تعد مدينة بونديشيري جزء من إقليم الاتحاد الهندي، تم تشكيلها في عام 1962 ميلادي من بين المستعمرات الأربع السابقة للهند الفرنسية، والتي تكونت من مدينة بونديشيري ومدينة كاريكال على طول ساحل كوروماندل جنوب شرق الهند، وتحيط بها ولاية تاميل نادو يانام في أقصى الشمال على طول الساحل الشرقي في منطقة دلتا نهر جودافاري.
مدينة بونديشيري الهندية
الاسم الأصلي لمدينة بودوتشيري، مشتق من الكلمات التاميلية الجديدة والقرية، عند حكم الفرنسيين فيها دمروا معظم أراضيها وتعد فترة الحكم الفرنسي فيها من أسوأ الفترات في مدينة بونديشيري، في عام 1666 ميلادي أنشأت شركة الهند الشرقية الفرنسية التي شكلها جان بابتيست كولبير وفي عام 1668 ميلادي تم تأسيس مستوطنة في سورات ومستوطنة أخرى في عام 1674 ميلادي في بونديشيري، جعل مدير الشركة فرانسوا مارتن مدينة بونديشيري عاصمة المناصب الفرنسية.
تأسست مدينة ماهي في عام 1725 ميلادي وفي عام 1731 ميلادي تم تأسيسها في مدينة بانام وفي عام 1739 ميلادي تم تأسيسها في مدينة كاريكال، تضاعفت الاهتمامات الفرنسية في البنغا وكانت منطقة تشاندر ناغور مركزاً خاصة بعد عام 1730 ميلادي تحت إشراف جوزيف فرانسوا دوبليكس الذي تم تعيينه في عام 1742 مديراً عاماً.
منذ عام 1763 ميلادي كانت المؤسسات الفرنسية في الهند التي كانت تحت سلطة الملك بعد إلغاء الشركة في عام 1769 ميلادي تتألف باستثناء عدد قليل من المناصب الصغيرة وكانت اكثر من خمس مستوطنات ذات حجم في البنغال، قلل الفتح الإنجليزي للهند من النشاط التجاري للمستوطنات الفرنسية.
احتلها الإنجليز عام 1778 ميلادي ومرة أخرى في عام 1793 ميلادي، ولكن في عام 1816 ميلادي تم إعادتها إلى فرنسا، منحتهم جمهورية فرنسا الثانية الحكم المحلي والتمثيل في البرلمان الفرنسي، في ظل الإمبراطورية الثانية لفرنسا أعطت الليبرالية التجارية والتفاهم الأنجلو فرنسي هذه المستوطنات لحظة عابرة من الازدهار.
في عام 1947 ميلادي أعيدت قطع الأخشاب إلى الهند المستقلة، تم نقل منطقة تشاندرناغور في عام 1951 ميلادي، تم النقل الفعلي للممتلكات الفرنسية الأربعة المتبقية إلى اتحاد الهند في عام 1954 ميلادي واكتمل النقل القانوني في 1956 ميلادي، تم التوقيع على صكوك التصديق في عام 1962 ميلادي، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت مدينة بونديشيري المكونة من الجيوب الأربعة منطقة اتحادية أخذت المنطقة اسم بودوتشيري بشكل رسمي في عام 2006 ميلادي.
اكتسبت مدينة بودوتشيري التي كانت تعرف سابقاً باسم بونديشيري أهميتها باسم الريفيرا الفرنسية للشرق بعد ظهور الاستعمار الفرنسي في الهند، بودوتشيري هو التفسير التاميل لمدينة جديدة وقد وصل بشكل أساسي من سوق بوديكي وهو اسم السوق والذي كان يعرف باسم مدينة الميناء للتجارة الرومانية، منذ القرن الأول ميلادي كما هو مذكور في كانت المستوطنة ذات يوم مسكناً للعديد من العلماء المتعلمين كما هو واضح في الفيدا، ومن ثم تُعرف أيضاً باسم فيدبوري.
تاريخ مدينة بودوتشيري
يمكن تصنيف تاريخ مدينة بودوتشيري على نطاق واسع في فترتين وهي فترة ما قبل الاستعمار وفترة الاستعمار، بدأت فترة ما قبل الاستعمار في عهد شعوب بالفيز الذين استمروا في حكم الإمبراطورية منذ عام 325 ميلادي حتى عام 900 ميلادي، ثم جاءت سلالة شولا والتي بدأ حكمها منذ عام 900 ميلادي حتى عام 1279 ميلادي واستمرت في عهد أسرة بانديا من عام 1279 ميلادي إلى 1370 ميلادي.
خلال القرن الرابع عشر ميلادي كانت تحت حكم سلالة جينغا؛ ممّا يدل على أنّ إمبراطورية فيجايانجار كان حكمها من عام 1370 ميلادي حتى عام 1614 ميلادي والتي غزاها سلطان بيجابور واستمر في تلك المرحلة من عام 1614 ميلادي حتى عام 1638 ميلادي، واستخدمها التجار البرتغاليين والدنماكريين في تلك الفترة مركزاً تجارياً لهم.
في عام 1521 ميلادي بدأت الفترة الاستعمارية للبرتغاليين حيث كانوا أول أوروبيين يتاجرون في المنسوجات مع الهولنديين والدنماركيين في القرن السابع عشر ميلادي، اجتذبت التجارة المزدهرة في مدينة بودوتشيري الفرنسيين ووضع الرائد الفرنسي فرانسوا مارتن السمة الغالبة للمدينة في شكل مستوطنة فرنسية في عام 1674 ميلادي معاهدة ريسويك، سيطر الفرنسيون على مدينة ماهي في عام 1720 ميلادي وسيطروا على مدينة ويانام في عام 1731 ميلادي، وعلى مدينة كاريكال سيطروا عليها في عام 1738 ميلادي.
استولى البريطانيون على المدينة من الفرنسيين لكنهم أعادوها بعد معاهدة باريس في عام 1763 ميلادي، استمرت الحرب الأنجلو فرنسية حتى عام 1814 ميلادي، عندما حصلت فرنسا في النهاية على سيطرت على مستوطنات بودوتشيري وماهي ويانام وكاريكال وتشاندرناغار حتى خلال الفترة البريطانية حتى عام 1954 ميلادي، كانت فترة حكم مائة وثمانية وثلاثين عاماً تحت الحكم الفرنسي وأخيراً في عام 1954 ميلادي، غادروا الشواطئ الهندية بعد حقيقة نقل السلطة.
يرتبط التاريخ القديم لمدينة بونديشيري بالقديس أغاسثيا وهو حكيم الجنوب الموقر، كشفت الحفريات بالقرب من بونديشيري عن وجود مستوطنة رومانية منذ حوالي 2000 عام، كانت أيضاً موقعاً للعديد من المعارك بين البريطانيين والهولنديين والفرنسيين وكانت عاصمة الهند الفرنسية.
كانت بودوتشيري جزءاً من مملكة بالافا في كانشيبورام في القرن الرابع ميلادي، خلال القرون القليلة التالية ظلت بونديشيري تحت سيطرة العديد من السلالات الحاكمة في الجنوب، في القرن العاشر ميلادي حكم تشولاس ثانجافور المنطقة لأكثر من 300 عام ولكن فيما بعد تم استبدالها بمملكة بانديا، حتى عام 1638 ميلادي خضعت بونديشيري للعديد من الحكام مثل الحكام، شهد القرن السابع عشر ميلادي بداية العصر الاستعماري في الهند، أنشأت شركة الهند الشرقية الفرنسية مركزها التجاري في بودوتشيري في عام 1673 ميلادي وأصبحت هذه البؤرة الاستيطانية في النهاية المستوطنة الفرنسية الرئيسية في الهند.
أرادت الشركات التجارية الهولندية والبريطانية التجارة مع الهند؛ ممّا أدى إلى قيام الحروب بين هذه الدول الأوروبية وامتدت إلى شبه القارة الهندية، استولى الهولنديون على مدينة بونديشيري في عام 1693 ميلادي، لكنهم أعادوها إلى فرنسا بموجب معاهدة ريسويك في عام 1699 ميلادي، سيطر البريطانيون على الهند بأكملها في نهاية خمسينيات القرن التاسع عشر ميلادي، سمحوا للفرنسيين الاحتفاظ بمستوطناتهم في البلد، ظلت مدينة بونديشيري وماهي ويانام وكاريكال وتشاندرناغار جزءاً من الهند الفرنسية حتى عام 1954 ميلادي.
ولكن بعد حصول الهند على استقلالها في عام 1947 ميلادي تم عقد اتفاقية بين فرنسا والهند في عام 1948 ميلادي، على إجراء انتخابات في الممتلكات الهندية الفرنسية لاختيار مستقبلها السياسي، في بداية عام 1954 ميلادي تم نقل مدينة بونديشيري إلى الهند، تم التوقيع على معاهدة وقف مع مدينتي كاريكال وماهي ويانام، في عام 1956 ميلادي أصبحت منطقة اتحادية يديرها رئيس الهند في عام 1962 ميلادي بموجب التعديل الرابع عشر للدستور الهندي، ولا يزال لدى مدينة بونديشيري عدد قليل من العائلات الفرنسية التي تعيش فيها.
نستنتج من مقالنا بأنّ مدينة بونديشيري من أكثر المدن الهندية التي تعرضت للاستعمار وعاشت في فترتين وهي فترة ما قبل الاستعمار وفترة ما بعد الاستعمار، ووقعت تحت حكم السلالات القديمة وتحت حكم فرنسا وبريطانيا.