ما هو تاريخ مدينة دوماغويتي الفلبينية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة دوماغويتي أنهّا إحدى مدن الفلبين وهي عاصمة المقاطعة والمدينة، وأكثرها كثافة سكانية في مقاطعة نيجروس أورينتال، كما تشتهر بوجود عدد كبير من الجامعات فيها.

مدينة دوماغويتي الفلبينية

يشار إلى مدينة دوماغويتي على أنّها مدينة مهتمة بالعلم؛ وذلك بسبب وجود عدد من الجامعات وعدد كبير من الكليات الأخرى، حيث يلتقي طلاب المدينة للتسجيل في التعليم العالي، تعد المدينة أيضاً منطقة علمية مهمة لطلاب المقاطعات والمدن المجاورة في مدينة فيساياس ومدينة مينداناو، تشتهر المدينة بجامعة سيليمان وهي أول جامعة بروتستانتية وأمريكية في البلاد وفي آسيا، هناك أيضاً 18 مدرسة ابتدائية عامة و 8 مدارس ثانوية عامة.

تاريخ مدينة دوماغويتي الفلبينية

يعود تاريخ مدينة دوماغويتي إلى العصور القديمة وتعرف بأنّها مدينة الثقافة في الفلبين، حيث يوجد الكثير من المعالم التاريخية والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري والعصر البرونزي ولا يزال سكان المنطقة يحتفظون بتلك الآثار، كما عاشت مدينة دوماغويتي  الكثير من الأحداث التاريخية ووقعت تحت حكم عدد من السلالات الحاكمة في جنوب شرق آسيا وقد اتخذ الحكام من المدينة عاصمة لإمبراطوريتهم، الأمر الذي جعل منها منطقة مهمة في الفلبين.

تم تقسيم جزيرة نيجروس إلى إقليم نيجروس أورنتيل وإقليم نيغروس أوكونديتل، وذلك بموجب مرسوم ملكي نفذه الحاكم العام فاليريانو ويلر في عام 1890 ميلادي، أصبحت مدينة دوماغويتي أول عاصمة والوحيدة لمقاطعة نيجروس الشرقية في ذلك الوقت.

خلال عام 1898 ميلادي بعد أشهر من وصول إميليو أجوينالدو من المنفى اندلعت ثورة نيجروس فجأة، استسلمت مقاطعة نيجروس أوكسيدنتال التي كانت لا تزال تحكمها السلطات الإسبانية في النهاية لقوات نيجريس الثورية بعد معركة قامت في نفس العام، ثم قاموا بمسيرة لمدة أسبوع للاستيلاء على مدينة دوماغويتي في نفس الفترة، في ذلك الوقت اخرجت إسبانيا القوات الإسبانية بصورة كاملة من مقاطعة نيجروس ثم تم التبليغ عن قيام جمهورية نيجروس بعد تلك الحرب.

هبطت القوات الإمبراطورية اليابانية في مدينة دوماغويتي في عام 1942 ميلادي بعد سقوط الفلبين واستسلمت كل مقاطعة نيجروس الشرقية بعد ذلك بوقت قصير، استمرت المقاومة ضد الاحتلال الياباني من قبل مجموعات حرب العصابات في الجبال الداخلية، حيث فر العديد من السكان الأصليين إليها، هاجم مقاتلو النغرين المحليون ما تبقى من المسؤولين والقوات اليابانية في عام 1945 ميلادي وبعد انتصارهم رحبوا بالقوات الأمريكية والفلبينية المشتركة التي حررت مقاطعة نيجروس أورينتال بشكل رسمي.

تم إنشاء مدينة دوماغيتي بشكل رسمي في عام 1948 ميلادي وذلك بموجب قانون جمهورية الكونجرس الفلبيني المعروف أيضاً باسم ميثاق مدينة دوماغيتي، تم تعديل هذا فيما بعد في عام 1969 ميلادي، بموجب القانون الجمهوري الذي أوضح وصقل سلطات ووظائف وحدة الحكومة المحلية في القانون السابق.

كلمة دوماغويتي تمت صياغتها من كلمة سيبونو دوماغويتي والتي تعني الخطف وكلمة دوماغويتي التي تعني الانقضاض، حيث تم صياغتها بسبب المداهمات المتكررة من قبل قراصنة مورو على هذا المجتمع الساحلي وقوتها على جذب الزوار والمحافظة عليهم سواء كانوا محليين أو أجانب، في عام 1572 ميلادي أشار دييغو لوبيز بوفيدانو إلى المكان باسم دوماغويتي، لكن رسام الخرائط العالم بيدرو ماريليو فيدرلا في عام 1734 ميلادي استخدم بالفعل الاسم الحالي لمدينة دوماغويتي باعتبارها مستوطنة.

يرتبط تاريخ مدينة دوماغويتي ارتباطاً وثيقاً بتاريخ جزيرة نيجروس، قبل وصول الإسبان كان يسكن مقاطعة نيجروس مجموعات مختلفة من السكان الأصليين، وصل المستوطنون الإسبان الأوائل إلى مدينة دوماغويتي عام 1565 ميلادي بقيادة النقيب خوان دي سالسيدو، أنشأ سالسيدو موقعاً عسكرياً ومركزاً تجارياً في مدينة دوماغويتي والتي سرعان ما أصبحت محطة مهمة للسفن الإسبانية التي تسافر بين أراضي مانيلا وإسبانيا، ظلت المدينة تحت الحكم الإسباني حتى عام 1898 ميلادي عندما ضمت الولايات المتحدة الأمريكية الفلبين كجزء من معاهدة باريس في أعقاب الحرب الإسبانية الأمريكية.

خلال فترة الاستعمار الأمريكي ظهرت مدينة دوماغويتي  كمركز مهم للتعليم، في عام 1901 ميلادي تأسست جامعة سيليمان كأول جامعة بروتستانتية في الفلبين، لعبت الجامعة دوراً مهماً في تطوير دوماغويتي ولا تزال واحدة من أهم مؤسسات المدينة، تتمتع مدينة دوماغويتي بتاريخ طويل وغني يعود إلى فترة الاستعمار الإسباني، اليوم تعرف مدينة دوماغويتي باسم مدينة الأشخاص اللطيفين وهي وجهة شهيرة للطلاب من جميع أنحاء الفلبين، تلعب جامعات وكليات المدينة دوراً مهماً في تطويرها وتقدم مساهمة مهمة في اقتصادها.

مدينة دوماغويتي أثناء الحرب العالمية

في الفترة التي كانت الصراعات قائمة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا بالإضافة إلى الفلبين والتي كانت تريد استعادة أراضيها من الاحتلال الإسباني والأمريكي، كانت مدينة دوماغويتي تعاني من الصراعات الداخلية فيها.

حيث كان يوجد فيها مجموعة من المستعمرين وفي ذلك الوقت بدأت اليابان أيضاً محاولة السيطرة على مدينة دوماغويتي في ظل انشغال باقي الدول بالصراعات، وبالفعل تمكنت القوات العسكرية اليابانية من السيطرة على مدينة دوماغويتي ونشرت كافة قواتها العسكرية فيها، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى خوض صراع أخر ضد اليابان.

خلال الحرب الأمريكية الإسبانية تمكنت القوات العسكرية الأمريكية من هزيمة القوات العسكرية الإسبانية وتم إخراجها من أراضي دوماغويتي ومن ثم خاضت الولايات المتحدة الأمريكية الحرب ضد اليابان وتمكنت القوات العسكرية الأمريكية من تحقيق النصر والسيطرة على مدينة دوماغويتي.

وفي ذلك الوقت أرادت الفلبين استعادة مدينة دوماغويتي وأدى ذلك إلى قيام الحرب الأمريكية الفلبينية، أقنعت الحكومة الأمريكية الفلبين أنّها تريد النهوض بالمدن الفلبينية، وأنّها قد دفعت ثمنها قبل إدخال قواتها العسكرية إلى المدينة، وبالفعل بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بعملية النهوض بالمدن الفلبينية.

أصبحت مدينة دوماغويتي بعد ذلك جزء من المستعمرة الأمريكية وبدأت عملية الازدهار فيها تتطور وتزيد بشكل كبير، الأمر الذي افرح سكان المدينة وخاصة مع بناء المدارس والجامعات فيها، خلال ذلك الوقت بدأت الحرب العالمية الأولى وانشغلت الولايات المتحدة الأمريكية بالحرب وكونت تحالف مع دول الحلفاء، في هذا الوقت حاولت الفلبين استعادة أراضيها وخاضت مجموعة من الصراعات ضد دول الحلفاء، إلا أنّها لم تتمكن من استعادة مدنها، وبين الحرب وقبل بدء الحرب العالمية الثانية كانت مدينة دوماغويتي لا تزال جزء من المستعمرة الأمريكية في المنطقة.

عند بدء الحرب العالمية الثانية بدأت التمردات تزيد في المدن الفلبينية والتي أرادت التخلص من الحكم الأمريكي ومع استمرار التمردات تمكنت الفلبين بعد نهاية الحرب من الحصول على استقلالها وتم منح مدينة دوماغويتي الحكم الذاتي في أراضيها.

نستنتج بأنّ مدينة دوماغويتي من بين المدن الفلبينية التي تشتهر بوجود الجامعات فيها، الأمر الذي جعل منها منطقة مهمة في الفلبين وفي قارة آسيا.


شارك المقالة: