تعد مدينة تاكلوبان مدينة مستأجرة تقع في شمال شرق ليتي في الفلبين، تقع على خليج سان بيدرو عند المدخل الجنوبي لمضيق سان خوانيكو، وتعد مدينة تاكلوبان هي أكبر مدينة ومركز توزيع في مجموعة جزر فيسايان الشرقية، يتم تصدير القنب ولب جوز الهند والخشب والصيد التجاري مهم.
مدينة تاكلوبان الفلبينية
كانت مدينة تاكلوبان قاعدة عسكرية مهمة لدول الحلفاء خلال الفترة الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، في عام 1944 ميلادي هبطت القوات بقيادة الجنرال الأمريكي دوغلاس ماك آرثر في عدة نقاط على طول خليج ليتي في جنوب المدينة، كانت مدينة تاكلوبان عاصمة مؤقتة للفلبين حتى تم استعادة مانيلا، كان الشاطئ الأحمر إلى الجنوب في بالو أحد مواقع الهبوط وهو الآن منطقة جذب سياحي.
تم تدمير مدينة تاكلوبان من قبل سوبر تايفون هايان وهو إعصار استوائي قوي ضرب المدينة في عام 2013 ميلادي وتم قتل الآلاف من الناس وتشرد عشرات الآلاف ودمرت المباني والبنية التحتية للمواصلات والاتصالات إلى حد كبير بسبب رياح هايان العنيفة وعاصفة كبيرة تشبه تسونامي اجتاحت المدينة.
تاريخ مدينة تاكلوبان
خلال العصر الحجري تم ولادة مدينة تاكلوبان والتي تم العثور على الأدلة الأثرية التي تدل على ذلك ومن بين تلك الآثار كانت الكهوف وكما تم العثور على الأدوات الحجرية التي كان يستخدمها الإنسان البدائي خلال العصر الحجري، وكما تم العثور على الأدلة التي تؤكد وجود المدينة خلال العصر البرونزي وبدأت المدينة خلال تلك الفترة بالتطور وبدأت صناعة الأدوات البرونزية فيها وتم حكمها من قِبل عدة سلالات حاكمة وخلال فترة حكم لالة وو بدأت مدينة تاكلوبان بالظهور ومكاناً للصراعات.
وعرفت مدينة تاكلوبان لأول مرة باسم كانكا بالتوك وذلك في إشارة إلى السكان الأوائل للمكان شعب كاباتوك والذين أقاموا في مسكنهم في محيط ستو الحالي، أما الآخرون الذين جاءوا فيما بعد في جومودا وهارا غينغ وهوراو الذين أقاموا مستوطناتهم الخاصة في المواقع المجاورة، اكتسبت المستوطنات المشتركة اسم كان تاباتوك؛ ممّا يعني ممتلكات كاباتوك.
ومع نهاية القرن السادس عشر ميلادي كانت مدينة تاكلوبان تحت الإدارة السياسية لبالو وجزءاً من أبرشية باسي سمر، تم اكتشاف كنيسة قديمة في عام 1770 ميلادي من قِبل البعثة الأوغسطينية التي حلها الفرنسيسكان في عام 1813 ميلادي خلال هذه الفترة تم تغيير اسم تيكام إلى اسم تاكلوبان.
تطورت مدينة تاكلوبان من قرية صيد صغيرة وكان اسمها باريو باسي سمر، تطورت كلمة تاكلوبان من تاكوب وهي أداة تشبه السلة تستخدم في صيد الأسماك، أصبحت فيما بعد مدينة تجارية رئيسية في نهاية القرن الثامن عشر ميلادي، تشتهر المدينة بدورها الكبير في الحرب العالمية الثانية وذلك كونها قاعدة رئيسية للقوات الأمريكية وأول مدينة حررتها قوات دوغلاس ماك آرثر من القوات الإمبراطورية اليابانية، لبعض الوقت كانت عاصمة الفلبين بينما كانت مانيلا تحت السيطرة اليابانية.
تشتهر المدينة أيضاً بكونها مسقط رأس السيدة الأولى الفلبينية السابقة اللامعة إيميلدا ماركوس التي لا تزال عائلتها روموالديز تسيطر على عدد كبير من الأتباع السياسيين في المنطقة، ولعدة عقود كانت مدينة تاكلوبان باريو باسي سمر في ذلك الوقت كان المكان يُعرف باسم كانبكيت أي الانتماء إلى كابتوك لأنذ وكان أبرز ساكنيها كان اسمه كابتوك.
ومن غير المعروف على وجه التحديد متى أصبحت مدينة تاكلوبان بلدية؛ وذلك لأنذ السجلات التي تدعم هذه الحقيقة تم تدميرها خلال إعصار، من المعتقد بشكل شائع أنّ مدينة تاكلوبان أعلنت رسمياً بلدية في عام 1770 ميلادي ومع ذلك يؤكد آخرون أنّها كانت في عام 1669 ميلادي حيث كانت هناك أمطار من الرماد، كانت الرسالة الأوغسطينية التي أعقبها الفرنسيسكان هي التي أثارت اهتمام الناس بالأنشطة الدينية، خلال ذلك الوقت تم بناء الكنيسة الأولى مع اثنين من الأبراج النبيلة في ظل الجهود التي بذلها فراي أنيسيتو كورال.
كانت مدينة كاريجارا عاصمة ليتي في ذلك الوقت، مع تولي دون هيبوليتو غونزاليس منصب عمدة ألكالدي للمقاطعة ظهرت ضجة شعبية لنقل مقر المقاطعة، في عام 1774 ميلادي بعد بناء الدار البيضاء والسجن تمت الموافقة رسمياً على نقل مقر حكومة المقاطعة، وفي عام 1824 ميلادي أصبح دون بيدرو أنطونيو عمدة ألكالد وأعاد كاريجارا إلى عاصمة المقاطعة، وأدى هذا إلى تفاقم الخلافات.
وفي عام 1901 ميلادي تولى أول حاكم عسكري أمريكي لليتي الكولونيل موراي منصبه، كان لديه هدف واحد فقط وهو كسب صداقة الناس من خلال الحصول على ثقتهم، تم فتح مدينة تاكلوبان للتجارة العالمية، تعاون المواطنون ذوو الروح المدنية ونظموا لجنة من أجل السلام، أصبح مؤسسها دون غابرييل جالزا أول رئيس لها، كان تعهدهم الأول هو تقديم التماس إلى الحاكم موراي للإفراج عن سجناء كانوا في تاناوان، تلقى الحاكم الالتماس بشكل إيجابي وبالتالي تم استعادة السلام والنظام في المقاطعة بأكملها.
مع الحكم العسكري الأمريكي تولى سكان مدينة تاكلوبان الذين تدربوا على فن الحكم الذاتي مقاليد الإدارة، أصبح كاتالينو تارسيلا أول حاكم إقليمي، كان هناك آخرون مسؤولون عن تقدم وتطور تاكلوبان من بينهم كان لودوفيكو سالازار المعروف للجميع باسم كابيتان لودو.
في عام 1942 ميلادي تاكلوبان سيطرت القوات الإمبراطورية اليابانية في وسطها لم تبد البلدة مقاومة فعلية لاحتلالها القمعي، لأكثر من عامين بقليل عانت من الجوع ووحشية الغزاة، وعلى الرغم من حوادث الحرب لم ينسى الناس تكريم قديسهم الراعي الأب سانتو نينو من خلال الاحتفال بعيد المدينة، كان أحد هذه الاحتفالات الكبرى في عيد 1843 ميلادي.
وكانت مدينة تاكلون هي الأولى في خط سير رحلة عودة ماك آرثر إلى الفلبين، وهكذا في عام 1944 ميلادي بينما كانت مياه خليج ليتي هادئة وواضحة ضربت ست سفن حربية شواطئ كاتايسان بوينت والمناطق المجاورة، قبل الشفق استعادت الفرقة الأولى مهبط تاكلوبان الجوي الذي كان هدف اليوم، سرعان ما أصبحت شبه جزيرة كاتيسان بأكملها تحت قيادة اللواء فيرن دي مودج.
ومن ثم عادت مدينة تاكلوبان بأمان إلى أيدي الأمريكيين وتم الأعلان الجنرال ماك آرثر إنشاء الحكومة المدنية الفلبينية على درجات العاصمة الإقليمية، نصب سيرجيو اوسمانيا الأب كرئيس بحضور اللفتنانت جنرال والتر كروجر واللفتنانت جنرال ريتشارد ساذرلاند والعقيد روبرتو كانجليون مع حرس الشرف المكون من الملازم أول جون جريجوري، في عام 1952 ميلادي بموجب القانون الجمهوري ولدت مدينة تاكلوبان، أصبح الدكتور إلديفونسو سينكو آخر عمدة بلدية تاكلوبان أول عمدة للمدينة.
ونمت مدينة تاكلوبان بعد ذلك من باريو صغير لصيد الأسماك في باسي إلى مركز تجاري وصناعي مزدحم ومتزايد، وربما أصبحت المدينة الأولى الأكثر أهمية في شرق فيساياس.