ما هو تاريخ مدينة غينغوغ الفلبينية

اقرأ في هذا المقال


تقع مدينة غينغوغ في شمال مينداناو في الفلبين ويوجد فيها ميناء غينغوغ والذي يعد مدخل لبحر بوهول، تأسست مدينة غينغوغ في عام 1750 ميلادي من قبل تذكر المبشرين من رتبة الإخوة تقع مدينة غينغوغ في منطقة تنتج القهوة وجوز الهند، وهو أيضاً مركز مهم لقطع الأخشاب ونشرها لمحميات الغابات التجارية القريبة، ومن الصادرات الرئيسية فيها هي البن والخشب الرقائقي والأخشاب.

مدينة غينغوغ الفلبينية

تأسست مدينة غينغوغ من قِبل المبشرين الإسبان في عام 1750 ميلادي وكانت أقدم مدينة في مقاطعة ميساميس الشرقية، حتى أنّها أقدم من عاصمة المقاطعة والمركز الاقتصادي كاجايان دي أورو التي تأسست عام 1871 ميلادي، جاء مصطلح مدينة غينغوغ في الأصل من كلمة هيونغغ والتي تعني الحظ السعيد، كانت قبيلة ميونغ والتي يعود أصلها إلى أراضي مانوب التي استقرت في المنطقة، وبالتالي فإنّ السكان الأصليون في هذا المكان هم من يحملون اسم عائلة جيونغ، ساهم تدفق المهاجرين من الأماكن المجاورة في نمو المدينة؛ ممّا أدى إلى ضرورة التوسع.

نظراً لكون المستوطنة محدودة المساحة، فقد تم نقلها إلى موقع أكثر اتساعاً وتم نقلها لاحقاً إلى منطقة كانوب مينكسي والتي هي موقع بوبلاسيون الحالي، وقد تم اختيار هذا بسبب إمكاناته للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، في عام 1868 ميلادي أصبحت مدينة غينغوغ تابعة إلى بلدية بيبلو الإسبانية وبعد بضع سنوات أصبحت بلدية عادية في ظل النظام الأمريكي في عام 1903 ميلادي ومع ذلك خلال نفس الفترة تمت إعادتها إلى وضع عادي وكانت تابعة في حكمها إلى بلدية تيسلسن الفلبينية، وبعد هذه الفترة بوقت قصير استعادت لاحقاً مكانتها البلدية من خلال جهود قادتها وأهلها.

خلال هذه الفترة مع وفرة الموارد الطبيعية استمرت مدينة غينغوغ ببطء في دفع تقدمها الاقتصادي إلى الأمام، بعد الحرب العالمية الثانية خلق الإنتاج السريع والواسع للزراعة خاصة جوز الهند والقهوة وصناعة قطع الأشجار زخماً من التقدم أدى إلى بدء استقلال مدينة غينغوغ مبكراً عن مقاطعة ميسيمس أورنيت.

في عام 1960 ميلادي أصبحت مدينة غينغوغ مدينة مستأجرة بموجب القانون الجمهوري  الذي وقعه الرئيس كارلوس بي، قام عضو الكونجرس الراحل فاوستو دوجينو بتأليف وضع ميثاق المدينة، تم إنشاء المدينة في عهد عمدة البلدية خوليو جانابان ونائب العمدة أرتورو س وذلك لوجود كان أول مسؤولي المدينة المنتخبين هم عمدة المدينة دومينغو دي لارا ونائب العمدة رومولو إس رودريغيز على التوالي.

في أواخر الستينيات من القرن الماضي  عانت مدينة غينغوغ من ركود اقتصادي طاحن ناجم عن معدل تضخم البيزو وانخفاض إنتاج المحاصيل، وقد تفاقم هذا بسبب غزو مثقب البن في مزارع البن إلى جانب انخفاض سعر شراء القهوة، في السنوات اللاحقة توقفت خدمة الكهرباء في المدينة؛ ممّا أدى إلى إغراق المدينة في الظلام.

في عام 1978 ميلادي استعادت المدينة إمدادها بالطاقة الكهربائية من خلال برنامج الحكومة الوطنية للكهرباء، أدى تأثير تطوير البنية التحتية واستخدام الموارد الزراعية إلى تعزيز التجارة والصناعة وإعادة المدينة إلى حياتها، في عام 1982 ميلادي تم ترقية مدينة غينغوغ من مجرد مدينة من الدرجة الثالثة إلى مدينة من الدرجة الأولى، مع بداية عام 1984 ميلادي تم تصنيفها كأبرز مدينة مكونة في جميع أنحاء المنطقة عشرة تحت قيادة عمدة المدينة ميغيل.

ثم جاءت بعد ذلك ثورة إديسا الغير المتوقعة في عام 1986 ميلادي، واجهت الحكومة المحلية التحدي المتمثل في استعادة ثقة الناس في الحكومة، وضع مفهوم المصالحة والانتعاش الاقتصادي المدينة في حقبة جديدة مع آمال كبيرة في رفع مستوى معيشة السكان، استمر برنامج الانتعاش الاقتصادي عندما وسع الرئيس فيديل راموس رؤيته نحو الفلبين لتصبح الدولة الصناعية الجديدة في المستقبل القريب.

في الوقت الحاضر موقف مدينة غينغوغ هو تطوير إمكانات مجالات السياحة، لقد كان من المقبول بشكل مؤلم أنه مع عدم وجود محركات للعود والصناعات القوية والمشاريع التصنيعية، فإنّ المدينة غير قادرة على التنافس مع الجيران المتحضرين للغاية والذين يقعون في موقع استراتيجي على أبواب شبكات النقل للتجارة والصناعة وقد كان لثورة إديسا دور كبير في نقل وضع المدينة من وضع الدمار إلى إعادة البناء والتطور من جديد.

تاريخ مدينة غينغوغ

لا بد أنّ نعلم بأنّ أراضي الفلبين من بين أقدم الأراضي في العالم، فقد تم العثور عليها خلال العصور القديمة ومن بين أراضي الفلبين كانت أراضي مدينة غينغوغ والتي يعود تاريخها إلى العصر الحجري، حيث هناك مجموعة من الأدلة التي تثبت ذلك، ولعل تلك الأدلة تؤكد بأنّ أراضي الفلبين هي مهد الحضارة في جنوب شرق آسيا وخلال العصر الحجري كانت المدينة عبارة عن منطقة صغيرة تتكون من عدد قليل من السكان ولم يكن يوجد لديها تجمعات سكنية كثيرة وكانوا السكان يتصفون بالبساطة وعدم علمهم على صناعة أو ابتكار الطرق للعيش وكانوا يقيمون في الكهوف ويستخدمون الأدوات الحجرية.

كما يقال أنّهم كانوا يحصلون على قوت يومهم من خلال صيد الأسماك وصيد الحيوانات التي كانت منتشرة في المنطقة، إلا أنّ الوضع قد تغير مع بداية العصر البرونزي وأخذ سكان مدينة غينغوغ الاختلاط بسكان المناطق المجاورة وساعدهم ذلك في تعلم أساليب جديدة للعيش وتم إدخال معدن البرونز إليهم من قِبل القبائل المتنقلة والتي أقامت في أراضيهم وساعدت تلك الشعوب في نقل الثقافات إلى المدينة والمساعدة على ازدهارها وتم خلال العصر البرونزي الأدوات المعدنية وأصب سكان المدينة يقيمون في منازل يتم صناعتها من الخشب.

استمرت مدينة غينغوغ بالتقدم والازدهار بعد العصر البرونزي وبدأت بالاعتماد على القطاع التجاري لتحسين الوضع فيها وذلك كونها تقع بين مفترق طرق المدن الفلبينية وقد ساعد ذلك في جعل مدينة غينغوغ من بين المدن الفلبينية التي تنتشر الثقافة واللغات المتنوعة، تعرضت مدينة غينغوغ للكثير من الغزوات الاستعمارية الخارجية والتي كانت تقوم بها دول اوروبا في المنطقة، فكانت إسبانيا من أوائل الدول التي دخلت أراضي مدينة غينغوغ وعَملت على ضمها إلى الإمبراطورية الإسبانية الإستعمارية واتخذت منها مركزاً تجارياً لها في الفلبين.

بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك في محاولة السيطرة على عدد أكبر من الأراضي في الفلبين ورأت في مدينة غينغوغ منطقة تجارية مهمة، الأمر الذي أدى إلى قيام صراع بينها وبين إسبانيا وبعد نهاية الحرب تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من السيطرة على مدينة غينغوغ، لتبدأ الصراعات بعد ذلك بين القوات العسكرية الأمريكية والقوات العسكرية الفلبينية وبعد نهاية الحرب العالمية الثانية تمكنت الفلبين من الحصول على الاستقلال.

نستنتج بأنّ مدينة غينغوغ أحد المدن الفلبينية القديمة وكان لها تاريخ مهم خلال العصر البرونزي ووقعت خلال فترة من الفترات تحت الحكم الإسباني والأمريكي.


شارك المقالة: