تُعَد مدينة تشا فينه أحد المدن الفيتنامية الساحلية والتي تتميز بوجود الجبال والأنهار فيها، ويعود تاريخ المدينة إلى العصور القديمة، وعانت المدينة منذ القدم من الصراعات المستمرة، وتُعَد مقاطعة تشا فينه حالياً واحدة من ثلاثة عشر مقاطعة في منطقة دلتا ميكونغ وتقع في اتجاه مجرى النهر بين نهري تيان وهاو على الحدود مع البحر الشرقي.
مدينة تشا فينه الفيتنامية
في القرن السابع عشر ميلادي لم تستطع البلدان الإقطاعية مثل فيتنام والصين وكمبوديا وغيرها من البلدان تجنب الأزمة والضعف، أدت حرب ترينه ونغوين التي قامت في عام 1627 ميلادي إلى تقسيم فيتنام إلى دولتين، داخلية وخارجية مع نهر جيان كحدود.
وقد تسبب هذا في وقوع آلاف المزارعين في كارثة وتدمير واضطرارهم إلى إيجاد حياة في الجنوب، وفي مواجهة هذا الواقع الموضوعي في نهاية القرن السابع عشر ميلادي نظم اللورد نيكون نشاط هجرة الفيتناميين إلى المنطقة الجنوبية ونفذوا سياسات لتجنيد اللاجئين وإرسال القوات إلى الجنوب لاستكشاف شريط الأرض إلى جانب الفيتناميين والخمير.
تم تسهيل الصينيين أيضاً من قبل اللورد نغوين للاستكشاف والاستقرار في هذه الأرض الجنوبية بما في ذلك تشا فينه، وهكذا فإنّ أرض تشا فينه هي نسل البحر الشرقي ونهر ميكونغ وأرض تحتوي على نظام بيئي متنوع مع العديد من الإمكانات الاقتصادية المختلفة، في القرن السابع عشر ميلادي كان مالكها كمجتمع متعدد الأعراق مصل الشعب الفيتنامي وشعب الخمير والشعب الصيني، يعد تكوين مجتمع متعدد الأعراق على هذه الأرض أحد الأحداث التاريخية ذات الأهمية الكبيرة لتشكيل وتنمية مقاطعة ترا فينه في وقت لاحق.
ويمكن تقسيم تشكيل وتطوير مقاطعة تشا فينه إلى المرحلتين التاليتين، في المرحلة الأولى والتي كانت بدايتها منذ عام 1732 ميلادي حتى عام 1900 ميلادي كانت الأرض تسمى تشا فينه والتي سبقت مقاطعة ترا فين، في عام 1802 ميلادي بدأ الملك جيا لونغ على الفور في ترتيب وإعادة تحديد حدود الوحدات الإدارية على الصعيد الوطني، منذ ذلك الحين تم تغيير حكومة جيا دينه إلى جيا دينه تران، تم تقسيم أراضي تشا جنيه فينه إلى أربعة قصور وبلدة فرعية واحدة وكانت أرض تشا فينه في هذا الوقت تابعة لقصر فينه تران.
تاريخ مدينة تشا فينه القديم
في عام 1803 ميلادي رسم الملك جيا لونغ خريطة للقصور التابعة لجيا دينه تران وغير قصر فينه تران إلى قصر هوانغ تران، كانت أرض تشا فينه في ذلك الوقت ملكاً لقصر هوانغ تران، في عام 1808 ميلادي قام جيا لونج بتغيير جيا دينه تران إلى جيا دينه ثانه وتم تغيير دينه فينه تران إلى تران فينه ثانه، في ذلك الوقت كانت أرض ترا فينه ملكاً لتران فينه ثانه، في عام 1825 ميلادي أسس الملك مينه مانغ أرض تشا فينه باسم باتشا لاك التي تنتمي إلى أرض جيا ثان.
وفي عام 1832 ميلادي تم تغيير اسم تران فينه ثانه إلى تران فينه لونغ، بعد ذلك حول الملك مينه مانغ المدن إلى مقاطعات، تنقسم المنطقة الجنوبية إلى ست مقاطعات، كانت ترا فينه إحدى مقاطعات ومنها مقاطعة فو لاك هوا بمقاطعة فينه لونغ، في عام 1876 ميلادي أصدر حاكم كوتشينشينا مرسوماً يقسم كوتشينشينا بأكملها إلى أربع مناطق إدارية رئيسية، في عام 1899 ميلادي وقع الحاكم العام للهند الصينية دومر مرسوماً لتغيير اسم المنطقة الفرعية إلى مقاطعة.
وأعيد تقسيم مقاطعات كوتشينشينا الست القديمة إلى عشرة مقاطعات جديدة وتم تقسيم مقاطعة فينه لونغ القديمة إلى ثلاثة مقاطعات جديدة هي مدينة فينه لونج ومدينة بن تري ومدينة تشا فينه، تم تنفيذ هذا المرسوم رسمياً اعتباراً من عام 1900 ميلادي، من هنا فصاعداً أصبح الاسم الرسمي لمقاطعة تشا فينه المستخدم في الوثائق الفرنسية هو مقاطعة دي تشا فينه، منذ عام 1954 ميلادي إلى عام 1960 ميلادي أعادت الولايات المتحدة الأمريكية توزيع الحدود الإدارية للمقاطعات الجنوبية.
تنقسم الحدود الإدارية لمقاطعة تشا فينه إلى ثمانية وحدات تشمل مقاطعة تشا فينه هي موطن لثلاث مجموعات عرقية رئيسية، كينه الخمير هوا وعدد قليل من المجموعات العرقية الأخرى، كما تعد مقاطعة تشا فينه أيضاً موطناً لثاني أكبر شعب الخمير الذين يعيشون في دلتا ميكونغ وكذلك البلد بأكمله بعد مقاطعة سوك ترانج.
ومنذ العصور القديمة على أرض تشا فينه تم تشكيل تقليد التضامن والتعلق، إنّه نتيجة لعملية ازدحام المجتمع المتزايد وتنمية التقارب والتضامن بين العلاقات العرقية للفيتناميين والخمير والصينيين في استصلاح الأرض وفتحها.
ولكن في نفس الوقت مع توسع الأرض كان نشوء ونمو الصراعات الطبقية، جنباً إلى جنب مع التغيرات في المجتمع الفيتنامي في ظل أسرة نجوين في الأربعينيات من القرن التاسع عشر ميلادي، ولقد كان الوقت الذي كان فيه الوضع الاجتماعي معقداً للغاية وتم قمع العديد من الانتفاضات الفلاحية المتتالية من قبل الجيش الإمبراطوري؛ ممّا أدى إلى صراعات اجتماعية حادة بشكل متزايد.
ومع ذلك منذ نهاية العقد الخامس من القرن التاسع عشر ميلادي قبل كارثة الغزو الأجنبي وخطر فقدان البلاد، وضع شعب تشا فينه جانباً صراعاته مع الحكومة الإقطاعية مؤقتاً للتركيز على محاربة الفرنسيين، من هنا تحول تاريخ تشا فينه إلى صفحة جديدة وفتحت الفترة ضد المستعمرين الفرنسيين، بمجرد أنّ غزا المستعمرون الفرنسيون أرض تشا فينه واجهوا على الفور مقاومة شرسة من سكان تشا فينه تحت رايات ترونج دينه وتو خوا هوان وفو دوي دونج ودي.
تاريخ مدينة تشا فينه الحديث
كان انتصار ثورة أغسطس عام 1945 ميلادي علامة فارقة تاريخية إيذاناً بافتتاح كبير لمرحلة جديدة في عملية التنمية في مقاطعة تشا فينه، لكن هذه الرحلة التاريخية كانت قد بدأت للتو عندما تمرد المستعمرون الفرنسيون والقوى الرجعية بجنون، اندلعت الحرب وانتشرت تدريجياً في جميع أنحاء بلاد تشا فينه في نهاية عام 1945 ميلادي، لكن العدو لم يكن قادراً على سحق الإرادة والقوة الوطنية للأقليات في هذه الأرض.
تحت قيادة لجنة الحزب الإقليمية والحكومة الثورية حقق شعب ترا فينه مآثر مدوية مثل معركة لا بانغ في عام 1948 ميلادي، والتي كان لها في كل البلاد لتحقيق فوز ديان بيان فو هز العالم؛ ممّا أجبر فرنسا على التوقيع على اتفاقية جنيف وسحب قواتها، بعد الانتهاء من مهمة محاربة الفرنسيين واصل جيش وشعب تشا فينه مع كل البلاد لتنفيذ مهمة طرد الولايات المتحدة الأمريكية من حدود الوطن.
خلال حرب المقاومة ضد الولايات المتحدة الأمريكية تغلب الأشخاص العرقيون في تشا فينه على العديد من التحديات، وتبعوا الحزب بقلب واحد وساهموا مع شعب الجنوب في الهزيمة الكاملة استراتيجيات الحرب التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية في حرب فيتنام من جانب واحد، بعد توقيع اتفاقية باريس عام 1973 ميلادي سحبت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها إلى البلاد، واصل شعب تشا فينه والبلاد بأكملها بقيادة الحزب الإطاحة بحكومة وي للحصول على الاستقلال وإعادة توحيد الأمة.
نستنتج مما سبق بأنّ مدينة تشا فينه أحد المدن الفيتنامية الساحلية والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري ووقعت المدينة تحت فرنسا ومن ثم وقعت بعد ذلك تحت حكم الولايات المتحدة الأمريكية.