تقع مدينة تاي نينه في جنوب فيتنام، تقع على أحد روافد نهر فام كو تاي في شمال غرب مدينة هوشي منه سايغون سابقاً ومع الحدود مع كمبوديا، وقد كان للحرب العالمية الثانية أثر كبير في تغيير المدينة، نظراً لموقعها المهم كنقطة اتصال بين مدينة هوشي منه ومدينة بنوم بنه في كمبوديا، تم تضمين مقاطعة تاي نينه في المنطقة الاقتصادية الجنوبية لفيتنام.
مدينة تاي ننه الفيتنامية
كانت مدينة تاي ننه سابقاً منطقة كمبودية خميرية احتلها الفيتناميون في بداية القرن التاسع عشر ميلادي تحت حكم الإمبراطور جيا لونغ، المنطقة بها أقليات من الخمير والصينية والشام، قام أتباع كيوا داي الذين يسيطرون على المنطقة ببناء كاتدرائية في تاي نينه، تضم المنطقة أيضاً تجمعات من هوا هاو وهي، تشتهر المنطقة بمزارعها الكبيرة كما يتم حصاد الأرز فيها.
هناك ستة وعشرون مجموعة عرقية مقيمة في مدينة تاي نينه، لكل منها عاداتها وتقاليدها الخاصة التي تساهم في الثقافة الديناميكية الشاملة للمقاطعة، تشتهر مدينة تاي نينه أيضاً بكونها إقليم كيوا ديسيم، بالإضافة إلى ذلك فإنّ ثقافتي شام والخمير اللتين تعتبران من الحضارات المبكرة المتطورة جيداً، ظهرت في جنوب فيتنام وقد تركت العديد من التقاليد القيمة والمواقع التاريخية في تاي نينه ومع ذلك، كما يوجد فيها العديد من المعابد التاريخية التي تم بناؤها في القدم.
تعد مدينة تاي نينه هي موطن لواحد وثمانون قطعة أثرية من التاريخ والثقافة لتحتل المرتبة الأولى بما في ذلك ثلاثة وعشرون قطعة أثرية وطنية وثمانية وخمسون قطعة أثرية إقليمية، من بينها هناك سبعون قطعة أثرية من التاريخ، كما تعتبر ثقافتي شام والخمير من الحضارات المبكرة المتطورة جيداً والتي ظهرت في جنوب فيتنام.
تاريخ مدينة تاي ننه
تشتهر مقاطعة تاي نينه بوجود دون كا تاي تو وهو نوع من الفنون في المنطقة الجنوبية، كما تم استعادة أرض تاي نينه في الأصل من قبل الفيتناميين قبل 300 عام، قبل القرن السادس عشر ميلادي كانت مدينة تاي نينه لا تزال منطقة برية، في القرن السابع عشر ميلادي طهرت فئات الفيتناميين من منطقة دانغ دروينغ وانتشرت إلى منطقة دانغ نيا وتم زراعة في تلك الحقول وإنشاء القرى.
تجمعت فئات السكان الفيتناميين في كسوام رانغ ثم انتشروا بشكل تدريجي وتوقفوا في الأراضي الواقعة على طول نهر فام كيو، كانوا يعيشون في مناطق متفرقة في أراضي ماو لاو وترا فان وكانت تلك الأماكن تنتمي إلى كانتون منطقة هام نينه في السابق والآن أصبحت ترانج بانغ متطورة بشكل تدريجي إلى قرى صغيرة أكبر مثل قرية فام كو هاملت وقرية هاملت فورست وقرية قرية جاو وقرية تون هاملت وقرية جيونج نوي هاملت، من خلال عملية استكشاف الأراضي وتطوير الإنتاج لتلك المجموعات الفيتنامية المنفية، في عام 1809 ميلادي تم إنشاء قرية بينه تينه.
في عام 1698 ميلادي أرسل اللورد نغوين فوك تشو السيد الكبير للاحتفالات لخدمة نجوين هوو كان في العاصمة الاستراتيجية دانغ ترونج، ليؤسس بشكل رسمي الوحدة الإدارية لفيتنام في الأرض الجديدة، في عام 1832 ميلادي قسم الملك مينه مانغ كوتشين شينا بأكملها إلى ست مقاطعات وأراضي تاي نينه تابعة لبلدة فين آن، في العام السابع عشر ميلادي من حكم مينه مانغ والذي بدأ في 1836 ميلادي غير الملك مينه مانغ اسم مقاطعة فين آن إلى مقاطعة جيا دينه وأنشأ حكومة جديدة باسم تاي نينه.
هكذا في العام السابع عشر ميلادي من ولاية مينه مانغ في عام 1836 ميلادي تم تأسيس حكومة تاي نينه بشكل رسمي، بما في ذلك منطقة هما تان نينه ومنطقة كوانغ هوا تحت مقاطعة جيا دينه، تم تسمية اسم المكان تاي نينه كوحدة إدارية على مستوى الحكومة لأول مرة على الخريطة الإدارية لفيتنام، في عام 1859 ميلادي هاجم الجيش الفرنسي منطقة جيا دينه ثم احتل ثلاث مقاطعات في المنطقة الجنوبية الشرقية في عام 1862 ميلادي وفي عام 1899 ميلادي أصدرت الحكومة الاستعمارية الفرنسية قراراً بتغيير منطقة تاي نينه الفرعية إلى مقاطعة تاي نينه.
تعاني مدينة تاي نينه من حروب مقاومة استمرت ما يقرب من قرنين من الزمان حتى الآن لديها ثمانية مناطق ومدينة واحدة تحت المقاطعة، بما في ذلك مدينة ترانج بانج ومدينة جو داو ومدينة بن كاو ومدينة هوا ثانه ومدينة تشاو ثانه ومدينة دونج مينه تشاو ومدينة تان بيان ومدينة تان تشاو ومدينة تاي نينه مع سبعة أجنحة وثمانية مدن وثمانون كوميون، لا يزال الهيكل الاقتصادي الحالي لتاي نينه هو الزراعة والصناعة وتجارة الخدمات.
عند بدء حرب فيتنام شاركت مدينة تاي ننه في الحرب وأثرت الحرب فيها بشكل كبير، حيث أنّها كانت تعاني من الحروب على مر العصور وقد أدى ذلك إلى جعلها مدينة مدمرة بشكل كبير، فلم يعيش سكانها في السلام إلا لفترات قصيرة، حاولت القوات العسكرية الفيتنامية التصدي للهجوم الذي نفذته القوات العسكرية الأمريكية في لاوس وكمبوديا وفيتنام، فقد كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسيطر على تلك الأراضي لفترة طويلة، وبدأت بعد ذلك حركات المقاومة في مدينة تاي ننه والتي كانت في ذلك الوقت واقعة تحت حكم القوات العسكرية الأمريكية.
على الرغم من الصمود الذي مثلته القوات العسكرية في مدينة تاي ننه، إلا أنّها لم تتمكن في البداية من مقاومة القوات العسكرية الأمريكية؛ وذلك لكونها كانت مدينة تعاني من الصراعات الكثيرة في أراضيها، إلا أنّ القوات العسكرية الفيتنامية تمكنت في النهاية من التخلص من الحكم الأمريكي في أراضيها.
بدأت بعد ذلك الحرب العالمية الأولى ولم تكن مدينة تاي ننه في ذلك الوقت استراحة من الصراعات وكانت في تلك الفترة واقعة تحت الحكم الفرنسي وأرادت اليابان السيطرة عليها وعقد اتفاق مع فرنسا لمساعدتها لوضع المدينة تحت حكمها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
بدأت بعدها الحرب العالمية الثانية والتي قامت من خلالها اليابان بإرسال قواتها العسكرية بشكل كامل إلى مدينة تاي ننه واستمرت في عملية تدميرها، إلا أنّ القوات العسكرية التابعة لدول الحلفاء قامت بمساعدة القوات العسكرية الفيتنامية في إخراج القوات اليابانية من أراضيها ووقعت فيتنام فيما بعد تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية وتم منحها الاستقلال فيما بعد.
نستنتج من مقالنا بأنّ مدينة تاي ننه من المدن الفيتنامية القديمة والتي عانت من الصراعات منذ بداية تأسيسها، ووقعت تحت حكم فرنسا واليابان ومن ثم وقعت بعد ذلك تحت حماية الولايات المتحدة الأمريكية حتى حصلت على استقلالها.
