نبذة تاريخية عن مدينة تانداغ الفلبينية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة تانداغ إحدى المدن الفلبينية وهي عاصمة مقاطعة دافاو ديل سور، في السابق تحولت مدينة تانداغ إلى العاصمة سوريجاو ديل سور، كان يسكنها عدد من القبائل وكانت قبيلة مانوبوس والمامانوا الذين عاشوا على طول ضفاف النهر تحت قيادة الزعيم سوبا.

نبذة تاريخية عن مدينة تانداغ الفلبينية

بعد غزو ليغاسبي للفلبين في عام 1609 ميلادي، أرسلت الحكومة الإسبانية مبشرين لإخضاع السكان الأصليين، وكان ذلك في محاولة لتأسيس رمز للسلطة، أقامت ديلا فيغا حصناً حجرياً وتم بناء مستوطنة محاط بجدار حجري، من هذه المستوطنة نشأت بلدة تانداغ التي أصبحت فيما بعد مركزاً للإيمان.

وخلال هذه الفترة أصبحت مدينة تانداغ ميناءً لرحلات الجاليون الإسبانية التي أبحرت من مينداناو، في عام 1650 ميلادي أصبحت مدينة تانداغ عاصمة سوريجاو، ثم منطقة تغطي المقاطعات الحالية أجوسان وهي مقاطعة سوريجاوس وجزء من مقاطعة دافاو، بصفتها مركزاً للعقيدة والعاصمة تم التخلي عن مدينة تانداغ مع الكوتا التي أقيمت في وقت ما في القرن الثامن عشر ميلادي، داخل الجزء الشمالي من المدينة وبالقرب من المقبرة القديمة في الجانب الغربي، عملت هذه التحصينات على حماية المدينة من غارات مورو.

قامت عدة هجمات منفصلة والتي كانت بدايتها في عام 1754 ميلادي حتى عام 1767 ميلادي؛ وذلك تسبب قراصنة مورو في الخراب والدمار في تانداغ، جاء الأب خوسيه دوكوس وهو جيسويت من إليجان لإنقاذ وإعادة بناء تانداغ من الأنقاض التي أحدثتها غارات مورو هذه، أسس حكام مدينة تانداغ على الرغم من بقاء حصن تانداغ بطريقة ما، فقد تم هدم جزء منه خلال الحرب العالمية الثانية، الكوارث مثل الأعاصير والزلازل قضت على ما تبقى منها، وهذا يفسر سبب عدم رؤية أي بقايا من هذه الهياكل اليوم.

قبل أن تصبح مدينة تانداغ مدينة مزدحمة كان يسكنها في السابق شعوب مانوبوس ومامانوا الذين عاشوا على طول ضفاف النهر تحت قيادة زعيمهم سوبا، بعد غزو ليغاسبي الأخير للفلبين خاصة في عام 1609 ميلادي أرسلت الحكومة الإسبانية مبشرين لإخضاع السكان الأصليين المعادين، كان أحد هؤلاء المبشرين هو الأب ديلا فيغا الذي أقام حصناً حجرياً وبنى مستوطنة صغيرة بحجم ملعب كرة قدم محاط بجدار حجري، من هذه المستوطنة نشأت بلدة تانداغ التي أصبحت فيما بعد مركزاً للإيمان.

بحلول عام 1656 ميلادي أصبحت مدينة تانداغ عاصمة سوريجاو في كاراجا، ثم منطقة تغطي المقاطعات الحالية أجوسان وهما مدينة سوريغاوس وجزء من دافاو، كمركز للإيمان والعاصمة تم تحصين مدينة تانداغ بالكوتا التي أقيمت في وقت ما في القرن الثامن عشر ميلادي داخل الجزء الشمالي من المدينة وبالقرب من المقبرة القديمة في الجانب الغربي، كانت هذه التحصينات بمثابة حماية ضد هجمات قراصنة مورو، لكن مدينة تانداغ لم تنج بعد من هجمات هؤلاء القراصنة حيث دمرت البلدة تقريباً.

خلال الحرب العالمية الثانية كانت مدينة تانداغ خالية من الاحتلال الياباني، وعندما استسلمت القوات العسكرية الأمريكية والفلبينية في عام 1942 ميلادي وفي 1944 ميلادي هبط حوالي 500 جندي ياباني بواسطة عدد من القوارب على مسافة قصيرة خارج مدينة، فر معظم السكان إلى الجبال القريبة عندما وصل اليابانيون، حافظت المنطقة العسكرية العاشرة للجيش الأمريكي على وجود حرب العصابات في مينداناو في الحرب العالمية الثانية.

قاد النقيب تشارلز هانسن مجموعة صغيرة من رجال حرب العصابات ضد اليابانيين، لم يتمكن المقاتلون من طرد اليابانيين وبعد حوالي عشرة أيام قامت مجموعة أخرى من المقاتلين بمحاولة ثانية لإجبار اليابانيين على الخروج، بقي اليابانيون في المدينة عدة أسابيع وغادروا بعد أنّ تسببوا في أضرار جسيمة في مدينة تانداغ.

تم منح التحول الحقيقي إلى مدينة عبر القانون الجمهوري والذي تم من خلاله منح مدينة تانداغ الحكم كمقاطعة وتن اختيارها عاصمة للحكومة، تم إعطاء العديد من الإصدارات بخصوص اسم مدينة تانداغ، تقول بعض الروايات أنّ الأب كالان والأب إنكارناسيون وكاهن آخر كانوا في طريقهم لزيارة رئيس القبيلة سوبا لتعميد شعبه.

أصل اسم مدينة تانداغ

عندما سأل أحد المبشرين أحد السكان الأصليين الذين كانوا يجدفون قاربهم عن اسم المكان بأصابعه متجهة إلى أسفل، وكلمة أسفل في كانت تعني تانداغ وأصبح هذا الاسم فيما بعد اسم مدينة تانداغ.

تقول النسخة الأخرى أنّه عندما هبطت سفينة دي لا فيغا في أراضي مدينة تانداغ لإخضاع المجموعات المتمردة، كما كان يُطلق على السكان الأصليين المتمردون في ذلك الوقت باسم تانداغ، كما هناك قصة أخرى تحكي مجموعة من الجنود والمبشرين الإسبان في طريقهم، عندما طلبوا الاتجاه الصحيح كان السكان الأصليون غير قادرين على الشرح للجنود عن اسم المدينة وتحدثوا معهم، لم يفهموا كلمة قالوها إلا ضحكوا عليهم جميعاً وهم يقولون كلمة دبابة والتي تعني الضائع، وبالتالي فإنّ اسم تانداغ يعني الضياع.

تاريخ مدينة تانداغ

تعد مدينة تانداغ من المدن الفلبينية التي اختلف العلماء حولها وعلى تاريخ تأسيسها، وحسب الآثار التي تم الحصول عليها، فأنّ مدينة تانداغ من المدن القديمة والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري، فقد تم العثور على الحفريات التي تثبت ذلك وكانت لا تملك اسماً في ذلك الوقت وعلى الرغم من أنّ العصر الحجري كان عصر لا يملك الكير من التطور، إلا أنّها كان يوجد فيها عدد من الشعوب وأقام فيها مجموعة متنوعة من القبائل القديمة.

من أهم الآثار التي تم العثور عليها الكتابات على الحارة والأدوات الحرية التي كان يستخدمها سكان المدينة في حياتهم، اختلف الوضع بشكل كبير خلال العصر البرونزي، حيث بدأت مدينة تانداغ تتعرض بشكل كبير من الهجرات من المدن المجاورة لها وخاصة مع ظهور معدن البرونز، حيث بدأت مدينة تانداغ بالتطور وكانت تستخدم معدن البرونز في صناعة السكاكين والأسلحة واستغنت عن الأدوات الحجرية.

خلال القرن السادس عشر ميلادي كانت إسبانيا تقوم برحلات استكشافية في العالم وكانت تنوي من خلال ذلك توسعة الإمبراطورية الاستعمارية لها في المنطقة وعند قدومها إلى أراضي جنوب شرق آسيا توهت أنظارها إلى الأراضي الفلبينية وقررت ضمها إلى الإمبراطورية الإسباينة الاستعمارية، وكانت مدينة تانداغ من بين الخطط الاستعمارية الإسبانية وعلى الرغم من محاولة السكان الحفاظ على مدينتهم من الاستعمار، إلا أنّهم لم يتمكنوا من ذلك.

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك في خوض الصراعات في المنطقة وسيطرت على عدد من المدن الفلبينية وذلك بعد انتصارها في الحرب الإسبانية الأمريكية ومن ثم بدأت بعد ذلك الحرب العالمية الأولى ووقعت مدينة تانداغ تحت حكم اليابان، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية التدخل وإرسال القوات العسكرية وخات الصراعات ضد القوات العسكرية اليابانية، وبدأت بعد ذلك الحرب العالمية الثانية ومع استمرار الصراعات أعلنت اليابان استسلامها ومع انتهاء الحرب تم الإعلان عن استقلال الفلبين وتم منح مدينة تانداغ الحكم الإداري.

نستنتج بأنّ مدينة تانداغ أحد المدن الفلبينية والتي تم منحها اسمها بعد الاستعمار الإسباني ويعود تاريخها إلى العصر الحجري وبدأت بالتطور والازدهار مع بداية العصر البرونزي.


شارك المقالة: