ما هو تاريخ مدينة فينه الفيتنامية؟

اقرأ في هذا المقال


تقع مدينة فينه في شمال وسط فيتنام تقع على دلتا نهر كا في جنوب هانوي، يدخل نهر كا إلى خليج تونكين، تعتبر المدينة مركزاً تجارياً مهماً للمنطقة المحيطة وهي محور منطقة زراعية مكتظة بالسكان، وهي أيضاً موقع لمحطة توليد الطاقة الكهربائية ولديها صناعات كيميائية ونسيجية، يتم استخراج والمنغنيز والفوسفات في مكان قريب.

مدينة فينه الفيتنامية

أصبحت مدينة فينه مركزاً صناعياً رئيسياً تحت الحكم الفرنسي، إلا أنّها أصبحت مركزاً للصراع بين الانتفاضات الفيتنامية ضد الفرنسيين في القرن التاسع عشر ميلادي والقرن العشرين ميلادي، أدى القتال مع القنابل الفرنسية ثم الأمريكية خلال حرب فيتنام إلى تدمير معظم المدينة والعديد من المواقع التاريخية هناك، تروي شوارع المدينة الواسعة التي أعيد بناؤها والمجمعات السكنية الشاهقة، وفقاً للأسطورة كان المعبد في الأصل مزاراً ملكياً تم تشييده في القرن الثالث عشر ميلادي، على الرغم من تدميره بالنيران بعد حوالي 500 عام.

كانت مدينة فينه في الأصل تعرف باسم كان فينه، في وقت لاحق أصبحت على التوالي تسمى باسم كان فينيه وفينه جينغ وفينيه دونيه ومدينة فينيه تاهي، في عام 1789 ميلادي أصبح الاسم الرسمي ببساطة باسم فينه، ربما تحت التأثير الأوروبي، الاسم ظل كما هو منذ ذلك الحين، في أوقات مختلفة كانت مدينة فينه ذات أهمية عسكرية وسياسية كبيرة، بدأت الأمة الفيتنامية في الشمال وتوسعت تدريجياً فقط لتغطي أراضيها الحالية على هذا النحو، كان يُنظر إلى مدينة فينه أحياناً على أنّها بوابة إلى الجنوب.

يُعتقد أنّ سلالة تاي سون والتي حكمت في عام 1786 ميلادي قد اعتبرت فينه عاصمة محتملة لفيتنام، لكن قصر مدة السلالة يعني أنّ أي خطط لم تؤت ثمارها، ومع ذلك أدى اهتمام تاي سين بالمدينة إلى بناء وتطور كبير هناك، تحت الحكم الفرنسي لفيتنام تم تطوير فينه كمركز صناعي وأصبحت معروفة بمصانعها.

كانت مدينة فينه ذات يوم موقعاً لعدد من المواقع التاريخية المهمة، ولا سيما القلعة القديمة على مر السنين تعرضت فينه لأضرار جسيمة في عدد من الحروب، في الخمسينيات من القرن الماضي دمر القتال بين القوى الاستعمارية الفرنسية وقوات المقاومة فييت مينه جزءاً كبيراً من المدينة وتسبب قصف الولايات المتحدة الأمريكية في حرب فيتنام بمزيد من الضرر، على هذا النحو بقي القليل من المدينة الأصلية اليوم، اقترضت إعادة إعمار فينه بشدة الأفكار السوفيتية وألمانيا الشرقية حول تخطيط المدن تشتهر المدينة بشوارعها الواسعة وصفوفها من الكتل السكنية الخرسانية.

تاريخياً كانت مدينة فينه والمناطق المحيطة بها في كثير من الأحيان مراكز مهمة للتمرد والنشاط الثوري، في القرن التاسع عشر ميلادي وبداية القرن العشرين ميلادي كانت المدينة مركزاً للعديد من الانتفاضات البارزة ضد الفرنسيين، بالإضافة إلى ذلك ولد عدد من الشخصيات الثورية البارزة في مدينة فينه أو بالقرب منها، بما في ذلك نغوين دو وفان باي تشاو وتران ترونج كيم ولو هونغ فونج ونجوين ثي مينه خاي وهو تشي مينه نفسه، تعتبر مسقط رأس هو تشي مينه، كما يوجد فيها العديد من المعابد والتي كانت تشكل مركزاً للجذب السياحي في مدينة فينه.

تاريخ مدينة فينه القديم

منذ العصور القديمة كانت المدن الكبرى تقع دائماً في مواقع جغرافية ووسائل نقل مريحة خاصة بالقرب من الأنهار الكبيرة وكانت مدينة فينه من بين تلك مدينة فينه، للتعرف على تاريخ المدينة نبدأ بذكر الاسم الخاص بها، تنتمي مدينة فينه إلى منطقة فانغ أو فينه في الماضي ثم تم تغييرها بدورها إلى كي فينه ومدينة فينه جيانغ ومدينة فينه دوانه ومدينة فينه ثي، وأخيراً اختصر الاسم الرسمي منذ آلاف السنين، كان الشعب الفيتنامي القديم يعيش على هذه الأرض المزدحمة للغاية، وقد أثبت ذلك اكتشاف براملين من البرونز ينتميان إلى عصر هونغ فونغ قبل 4000 عام عند سفح جبل كوييت والتي يتم الاحتفاظ بها الآن في مدينة فينه دوانه هو اسم بلدة تحت سلالة لو مع قرية فينه وقرية ين فينه  وهي الآن منطقة مدينة فينه.

أصبحت هذه القرية فيما بعد قرية فينه ين التابعة لبلدية ين ترونج كانتون ين ترونج مقاطعة تشان فوك، خلال عهد أسرة نجوين كانت تنتمي إلى منطقة ناهي لوك، يوجد سوق فينه وقرية ين فينه والمعروفة أيضاً باسم قرية فانغ، حيث تم بناء السفارة الفرنسية في عام 1897 ميلادي خارج قلعة نجي آن غرب القلعة بجوار نهر فينه جيانغ وسوق فينه، نظراً لأنّ السفارة الفرنسية كانت تقع في قرية ين فينه، فقد حل اسم فينه فيما بعد محل الاسم القديم فينه واستمر حتى الآن، وكلمة فينه هي انحراف عن كلمة فينه.

باعتبارها أرضاً محاطة بالجبال وتقع بجوار البحر الشرقي، تتمتع مدينة فينه بمكانة خاصة، انتبه الملوك دينه ولي ولي وتران إلى فينه وأرسلوا جنرالات موهوبين هنا للحراسة، ولكن لم يكن حتى القرن الخامس عشر ميلادي تحت حكم الإمبراطور لي ليو، حيث حظيت مدينة فينه باهتمام خاص، في القرن السابع عشر ميلادي أثناء الحرب بين ترينه ونجوين كان مقر نينه كونغ ترينه توان لسنوات عديدة في نوي كوييت، حشد الناس والجنود لبناء قلعة أونج نينه وحفر قناة تربط نهر كون موك بنهر لام.

في عام 1788 ميلادي قرر الإمبراطور كوانج ترونج بناء عاصمة إمبراطورية في ين ترونج الآن في ترونج دو وارد ومدينة فينه ومدينة نجي آن وأطلق عليها اسم هونغ دو، خلال عهد الملك جيا لونج إلى عهود الملوك تو دوك، استمر تقييم وبناء ثانه تاي ودوي تان وخاي دينه وين ترونج، تعتبر بقايا بوابات نجي آن القديمة شاهداً على بناء هذه الأرض وتطويرها، في عام 1898 ميلادي أصدر الملك ثانه تاي مرسوماً يقضي بإنشاء بلدة فينه جنباً إلى جنب مع مدن ثانه هو وهوي وفاي فو وكوي نون وفان ثيت، في عام 1899 ميلادي وافق الحاكم العام للهند الصينية على هذا المرسوم، حاصرت المدينة في البداية قلعة نغي آن، ثم تطورت تدريجياً إلى الجنوب.

تاريخ مدينة فينه الحديث

في عام 1927 ميلادي أصدر الحاكم العام للهند الصينية قراراً بدمج بلدة فينه وبلدة بن ثوي والتي تم تأسيسها في 1914 ميلادي وبلدة ترونغ ثي التي تأسست في عام 1917 ميلادي، في أواخر العشرينات من القرن الماضي عُرفت مدينة فينه كمنطقة حضرية بها مصانع وتشتهر بالفرنسيين والصينيين المغتربين، كما كانت مهد الحركات الوطنية والثورية، عندما استقلت فيتنام عام 1945 ميلادي أصبحت مدينة فينه المدينة الإقليمية لمقاطعة نجي آن، في عام 1961 ميلادي أصدر المكتب السياسي القرار رقم 32 بشأن إنشاء مدينة فينه.

في عام 1963 ميلادي أصدر مجلس الحكومة القرار لإنشاء مدينة فينه وكانت تتكون من ثلاثة كوميونات وهي هونغ بينه وهونغ دونغ وهونغ ثوي، تعتبر فينه الآن واحدة من أكبر خمسة مدن صناعية في شمال فيتنام.

خلال سنوات الحرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية كانت مدينة فينه واحدة من المدن الشمالية التي تعرضت لأكبر قدر من الضرر من الغارات الجوية الأمريكية وكانت المدينة بأكملها مدمرة تقريباً،  1970 ميلادي تم نقل أربعة كوميونات، تم نقل هونغ هوا وهونغ لوك وهونغ دونغ وهونغ فينه وكان جزء من الأرض على الضفة الشمالية لنهر كاو دوك تابعة لبلدية هونغ تشين، تم إنشاء بلديتين فينه هونغ وفينه تان في المنطقة تدير مدينة فينه بلدية هونغ نجوين ونغي فو في منطقة نجي لوك.

نستنتج من مقالنا بأنّ مدينة فينه أحد المدن الفيتنامية والتي تمتعت بأهمية تاريخية على مر القرون وقد تم تأسيسها من خلال دمجها مع عدة قرى، وأقام فيها الشعب الفرنسي والصيني.


شارك المقالة: