تقع مدينة فوناباشي في غرب مدينة تشيبا كين في شرق وسط مدينة هونشو الياباينة، تقع على الساحل الشمالي الشرقي لخليج طوكيو بين مدينة أوراياسو من الغرب ومدينة وناراشينو من الشرق، تكونت عن طريق اندماج مدينة ما بعد فوناباشي مع قرية الصيد كاتسوشيكا في عام 1937 ميلادي، وهي مكون رئيسي في منطقة طوكيويوكوهاما الحضرية.
مدينة فوناباشي الياباينة
مع بناء خط سكة حديد رئيسي على طول الساحل الشرقي للخليج في عام 1894 ميلادي، فقدت المدينة أهميتها كمركز للنقل البري، ساهمت منشآت الجيش التي أقيمت في بداية القرن العشرين ميلادي في انتعاش مدينة فوناباشي، وعلى الرغم من ذلك فإن إنشاء خطي سكك حديدية آخرين إلى طوكيو جعل نموها ممكناً كضاحية سكنية، بعد الحرب العالمية الثانية بدأت عملية استصلاح أجزاء من الساحل وتم تطوير منطقة صناعية ساحلية.
لم يمضي وقت طويل بعد أن حققت مدينة فوناباشي مكانة المدينة ودخلت اليابان في الحرب العالمية الثانية وأعقب إعادة الإعمار بعد الحرب في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات عقد من التصنيع وتطوير البنية التحتية، بما في ذلك شبكات السكك الحديدية والمجمعات السكنية الكبيرة، وضعت هذه الأسس اللازمة لتزدهر مدينة فوناباشي كمدينة حديثة.
في السابق كانت مدينة فوناباشي ذات يوم أرض الصيد في شوغون ومدينة سوق صاخبة، أصبحت اليوم مجتمعاً يضم غرف نوم في مدينة طوكيو المجاورة، يخدمها تسعة خطوط سكة حديد مختلفة توفر وصلات بين طوكيو والأجزاء الوسطى والجنوبية من محافظة تشيبا وهي مكان للعبور إلى الأماكن ذات المناظر الخلابة في شبه جزيرة بوسو، وقد ساعدها ذلك في أنّ يكن فيها مجموعة كبيرة من المنتزهات الموجودة في وسط الغابات التي يأتي إليها السياح من كافة دول العالم.
يوجد فيها نهر إيبي الذي يتدفق عبر المدينة إلى خليج طوكيو كان هذا النهر في يوم من الأيام أوسع وأعمق، ومثل العديد من الأنهار في المنطقة كان أكثر بريةن في القرون السابقة لتوفير الوصول إلى الأسواق على جانبي النهر، كانت القوارب تصطف على التوالي وتم وضع الألواح عليها لتأسيس جسر، هكذا يقال أنّ المدينة حصلت على أسمها، حيث أنّ كلمة فونا تعني القارب والجسر الحشي، ويوجد فيها ضريح أوهي المعروف أيضاً باسم فوناباشي دونجون وهو أقدم مزار في المدينة ويمتد تاريخه إلى ما يقرب من ألفي عام، هذا الضريح المرتبط بضريح إيسه المخصص لإلهة الشمس.
تاريخ مدينة فوناباشي
في عام 1937 ميلادي تم دمج مدينة فوناباشي ومدينة كوتستيكا وقرية يأي وقرية هوتون وقرية توسكودا وتم من خلال ذلك الدمج تاسيس مدينة فوناباشي والتي تعد المدينة الرابعة في مقاطعة شيبا، في عام 1953 ميلادي تم دمج مدينة نونميا مع قرية توتيما وتم ضمهمها غلى مدينة فوناباشي، حيث تقع في المنطقة المحيطة بهونماتشي، حيث تم بناء القاعة العامة المركزية، في فوناباشي جوغا خلال فترة إيدو، كان مصطلح فوناباشي جوغا هو المصطلح العام لثلاث قرى، واجهت القرى الثلاث الجزء الأعمق من خليج إيدو إنلاند واستمرت من الغرب إلى الشرق مثل عبر طريق ساكورا الجانب الجنوبي من هذه القرى الثلاث، كان طريق ساكورا هو الطريق الرئيسي الذي يربط إيدو بشيموسة وكازوسا أوا.
كانت مدينة فوناباشي أكبر مدينة بريدية على طريق ساكورا السريع في ناريتا كايدو، وكان بها عدد كبير من حركة المرور ومستخدمي النزل، كانت مدن البريد في فترة إيدو أماكن صاخبة مقارنة بالقرى الزراعية العادية وكان هناك العديد من مناطق الترفيه، استمرت مدينة فوناباشي في امتلاك هذا الجانب حتى في العصر الحديث.
كل قرية من القرى الثلاث في مدينة فوناباشي لها حقولها الخاصة للزراعة، كما يوجد فيها مناطق للصيد ولا تزالان المنطقتين الوحيدتين في الخليج الداخلي لطوكيو حيث لا يزال يمارس الصيد على نطاق واسع، تتمتع مصايد مدينة فوناباشي بتاريخ طويل يزيد عن 300 عام، كانت مدينة فوناباشي في بداية فترة إيدو لها حضوراً بارزاً في منطقة محافظة تشيبا الحالية، حيث تم تقديم الأسماك إلى مطبخ الشوغن، يوجد فيها حقل الأرز والذي يعد أكبر تغيير في مصايد فوناباشي الحديثة هو أنّ زراعة الأعشاب البحرية أصبحت الدعامة الأساسية لموسم الشتاء. بدأت في حوالي الثلاثينيات من فترة ميجي وفي الثلاثينيات من عصر شوا.
كان عدد الإنتاج فيها الأعلى في اليابان، في نهاية الأربعينيات من حقبة شوا واجهت مصايد أسماك فوناباشيورا موقفاً صعباً بسبب التقدم في استصلاح الأراضي وتلوث مياه البحر، لكنها تغلبت على هذه الصعوبات وجذب الانتباه الآن كمصايد أسماك في المدينة الكبيرة، على الرغم من أن انخفض عدد العمال في الجزء الغربي من مناطق صيد فوناباشي، توجد سانبانزي المشهورة على الصعيد الوطني، في فترة إيدو لم تكن سانبانزي منطقة صيد لشباك الجر فحسب، بل كانت أيضاً واحدة من أفضل مناطق صيد المحار في الخليج الداخلي، من بداية الخريف إلى أوائل الربيع، عندما لم يعد هناك المزيد من الأسماك في البحار الضحلة، كان صيد المحار هو مصدر رزق صيادي فوناباشي.
استجابة لسياسة التصنيع في البلاد، حددت محافظة تشيبا هدفاً لتاسيس منطقة صناعية من خلال استعادة الساحل الضحل من النصف الأخير من الأربعينيات، في عام 1961 ميلادي تم التخطيط لاستصلاح الأراضي قبالة سواحل مدينة وفوناباشي بدأ البناء واحداً تلو الآخر، تم استصلاح الجزء الشمالي من سانبانزي أيضاً من الستينيات وأصبحت أرضاً صناعية مرتبطة بالميناء، في عام 1993 ميلادي أعلنت المدينة عن خطة لاستصلاح الأراضي الزراعية الزرمن سانبانزي وقد تمت صياغة خطة ويجري تنفيذها حالياً.
كما يوجد في مدينة فوناباشي ضريح أوهي والذي يسمى باسم فوناباشي دونجون هو أقدم وأكبر مزار في مدينة فوناباشي، حيث يقال أنّ الضريح ارتبط تاريخياً بعبادة الشمس منذ العصور القديمة، هناك نظرية مفادها أنّ اوهايا جينتا كان في الأصل إله الشمس العظيم، يوجد أكثر من 40 مزاراً فيها، بالإضافة إلى منارة تم تصنيفها كأصل ثقافي للمحافظة، تم الانتهاء منه في عام 1888 ميلادي، وهو مبنى على الطراز الياباني الغربي.
منذ بداية فترة ميجي حتى عام 1929 ميلادي، كان هناك أربعة أحواض ملح على ساحل مدينة فوناباشي القديمة، كان أحدهم، كما كان لهم قصر في ميتا في طوكيو، في عام 1929 ميلادي، تم إغلاق حقل ملح ميتاهاما نتيجة لإعادة تنظيم الحكومة لمناطق إنتاج الملح، أصبح الموقع السابق لحقول الملح ميتاهاما راكوين وهو نزل على الطراز الياباني ومدينة ملاهي، يوجد في المتنزهات مرافق مثل صيد الأسماك وحمامات السباحة، بالإضافة إلى أماكن تربى فيها الحيوانات مثل القرود والدببة والرافعات والطاووس، خاصة في فصل الصيف، يأتي الكثير من الناس من طوكيو ومناطق أخرى.
تعد مدينة فوناباشي أحد المدن الموجودة في اليابان وقد كان لها تاريخ قديم وكما شاركت في الحرب العالمية الأولى والثانية، تتميز مدينة فوناباشي بوجود عدد من المنتجعات السياحية المميزة.