تعد مدينة فوكوكا بأنّها عاصمة مدينة فوكوكا كين الموجودة في مدينة كيوشو الشمالية في اليابان، تقع على الساحل الجنوبي لخليج هاكاتا في جنوب غرب كيتاكيوشو وتضم مدينة هاكاتا السابقة.
مدينة فوكوكا اليابانية
كان خليج هاكاتا موقعاً لعاصفة ما أطلق عليه اليابانيون اسم كاميكازي والتي تعني اسم الريح الإلهية، في عام 1281 ميلادي تبعثرت وأغرقت أسطولاً كبيراً من المغول الغازيين وبالتالي أنقذت اليابان من الاحتلال الأجنبية، هناك مكانة مهمة لمدينة فوكوكا في تاريخ اليابان الطويل للتبادل الثقافي، ربما تم إدخال زراعة الأرز إلى اليابان عبر كيوشو في حوالي 500 قبل الميلاد وفي قرية إيتازوكي التي تعود إلى عصر يايوي في فوكوكا كين، تم العثور على أول دليل على هذه الثورة الزراعية زادت هيبة المنطقة، في عام 57 بعد الميلاد قدم الإمبراطور في أواخر عهد أسرة هان جونغ وو ختماً من الذهب الخالص كين إن إلى حاكم محلي كجزء من مهمة دبلوماسية.
تم اكتشاف الختم من قبل مزارع في شيكانوشيما في عام 1784 ميلادي، إنّ قوة واحترام الحكام المحليين يجب أنّ يكونا قد فرضا خلال هذه الفترات والفترات اللاحقة واضحة أيضاً في غلبة تلال دفن ياماتو كوفون في المحافظة والتي يحتوي العديد منها على سلع مقبرة رفيعة المستوى مستوردة من عبر بحر اليابان.
في وقت لاحق عندما أصبحت بقية اليابان تحت السيطرة المركزية في عهدي نارا وهايان ظلت مدينة فوكوكا نقطة تركيز مهمة للتجارة والسفر، كانت بعثة كوكوران الدبلوماسية التي تم اكتشاف بقاياها تحت ملعب بيسبول قديم والتي تعد نقطة انطلاق للمبعوثين إلى الصين وكوريا، من القرن السابع ميلادي حتى انهيار أسرة تانغ في القرن التاسع ميلادي انطلق الدبلوماسيون والعلماء والكهنة اليابانيون إلى الصين، عند عودتهم أحضروا البوذية والكونفوشيوسية ومعرفة النظام القانوني الصيني والعلوم والطب الصيني إلى اليابان، ليس من قبيل المصادفة أن أُنشئ أول دير زن في اليابان في فوكوكا.
تجدر الإشارة إلى مدى أهمية هذه الروابط مع ما كان في ذلك الوقت من أكثر الحضارات تقدماً في العالم، ومع ذلك فإنّ التبادل الدولي لم يتوقف عند الثقافة رفيعة المستوى، فقد أكد سكان فوكوكوان الفخورين بشدة أنّ أول متاجر الرامين اليابانية قد تم إنشاؤها أيضاً في مدينتهم.
كانت بداية ضعف أسرة تانغ يعني نهاية البعثات الدبلوماسية إلى الصين ولكن ليس نهاية التجارة، في الواقع ربما كان مشهد مدينة فوكوكا المزدهرة عبر الثوابت الكورية هو أول من جلب المغول الغازي إلى المدينة في القرن الثالث عشر ميلادي لحسن الحظ تم تدمير الغزو الأول لقوات خان إلى حد كبير؛ بسبب العواصف قبل أنّ يتمكنوا من تأسيس وجود كبير على الأرض وتركت المدينة ومستقبل اليابان كدولة مستقلة في سلام بشكل مؤقت، بدأ كاماكورا شوغونيت الذين كانوا سعداء بحظهم الجيد ولكن ليسوا على استعداد لترك الأمور للصدفة مرة أخرى في بناء نظام دفاعات وتحصينات حول خليج هاكاتا.
لكن عندما جاء الغزو الثاني في عام 1281 ميلادي كانت رياح كاميكازي الإلهية وليس أي خطط من صنع الإنسان، هي التي دمرت الأسطول المغولي ودمرت الغزاة، لا تزال تذكيرات الغزو المنغولي كثيرة في مدينة فوكوكا، يمكن رؤية المراسي الحجرية التي تم العثور عليها من السفن المنغولية الغارقة في ضريح كوشيدا في منطقة هاكاتا وقطعة من الخط المناهض للمنغوليين عمرها 700 عام كتبها الإمبراطور كامياما لا تزال معلقة فوق مدخل ضريح هاكوزاكو.
جاءت الحرب بعد ذلك إلى مدينة فوكوكا مرة أخرى في القرن السادس عشر ميلادي عندما جعل تويوتومي هيديوشي ضريح هاكوزاكي مقره العسكري خلال الحملة لتوحيد جنوب غرب اليابان، بشر انتصار شوغون بعصر ذهبي من الازدهار لمدينة فوكوكا، في عام 1601 ميلادي تم بناء قلعة جديدة إلى الغرب من نهر ناكا من قبل اللورد الإقطاعي تشيكوزين ناجا ماسو، قرر تسمية القلعة باسم فوكوكا على اسم قرية ولادته وبالتالي خلق انقسام بين الشرق والغرب خلال القرن القديم والجديد والذي استمر حتى يومنا هذا.
تاريخ مدينة فوكوكا
تعد مدينة فوكوكا من المدن اليابانية التي لها تاريخ مهم، فقد أقامت في المدينة العديد من الحضارات، وحسب ما تم ذكره في كتب التاريخ اليابانية فأنّ تاريخ المدينة يعود إلى قرون ما قبل الميلاد، فقد تم العثور على الأدلة التي تثبت ذلك، وأقام في المدينة العديد من القبائل والتي كانت تتنقل عبر أراضي قارة آسيا، وكان لتلك الشعوب آثر في مدينة فوكوكا فق تركت تلك الشعوب العديد من الثقافات خلفها في المدينة ولا تزال بعض معالمها موجوة إلى وقتنا الحالي، بالإضافة إلى اللغات المتنوعة التي كانت تتحدث فيها تلك الشعوب، الأمر الذي جعل من مدينة فوكوكا مدينة ذات تنوع ثقافي ولغوي منذ القدم.
لا تزال بلدة التاجر القديمة إلى الشرق من النهر معروفة باسمها التقليدي هاكاتا، بينما تسمى في الغرب باسم اللوردلي الأحدث من المدينة باسم فوكوكا، لكن الارتباك ينشأ عندما يصل زوار مدينة فوكوكا إلى محطة هاكاتا ويخشون أنهم استقلوا القطار الخطأ، خلال هذه الفترة أيضاً بدأ تجار المدينة الآن في تطوير وتسويق أذواقهم الخاصة في الفخار والمنسوجات والمطبخ، تجول في أي شارع في منطقة كواباتا ماتشي ولا يزال من الممكن رؤية ثمار صناعتهم.
مع فترة استعادة مليجي دخلت مدينة فوكوكا كين العصر الحديث وأصبحت واحدة من القوى الدافعة في الثورة الصناعية اليابانية، تم بناء المصانع في منطقة كيتا كوتششي المجاورة، وفي تلك الفترة أصبحت من أقوى المدن في اليابان وتشكل قوة كبيرة فيها عند بداية الحرب العالمية الثانية حدث شكل أقل من التبادل الثقافي مع الهجرة القسرية لعمال العبيد الكوريين والفلبينيين للعمل في المناجم والمصانع، وقد كان للحرب أثر كبير في التغير الكبير الذي حصل في مدينة فوكوكا، وبعد نهاية الحرب بقي العديد من هؤلاء المهاجرين واستمرار تأثيرهم مسؤول بشكل جزئي عن سمعة مدينة فوكوكا الحالية كمدينة دولية.
لا عجب أنّ يُطلق على مدينة فوكوكا اسم بوابة اليابان إلى آسيا والعالم، قد تكون طوكيو أكبر وربما تكون منطقة كيوتو معروفة بشكل أفضل ولكن منذ القرن الخامس قبل الميلاد أصبح لها دور كبير كمدينة دولية، لعبت مدينة فوكوكا دوراً مساوياً إنّ لم يكن أكبر في تشكيل مصير الأمة.
نستنتج من مقالنا بأنّ مدينة فوكوكا من المدن اليابانية التي يعود تاريخها إلى القرون ما قبل الميلاد، وأقامت فيها العديد من الشعوب منذ القدم والذين تركوا فيها ثقافات متنوعة وكما كان للحرب العالمية الثانية أثر كبير في تغير المدينة.