تشكلت مدينة كن زانغ الفيتنامية خلال حرب المقاومة ضد المستعمرين الفرنسيين في عام 1948 ميلادي، وتم بناء نظام النفق في أقرب وقت في بلديتي تان فو ترونج وفوك فينه آن، كما ظهر اسم أنفاق كن زانغ من هناك، في البداية كانت الأنفاق تحتوي فقط على أقسام قصيرة وبنية بسيطة، خلال حرب المقاومة ضد الولايات المتحدة الأمريكية تم تعزيز الأنفاق وتوسيعها في المدينة.
مدينة كن زانغ الفيتنامية
منذ عام 1961 ميلادي عندما اختارت لجنة الحزب وقيادة منطقة سايغون جيا دينه العسكرية منطقة كوتشي كمنطقة للعمليات، زاد نظام الأنفاق هنا من فعاليته خاصة منذ عام 1966 ميلادي، قبل الغزوات الأمريكية بعد دخول الجنوب للمشاركة في الحرب، مع القوة والإرادة، أنشأ جيش وشعب كن زانغ نظاماً من الأنفاق الرأسية والأفقية العديد من الطوابق، ولفترة طويلة هاجم العدو باستمرار ودمر منطقة القاعدة ونظام الأنفاق بشراسة شديدة باستخدام حيل مثل استخدام جيش الجرذان للتدمير واستخدام الرعاة الذين تم اصطيادهم واكتشافهم لتدمير الأنفاق واستخدمت السيارات في عملية الهدم.
نفذت الولايات المتحدة الأمريكية وحركة وي 5000 عملية كاسحة في منطقة قاعدة كن زانغ الثورية، كان هناك حوالي 330 غارة كل عام بجميع ألوان الجنود ومستويات المسيرة وأنواع التكتيكات، من عام 1954 ميلادي حتى عام 1975 ميلادي، كانت كمية القنابل الأمريكية التي ألقيت على مدينة كن زانغ حوالي 500000 طن، عانى كل مقيم فيها من تلك القنابل، بالإضافة إلى ذلك تم رش حوالي 480 طناً من المواد الكيميائية السامة من جميع الأنواع على هذه الأرض من قبل العدو استناداً إلى نظام الأنفاق.
وتمسك جيش وشعب كن زانغ بثبات بالعدو وقاتلوه بكل الجبهات الثلاث العسكرية والسياسية والنقل العسكري، وكان شعارهم الإمساك بحزام العدو والقتال وتنفيذ الاستراتيجية، وشهد جيش وشعب منطقة كن زانغ حربين مقاومة ضد المستعمرين الفرنسيين والإمبرياليين الأمريكيين وحققوا إنجازات بارزة، حيث خاض 4269 معركة كبيرة وصغيرة وكان معظم سكان مدينة كن زانغ يشاركون في تلك الحرب، فقد كانوا يعتبرونها عبارة عن صراع للحصول على الحرية والحياة والتخلص من الاستعمار الذي استمر لفترة طويلة.
تاريخ مدينة كن زانغ
منطقة الآثار التاريخية في مدينة كن زانغ تشمل أنفاق بين دوغ وكان نظام الأنفاق في البقايا يمتد قطرياً في الأرض، من الطريق العمود الفقري الطريق الرئيسي يشع عدداً لا يحصى من الفروع ويتصل ببعضها البعض أو بشكل مستقل، اعتماداً على التضاريس هناك العديد من الفروع التي تتفرع إلى نهر سايغون، لذلك في المواقف الحرجة، من الممكن عبور النهر إلى منطقة قاعدة بن كات بينه دونغ.
كان نظام الأنفاق في مدينة كن زانغ قادر على مقاومة نيران المدفعية ووزن الدبابات والعربات المدرعة والأنفاق العميقة ضد القنابل الصغيرة، في الأنفاق توجد سدادات عند النقاط الضرورية لمنع العدو أو رش السموم الكيماوية من قبل العدو، هناك أقسام ضيقة عليك تفادي المرور على طول النفق توجد فتحات تهوية في الأعلى مموهة بشكل خفي ومحفورة من الأرض العديد من الأبواب السرية.
تم تصميم العديد من الأبواب في خلجان قتالية، كما أنّ وضع القناصة مرن للغاية، تحت الأنفاق في المناطق الخطرة كما توجد أنفاق وحفر مسمار وفخاخ حول الباب أعلى وأسفل النفق يتم ترتيب العديد من الأنفاق والألغام المتبقية وكانت تسمى أرض الموت بما في ذلك الألغام الكبيرة المضادة للدبابات وقاذفات قنابل يدوية مضادة للطائرات العمودية؛ وذلك من أجل تدمير ومنع قوات العدو من الاقتراب.
تم تأسيس قاعدة منطقة ساي غون جيا دينه العسكرية في مدينة كن زانغ، بما في ذلك الأنفاق ومجموعات الأعمال الرئيسية مثل القاعات والأنفاق وأنفاق الاجتماع للمفوض السياسي والقيادة العليا، كما تم تأسيس قاعدة سايغون ولجنة حزب كن زانغ.
وكان سكان المدينة يسعون إلى تأسيس أنفاق لم يكن العدو يعلم عنها؛ وذلك من أجل أنّ يتمكنوا من الدخول والخروج دون أنّ يتمكن الاستعمار ملاحظة ذلك، وعلى الرغم من محاولة فرنسا العثور على الأماكن التي كان سكان المدينة يمرون من خلالها والحصول على الدعم العسكري والحصول على الطعام، إلا انّ فرنسا لم تتمكن من ذلك.
واستمرت فرنسا في عملية حصار مدينة كن زانغ وعلى الرغم من ذلك الحصار القوي والطويل، إلا أنّ سكان المدينة كانوا يستمرون في المقاومة والحصول على الأسلحة من خلال الأنفاق، في ذلك الوقت قامت الولايات المتحدة الأمريكية التدخل في الصراع القائم وكانت تريد السيطرة على مدينة كن زانغ وطلبت من سكان المدينة الوقوف إلى جانبهم في حجة حمايتهم.
إلا أنّ سكان المدينة رفضوا التدخل الأمريكي واستمروا في التصدي للاستعمار الفرنسي بكل الطرق، في ذلك الوقت كانت فيتنام تعاني من الصراعات في جميع أراضيها، أما القوات الفرنسية كانت ترى في مدينة كن زانغ أقوى مقاومة فيتنامية.
واستمرت مدينة كن زانغ تحت الحكم الفرنسي وخلال تلك الفترة بدأت الحرب العالمية الأولى وكانت من ضمن الخطط اليابانية السيطرة على أرضي مدينة كن زانغ، وعلى الرغم من وقوع المدينة تحت الحصار الفرنسي، إلا أنّها ما زالت ثابتة أمام الحصار وقاوم سكانهان كما كان لها دور كبير في مساعدة فيتنام في حربها ضد اليابان وذلك من خلال الأنفاق الموجودة فيها.
وكانت ترسل الأسلحة إلى القوات العسكرية الفيتنامية من خلال تلك الأنفاق استمرت الصراعات وانتهت الحرب العالمية الأولى وعى الرغم من خروج القوات الفرنسية من مدينة كن زانغ، إلا أنّها وقعت تحت الحكم الياباني.
وقبل بدء الحرب العالمية الثانية استمرت مدينة كن زانغ تعاني من الصراع ضد اليابان، كانت اليابان خلال الحرب العالمية الثانية تخوض حرب ضد دول الحلفاء، الأمر الذي دفع دول الحلفاء إرسال قواتهم العسكرية لحصار القوات العسكرية اليابانية في مدينة كن زانغ.
وفي ذلك الوقت كانت اليابان تعاني من القصف المستمر من الولايات المتحدة الأمريكية ولم تتمكن من الصمود طويلاً حتى أعلنت استسلامها وتم إخراج قواتها العسكرية من جميع الأراضي الفيتنامية، لتقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال قواتها العسكرية لوضع المدن الفيتنامية تحت الحماية الأمريكية حتى يعود الاستقرار إليها.
وقامت بعد ذلك حرب فيتنام وبدأت جميع المدن الفيتنامية تعاني من الصراع من جديد وأدت حرب فيتنام إلى تقسيم أراضي فيتنام إلى قسمين، وكانت الأراضي الفيتنامية عبارة عن ساحة للصراعات الأهلية بين المدن الفيتنامية، وليتم بعد ذلك إلى إعلان تقسيم فيتنام إلى منطقتين، وبدأت إعادة بناء مدينة كن زانغ بعد تلك الحرب.
ونستنتج بأنّ مدينة كن زانغ من المدن الفيتنامية والتي تم تأسيسها في عام 1948 ميلادي وعانت المدينة لفترة طويلة من الحصار الفرنسي، الأمر الذي دفع سكانها إلى بناء الأنفاق للمرور من خلالها.
