مدينة سون لا هي مقاطعة جبلية في شمال غرب فيتنام، تشترك في الحدود مع مقاطعة ين بي ومقاطعة لاو كي في الشمال، ومقاطعة هوا بينه ومقاطعة بيثو ثو في الشرق ومقاطعة لا تشو ومقاطعة دين بين في الغرب ومقاطعة ثان هوا في الجنوب، إلى جانب ذلك تشترك مدينة سون لا أيضاً في حدود مع لاوس.
مدينة سون لا الفيتنامية
تعد مدينة سون لا من المدن الفيتنامية التي لها تاريخ قديم، حيث تحدثت كتب التاريخ الفيتنامية عن تواجد أراضيها خلال العصر الحجري، وتم العثور على الكهوف التي كان الإنسان يقيم فيها ولا تزال الآثار التي تدل على تواجد الإنسان خلال العصر الحجري متواجدة إلى اليوم، كما أثبتت الدراسات عن وجود مدينة سون لا خلال العصر البرونزي، وكان سكان المنطقة في ذلك التاريخ يستخدمون الأدوات الحديدية ومن أهم الصناعات في العصر البرونزي كانت السيوف والتي كانوا يستخدمونها للدفاع عن أنفسهم خلال تعرضهم للغزوات الخارجية.
يعني اسم مدينة سون لا الأرض المشتقة من جدول في جبل مع خضوعه للعديد من التغييرات في التاريخ، لا تزال مدينة سون لا عبارة عن تيار لطيف يوجد فيها 12 مجموعة من الأقليات العرقية الفيتنامية، في عام 2008 ميلادي أصدرت حكومة فيتنام مرسوم بشأن إنشاء مدينة سون لا سيتي.
على مدى سنوات عديدة من الإنشاءات والتطوير تحت قيادة قادة المقاطعات والمواطنين والسلطات في مدينة سون لا روجوا لتقليد التضامن والإبداع واستحضار الإمكانات ونقاط القوة واستفادوا من موارد الاستثمار لجعل المقاطعة مركزاً رائداً في جميع مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع كتقارب لعدد 12 مجموعة من الأقليات العرقية، تعد مدينة أرضاً ذات ثقافة متعددة الألوان بها 47 قطعة أثرية تاريخية ثقافية وجمالاً خلاباً، إنّها أرض الأطباق الفاخرة والرقصات الآسرة والأغاني الشعبية الحلوة والمهرجانات الخاصة.
وتنقسم أراضي سون لا إلى مناطق فرعية صغيرة ذات خصائص بيئية مختلفة، يوجد بالمقاطعة هضبتان وهما هضبة موك تشاو وهضبة نا سان، تتميز بمناخ شبه معتدل مع تربة خصبة وهي مواتية تماماً؛ لتطوير شجرة الشاي وأشجار الفاكهة وزراعة منتجات الألبان، بالإشارة إلى تاريخ مدينة سون لا كانت في السابق معروفة باسم قيرة سون لا تأسست في عام 1961 ميلادي بموجب قرار الصادر عن مجلس الحكومة، تتكون الحدود الإدارية عند إنشاء المدينة حديثاً من شارع جينغ لي وقرية جونغ لو.
وفي عام 1945 ميلادي تحت قيادة حزب فيتنام قاتل مواطنو سون لا تاون جنباً إلى جنب مع المواطنين في مقاطعة سون لا بشكل خاص، وفي جميع أنحاء البلاد بشجاعة ضد الاستعمار الفرنسي والفاشيين اليابانيين لحماية البلاد، في الحرب ضد الإمبريالية الأمريكية فاز شعب سون لا تاون بالعديد من الانتصارات المجيدة وساهم كثيراً في انتصار ربيع 1975 ميلادي لتحرير الجنوب وإعادة التوحيد الوطني، في عام 2008 ميلادي أصدرت حكومة فيتنام مرسوم بشأن إنشاء مدينة سون لا سيتي.
تاريخ مدينة سون لا
على مدار آلاف السنين من التطور مرت مدينة سون لا بالعديد من التغييرات في الحدود الإدارية، ومع ذلك في أي ظرف من الظروف لا تزال هذه الأرض تحتفظ بموقع استراتيجي في السياسة والاقتصاد والمجتمع والضمان الاجتماعي والدفاع وفي العلاقات الدبلوماسية مع لاوس، في الوقت الحاضر يوجد في مقاطعة سون لا مدينة واحدة تسمى باسم سون لا سيتي و11 مقاطعة بما في ذلك مدينة كوينه نهاي ومدينة مونج لا ومدينة ثوان تشاو ومدينة فو ين ومدينة باك ين ومدينة ماي سون ومدينة سونج ما ومدينة ين تشاو ومدينة سوب كوب ومدينة فان هو.
كما يوجد في مدينة سون لا في الوقت الحالي سبعة مناطق بما في ذلك منطقة تو هوي ومنطقة تشينغ لي ومنطقة كويت ثانك ومنطقة كويت تام ومنطقة تشينغ آن ومنطقة سينه تشينغ ومنطقة سينيه آن، كما يوجد فيها خمسة مجتمعات محلية، تتكون مدينة سون لا 12 مجموعة عرقية تشمل شعب التايلانديين وشعب كينه وشعب همونغ وشعب موونغ وشعب داو وشعب خو مو وشعب شينه مون وشعب خانغ وشعب لا ها وشعب لاو وشعب تاي وشعب هوا، حيث تعد تايلاند أكبر مجتمع في سون لا، كما يوجد فيها الكثير من المجتمعات القليلة والمتنوعة ذات الثقافات المختلفة.
ومدينة سون لا هي أرض خاصة ليس فقط للجبال الشامخة ولكن أيضاً القيم الثقافية المتميزة التي تمثل الثقافة النموذجية لمجموعات الأقليات العرقية في شمال غرب فيتنام، تعرف ثقافة سون لا بأنّها تقارب 12 مجموعة عرقية وهي مزيج من ثقافة مختلفة، في الوقت الحاضر لا تزال مقاطعة سون لا تحتفظ بأكثر من مئة قطعة أثرية تاريخية ثقافية وأثرية، تم التعرف على تسعة منها على المستوى الوطني، وباستثناء بقايا عهد أسرة لو المبكرة إلى فترة مناهضة الاستعمار الفرنسي، وجد علماء الآثار أيضاً آثاراً للفيتناميين القدماء وجمعوا أدوات إنتاجية لرجل ما قبل التاريخ.
وعلى وجه الخصوص في متحف سون لا تم الحفاظ على الثقافة الفريدة لعدد كبير من المجموعة العرقية تعيش في مدينة سون لا من خلال مئات القطع الأثرية في عصور ما قبل التاريخ، تعد زهرة بان بتنيش بانّها رمز لمدينة سون لا، كما أنّ رقصاتهم تشبه مئات الزهور الجميلة في الحديقة، تجلب هذه الرقصات هويتها الثقافية المميزة وهدايا لأرواحهم الطاهرة، الرقصة الآسرة هي واحدة من أكثر الميزات الخاصة التي تجعل الناس تجارب لا تُنسى عند زيارة المدينة.
ويشكل الأشخاص ذوي الأصول التايلاندية نسبة كبيرة في مدينة سون لا، كما تعد اللغة التايلاندية هي اللغة الأكثر شيوعاً في مقاطعة سون لا، تنتمي اللغة التايلاندية إلى لغة التايلاندية تاي، كما تعد اللغة الشعبية الثانية في المقاطعة هي لغة كينيه وهي اللغة الفيتنامية الرسمية، وذلك لأن مجموعة كنيه هي ثاني أكبر مجتمع في مقاطعة سون لا، بالإضافة إلى اللغة التايلاندية ولغة كنيه، يتم استخدام لغة مون كيموه ولغة فيت مونغ على نطاق واسع من قبل المجموعات العرقية الأخرى.
وتعرضت مدينة سون لا مثلها مثل باقي المدن الفيتنامية للاستعمار الفرنسي وكانت جزء من أراضي الشركة الفرنسية الصينية، وكما أنّها وقعت تحت حكم اليابان خلال فترة الاستعمار الياباني في فيتنام وبقيت تحت حكم الاستعمار الياباني حتى انتهت الحرب العالمية الثانية وأعلنت اليابان عن استسلامها وتم تحرير فيتنام والإعلان عن استقلالها.
نستنتج بأنّ مدينة سون لا هي أحد المدن الفيتنامية القديمة والتي لها أهمية تاريخية كبيرة ويعود تاريخها إلى العصر الحجري والبرونزي وكما أنّها وقعت تحت الحكم الفرنسي والياباني.
