تعد مدينة كيوتو بأنّها أحد المدن الموجودة في اليابان وهي عاصمة مدينة كيوتو اليابانية وتقع في جنوب جزيرة هونشو وتقع جانب مدينة أوساكا وتعد من أقدم المدن في اليابان، ووقعت تحت الحكم الإمبراطوري منذ عام 794 ميلادي حتى عام 1868 ميلادي.
مدينة كيوتو اليابانية
يعود تاريخ كيوتو إلى القرن الثامن ميلادي تم بناء المدينة كعاصمة لليابان في ذلك الوقت وكانت مكاناً لإقامة المحكمة الإمبراطورية حتى عام 1868 عندما انتقلت إلى طوكيو، وكانت عاصمة الإمبراطورية اليابانية، إلا أنّها لم تعد عاصمة اليابان اليوم، فهي لا تزال عاصمة المحافظة ومتفوقة على طوكيو عندما يتعلق الأمر بالمواقع التاريخية والآثار والمعالم الأثرية، نظراً لأنّها تمكنت من الاحتفاظ بأجواء تقليدية ساحرة في العديد من الأحياء، فإنّها تجذب ملايين السياح المحليين والدوليين كل عام.
اكتشف علماء الآثار مواقع تعود إلى حقبة جومون ويايوي منذ أكثر من 10000 عام ولكن لم يتم احتلال المنطقة بشكل دائم إلا في القرن السادس ميلادي، كانت عشيرة هاتا التي كانت في الأصل من كوريا، كان هؤلاء الناس من مزارعي الحرير وأصبحوا أثرياء بسبب تجارة منتجات الحرير، قاموا ببناء معبد عائلتهم في الجزء الغربي والتي أصبحت فيما بعد مدينة كيوتو، حيث بدأت العشائر القوية الأخرى بالانتقال إلى الجزء الشمالي من المنطقة.
في عام 794 ميلادي أصبحت كيوتو عاصمة اليابان بعد نارا وتم بناؤها لتشبه عاصمة الصين خلال عهد أسرة تانغ، كانت المدينة مستطيلة الشكل بدأت المدينة في التوسع ببطء نحو الشرق وبنت العشائر القوية مساكنها في مواقع مركزية بالعاصمة الجديدة، كانت فترة هييان حقبة سلمية نسبياً مقارنة بما تلاها عندما تحول ميزان القوى من كيوتو إلى شرق اليابان.
بينما كان الإمبراطور والعائلات المحيطة بالعائلة الإمبراطورية هم من يتمتعون بالسلطة السياسية في فترة هيان، في عام 1185 ميلادي سيطرت عشيرة ميناموتو على هذه القوة وجلبتها إلى العاصمة الجديدة كاماكورا الواقعة من جنوب طوكيو حالياً، يُطلق على هذا الهيكل السياسي الجديد اسم شونغتو وكان الشوغون قائداً عسكرياً يحكم البلاد، عندما سقطت الشوغن في كاماكورا في عام 1333 ميلادي، عادت السلطة مرة أخرى إلى كيوتو حيث أسسوا شوغونا مرةً أخرى، في هذا الوقت الذي تم فيه تشييد العديد من المعابد التي ما زلنا نستطيع رؤيتها اليوم قبل هذا الوقت.
لم يقوموا ببناء المعابد لأنهم لم يكونوا يريدون نفوذاً سياسياً كبيراً من المؤسسات الدينية، خلال فترة كاماكورا أصبحت البوذية أكثر قوة وشعبية؛ ممّا جعل من الممكن التكليف ببناء العديد من المعابد الجديدة، تم تدمير جزء كبير من المدينة خلال الحرب في منتصف القرن الخامس عشر ميلادي، في نهاية القرن السادس عشر ميلادي انتهت الحرب الأهلية على يد توتمي هيدوشي، الذي تم تكليفه بعد ذلك ببناء قصر كوجرتي المزين بشكل جميل وقلعة فشمي التي لا تزال بعض أجزائها باقية حتى اليوم.
تاريخ مدينة كيوتو اليابانية
في فترة إيدو التي استمرت من بداية القرن السابع عشر ميلادي إلى منتصف القرن التاسع عشر ميلادي انتقلت السلطة السياسية من كيوتو إلى إيدو والتي تسمى طوكيو اليوم، كان شوغن عائلة توكوغاوا في السلطة وكان نفس العملاء الذين كانوا ممثلين لشوغون في كيوتو منذ فترة كاماكورا لا يزالون معينين، في عام 1603 ميلادي تم بناء منزل شوغونال في كيوتو، هذه هي قلعة نيجو التي لا يزال من الممكن رؤيتها حتى اليوم، كانت فترة إيدو هادئة نسبياً، وبالتالي ازدهرت الفنون والثقافة، كانت كيوتو مركزاً للفنون والحرف التقليدية مثل الخزف والورنيش وصناعة الدمى وصنع المراوح، حتى أنّ الشوغونية اقترضت المال من بعض التجار الأكثر ثراءً في كيوتو.
عندما انتقلت العاصمة من كيوتو إلى طوكيو في عام 1868 ميلادي، كان لهذا تأثير كبير على المدينة، شعروا أنّهم بحاجة للتعويض وبذلوا قصارى جهدهم لتحديث المدينة بسرعة، لقد حفروا قناة بحيرة بيوا وهي أول محطة للطاقة الكهرومائية في اليابان وبعض خطوط الترام الأولى في البلاد، نظراً لعدم وجود ميناء ومساحة في كيوتو مثل أوساكا وطوكيو، لم تكن الصناعات الحديثة سريعة للاستقرار هناك، لكن الصناعات التقليدية استمرت في الازدهار أكثر من أي مكان آخر، المنطقة القريبة من فيشامي نياري، على سبيل المثال لا تزال تشتهر بامتيازهان تعد كيوتو أيضاً مركزاً للتعليم العالي وتضم عدداً من الجامعات المشهورة عالمياً، هناك أيضاً العديد من المتاحف المهمة في كيوتو.
لقد نجت مدينة كيوتو من أسوأ ما في الحرب لأنّها كانت قيمتها التاريخية بالنسبة للعالم كبيرة، هنري ستيمسون الذي كان له تصويت كبير على مدن في اليابان سيتم قصفها خلال الحرب العالمية الثانية، رفض قصف كيوتو لهذا السبب وأيضاً لسبب شخصي أكثر هو أنّه زار كيوتو، ولم يرغب في الخراب ذكرياته الجميلة عن المدينة من هذا القبيل، هذا هو السبب في أنّ كيوتو هي المدينة الأكبر الوحيدة في اليابان التي لا تزال تحتفظ بجوها القديم في مناطق معينة وحيث يمكنك العثور على المباني القديمة الأصلية مثل ماتشيا.
منذ عام 1933 ميلادي، كان متحف كيوتو المحلي للفنون قوة دافعة وراء الثقافة والفن الياباني، وتم تأسيسها من جديد باسم متحف كيوسيرا للفنون في مدينة كيوتو مع الحفاظ على طراز أقدم المتاحف العامة الموجودة في اليابان، استمرت مدينة كيوتو عاصمة الثقافة في العمل كجسر بين التقاليد والابتكار في عصر ريوا؛ ممّا يفتح الباب أمام مستقبل اليابان، تقع البوابة إلى الشرق من كيوتو، يوجد في مدينة كيوتو القصر الإمبراطوري الوحيد في اليابان بخلاف طوكيو وكان مقر إقامة الإمبراطور منذ 1000 عام، لا تزال ثقافة البلاط الإمبراطوري التي نشأت مع العائلة الإمبراطورية حية وبصحة جيدة في حياة المواطنين.
لقد مرت أربعون عاماً على إعلان مدينة ثقافية عالمية حرة، بهدف تحقيق مدينة حيث يمكن للناس من جميع أنحاء العالم التجمع بحرية في سلام وتبادل الثقافات بحرية وتجاوز الاختلافات في العرق والدين والنظام الاجتماعي، في عام 2006 ميلادي تم افتتاح متحف كيوتو الدولي للمانغا كمتحف يجسد هذه الفلسفة، حيث كان لها دور كبير كقاعدة للتبادل الثقافي للمانجا والأنيمي التي تفتخر بها اليابان للعالم، ما تزال مدينة كيوتو إلى وفتنا الحالي مدينة ثقافية وذات أهمية كبيرة في اليابان والتي اعتمدتها كمرجع ثقافي مهم في المدارس والجامعات اليابانية.
تعد مدينة كيوتو أحد أهم المدن اليابانية القديمة والتي لها تاريخ ثقافي مهم وتم اختيارها في السابق عاصمة الإمبراطورية اليابانية كان الإمبراطور اليابايي يقيم فيها، وقد ساعدها ذلك منذ القدم في التقدم والازدهار، واختارتها اليابان عاصمة للثقافة.