كانت مدينة جنرال سانتوس سابقاً وحتى عام 1954 ميلادي تسمى باسم بوايان، وتقع المدينة في جنوب مينداناو في الفلبين، سميت المدينة باسم الجنرال باولينو سانتوس الذي أدار المستوطنة معظمها من قبل المهاجرين الفلبينيين المسيحيين وتطوير وادي كورونادال الذي بدأ في منتصف الثلاثينيات.
مدينة جنرال سانتوس الفلبينية
تقع مدينة جنرال سانتوس على رأس خليج سارانجاني في بحر سيليبس على طول الشاطئ الجنوبي لمينداناو، المدينة هي نقطة شحن رئيسية وهي أيضاً مقر إداري لعملية استيطان، يوجد عدد من شركات التصنيع الصغيرة هناك إلى جانب مزارع الموز والأناناس والكسافا، يعد ميناؤها وهو الأكبر في جنوب مينداناو هو ميناء الدخول للشحن الخارجي في المنطقة.
شيء واحد حاضر باستمرار في التاريخ منذ وصول المستوطنين المسيحيين وهو الإمكانات الهائلة للمدينة، وقد أصبح هذا الأمر أكثر جاذبية بشكل مستمر حتى الآن مع وجود بنى تحتية عالمية المستوى واقتصادها سريع النمو وديناميكية حكومية مستمرة ودعم المجتمع المدني، في عام 1939 ميلادي نزل المستوطنون المسيحيون على شواطئ خليج سارانجاني بقيادة الجنرال باولينو سانتوس مع أول 62 مدفعاً.
في عام 1948 ميلادي أصبحت مقاطعة بوايان بلدية كاملة التعهدات، تم تغيير اسم البلدية تكريماً لرائدها العظيم إلى جنرال سانتوس، اهتم عمدة الإدارة بيدرو أتشارون بالمدينة، تم بناء طرق فرعية تربط المناطق النائية بالطرق السريعة الوطنية، تم إنشاء آبار ارتوازية لحل مشكلة إمدادات المياه بين سكان الريف، وبالمثل أنهى المشاريع التي بدأها رئيس بلدية سانتياغو وخاصة ماكار وارف الذي تم إعلانه كميناء دخول مفتوح في عام 1959 ميلادي كما تمت إعادة تأهيل مطار بوايان من أنقاض الحرب خلال فترة ولايته، ومع ذلك اكتسب النمو الاقتصادي زخماً مهماً للغاية عندما تولى العمدة لوسيو فيلايو المنصب منذ عام 1963 ميلادي.
خلال هذا الوقت بدأت عدة ملايين من الشركات القائمة على الزراعة، تم إنشاء مدينة جنرال سانتوس رسمياً في عام 1968 ميلادي بموجب القانون الجمهوري، قاد العمدة أشارون تقدم مدينة الجنرال سانتوس من مدينة من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الأولى، ازدهرت صناعة الزراعة وصيد الأسماك خلال فترة حكمه، حصل هذا على مكان لمدينة جنرال سانتوس في السوق الدولية.
غيرت ثورة إيديسا التاريخية التي قامت في 1986 ميلادي التاريخ السياسي للفلبين، استمرت مدينة الجنرال سانتوس في النمو كمركز اقتصادي مؤثر منذ عام 1992 ميلادي من خلال الخبرة في التخطيط والاقتصاد، عمدة أدلبرت دبليو أنتونينو قام بترويج منطقة النمو في جنوب كوتاباتو، خلال انتخابات عام 1995 ميلادي عاد العمدة السابقة روزاليتا نونيز إلى منصب العمدة.
تاريخ مدينة الجنرال سانتوس
تم الذكر في كتب التاريخ الفلبينية بأنّ مدينة الجنرال سانتوس تعد من أقدم المدن التاريخية في الفلبين، حيث تم العثور على مجموعة من الأدوات الحجرية التي تثبت ذلك والتي تدل على أنّ المنطقة كانت مستوطناً للإنسان البدائي في العصر الحجري، ومن الأدلة التي تثبت ذلك هو وجود الكهوف والتي أقام بها الإنسان والذي كان يستخدم الأدوات الحجرية لتناول الطعام فيها ولا تزال تلك الأدوات موجودة في المتاحف الفلبينية، وهناك دراسات تؤكد بأنّ الإنسان كان يصطاد الأسماك وتعد مصدر الغذاء الوحيد لها، حيث لم تكن أراضي مدينة الجنرال سانتوس أراضي زراعية ولم يكن الإنسان على علم بزراعتها.
استمرت مدينة الجنرال سانتوس بهذا الوضع خلال العصر الحجري ولم يكن فيها أعداد كبيرة من الناس، والذي يثبت ذلك هو العدد القليل من الكهوف والأدوات الحجرية التي تثبت أنّ عدد المقيمين فيها خلال العصر الحجري كان قليل، إلا أنّ الوضع قد تغير في مدينة الجنرال سانتوس خلال العصر البرونزي، حيث بدأت المدينة بالظهور وبدأت تتعرض للهجرات وقدوم الشعوب إليها وقد ساعدها ذلك كثيراً على الظهور والتقدم وخاصة بعد اكتشاف معدن البرونز، حيث أخذت الأدوات الحجرية تنقرض من الاستعمال في المدينة وبدأت عملية صناعة الأدوات المعدنية تنتشر فيها.
يعد العصر البرونزي هو نقطة تحول مدينة الجنرال سانتوس وهو بداية التطور للمدينة وجعلها محط اهتمام باقي المناطق، حيث كانت تشتهر بوجود معدن البرونز فيها وكان يوجد فيها العديد من الشعوب والقبائل الذين كانوا يملكون ثقافات متنوعة ونشروها في المدينة، وخلال العصر البرونزي بدأت مدينة الجنرال سانتوس في أنّ تصبح من أقوى المناطق اقتصادياً.
خلال فترة الاستكشاف الإسباني في المنطقة وبناء الإمبراطورية الإسبانية الاستعمارية، كانت إسبانيا تقوم بالسيطرة على معظم المناطق في جنوب شرق آسيا، إلا أنّ مدنية الجنرال سانتوس كانت حينها تحت حكم فرنسا ومن ثم تمكنت إسبانيا من السيطرة على المدينة وكانت تعد بالنسبة لها قوة اقتصادية في المنطقة، كان الحكم الإسباني في مدينة الجنرال سانتوس عبارة عن حكم قمعي وتم السيطرة على جميع الخيرات الموجودة في المدينة، في ذلك الوقت خاضت اليابان ضد الإمبراطورية الإسبانية الاستعمارية، إلا أنّها لم تتمكن في البداية من الصمود أمام القوة الإسبانية.
في ذلك الوقت كانت الولايات المتحدة الأمريكية تسعى السيطرة على عدد من المناطق في قارة آسيا وكانت تريد إثبات قوتها وسيطرتها في المنطقة، إلا أنّ النظام الأمريكي اتبع طريقاً غير الذي استخدمته إسبانيا، حيث حاولت حكم مدينة الجنرال سانتوس بالأسلوب الحسن وقامت بتأسيس عدد من المشاريع الاقتصادية في المدينة والعمل على تطويرها وجعل خيرات المدينة تعود إلى أهلها، الأمر الذي أعجب سكان المدينة وأدى ذلك إلى قيام الحرب الأمريكية الإسبانية، وتمكنت القوات العسكرية الأمريكية من السيطرة على المدينة ووضعها تحت سيطرتها.
قامت في مدينة الجنرال سانتوس الصراعات بعد ذلك، وصل الاشتباك المستمر بين القوات المسلحة الفلبينية ومتمردين مورو في بعض أجزاء مينداناو الى المنطقة التجارية بالمدينة، اخترق متمردي مورو المزعومون قاعة جيسيك بتفجير قنبلتين، أعقبته عدة قنابل متزامنة في المنطقة التجارية وبعض الهجمات الصغيرة الأخرى والمحاولات الفاشلة، أنشأت المدينة على الفور مركزاً للأزمات وعززت جهودها الأمنية والاستخباراتية وظل الانطباع بوجود مشكلة السلام والنظام في المدينة لفترة من الوقت بسبب الدعاية السيئة محلياً ودولياً.
لكن الميزة الأساسية للبنية التحتية ذات المستوى العالمي وشبكة الطرق الواسعة والمصممة جيداً والاقتصاد سريع النمو والديناميكية الحكومية المستمرة، ودعم المجتمع المدني لا يمكن أنّ يهزها هذا القصف، شيء واحد حاضر باستمرار في التاريخ منذ وصول المستوطنين المسيحيين هو الإمكانات الهائلة للمدينة، وقد أصبح هذا الأمر أكثر جاذبية باستمرار حتى الآن.
نستنتج بأنّ مدينة الجنرال سانتوس أحد المدن الفلبينية والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري واشتهرت بوجود معدن البرونز فيها، الأمر الذي جعلها مدينة تعاني من الصراعات والحروب وجعلها ذلك منطقة قوية اقتصادياً.