان تضم خمسة قارات وعشرين كانتوناً، في عام 1901 ميلادي تم إنشاء مدينة باك كان كعاصمة إقليمية لمقاطعة باك كان والعاصمة الأوروبية باخ ثونغ.
أصبحت المدينة المركز الإداري والاقتصادي والسياسي والعسكري والثقافي لمقاطعة باك كان، كانت تتمركز هنا مقرات الجهاز الحاكم للحكومة الاستعمارية الإقطاعية، في بدايتها كان عدد سكان البلدة قليلاً يعيشون في شارع صغير، بعد بضع سنوات وفقاً للوائح الحكومة الاستعمارية والإقطاعية كان لمدينة باك كان ثلاثة شوارع رئيسية وهي دينه بينه منطقة شارع دوك شوان وهواي آن منطقة شارع فونج تشي كين وتونج هوا منطقة شارع فونج تشي كين منطقة شارع دوي كي.
تعرضت مدينة كان باك للصراعات التي خاضتها ضدها فرنسا ووقعت تحت حكمها لفترة طويلة وكما وقعت المدينة تحت حكم اليابان والتي كانت تحاول ضمها إلى أراضيها واستمرت فيتنام بالدفاع عنها وعند بدء الحرب العالمية الثانية حاولت اليابان بشتى الطرق إبقاء مدينة باك كان تحت حكمها، إلا أنّ دول الحلفاء استمرت في التصدي لها وحتى تمكنت في نهاية الحرب حصول فيتنام على استقلالها والتخلص من الحكم الياباني وذلك بعد إعلان اليابان الاستسلام.
بعد ثورة عام 1945 ميلادي وخاصة بعد يوم التحرير في عام 1949 ميلادي تم توسيع بلدة باك كان لتشمل ستة شوارع وسميت على اسم الجنود الذين ضحوا ببطولة من أجل قضية التحرير، مثل شارع دوي كي وشارع دوي ثان وشارع مينه خاي وشارع تشي كين وشارع دوك شوان وشارع سموا الشوارع، في عام 1965 ميلادي وفقاً لسياسة الحزب، قررت الجمعية الوطنية والحكومة دمج إقليم باك كان وإقليم تاي نجوين في مقاطعة باك تاي.
في عام 1967 ميلادي قررت اللجنة الدائمة للجمعية الوطنية دمج بلدة باك كان في منطقة باخ ثونغ وأصبحت بلدة باك كان مدينة مقاطعة باخ ثونغ، في عام 1990 ميلادي أصدر مجلس الوزراء القرار بشأن إنشاء بلدة باك كان، وفقاً لهذا القرار تم إنشاء بلدة باك كان مع وحدات إدارية وكانت تتكون من عدة مدن وقرى، الأمر الذي أدى زيادة حجمها، في عام 1997 ميلادي أعيد تأسيس مقاطعة باك كان وفقاً لقرار الدورة العاشرة للجمعية الوطنية التاسعة لجمهورية فيتنام الاشتراكية، أصبحت مدينة باك كان المدينة الإقليمية لمقاطعة باك كان واستمرت في التوسع من حيث المساحة والسكان واستمرت عملية ضم المدن لها.
نستنتج من مقالنا بأنّ مدينة باك كان من المدن الفيتنامية التي لها تاريخ قديم وتعرضت المدينة للكثير من الحروب والصراعات، ومن أهم ميزاتها الأهمية التاريخية التي جعلت منها مدينة سياحية مهمة.