ما هو تاريخ مدينة ماتسودو اليابانية؟

اقرأ في هذا المقال


تقع مدينة ماتسودو في مدينة تشيبا كين في شرق وسط هونشو في اليابان تقع على خط سكة حديد جوبان في شرق وسط طوكيو.

مدينة ماتسودو اليابانية

خلال فترة إيدو توكوغاوا في عام 1603 ميلادي كانت ماتسودو مدينة بريدية على طريق ميتو كيدو السريع وميناء على نهر تون ونهر إيدو، بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت ضاحية سكنية وصناعية في منطقة العاصمة طوكيو يوكوهاما، بما في ذلك مصانع الحديد والأعمال الهندسية، أقام الإنسان في الأرخبيل الياباني منذ حوالي 40 ألف عام، يُطلق على العصر الذي استخدم فيه البشر أدوات مصنوعة من الحجر فترة العصر الحجري القديم، والتي استمرت حتى بداية عصر جومون منذ حوالي 16000 عام.

تعود أقدم الأدوات الحجرية الموجودة في ماتسودو إلى حوالي 35000 سنة، وبالتالي يبدأ التاريخ البشري في ماتسودو في العصر الحجري القديم، تمر الأرض بدورات متكررة من الفترات الجليدية الباردة والفترات الجليدية الدافئة وكانت تلك الفترة هي فترة العصر الجليدي، وقد تزامن العصر الحجري القديم مع العصر الجليدي، وبالتالي كان النظام البيئي مختلفاً، كان سهل كانتو مغطى بالغابات التي كانت عبارة عن مزيج من الأشجار المتساقطة الأوراق العريضة والأشجار الصنوبرية، كان يسكن هذه الغابات فيل وغزال يابي العملاق البوروثدييات كبيرة أخرى، لكنها انقرضت منذ حوالي 27000 عام وهو الوقت الذي كان أبرد جزء من العصر الجليدي.

كان الناس في العصر الحجري القديم يحصلون على الطعام عن طريق صيد الحيوانات وجمع النباتات، في النظام البيئي للعصر الجليدي، كان هناك عدد قليل من النباتات والحيوانات الصالحة للاستخدام التي يمكن أن توفر الغذاء تجول على مساحة واسعة، لهذا السبب فإنّ استمرار السكن في مكان واحد ينطوي على خطر نضوب الموارد، لذلك عاش الناس حياة اشتملت على الإقامة في منازل تشبه الخيام وتنقلوا بشكل متكرر للحصول على الموارد في كل وجهة.

المواقع الأثرية من العصر الحجري القديم تسفر عن اكتشافات لأدوات حجرية وشظايا حجرية، الأدوات بأشكال مختلفة لتناسب التطبيق. وهي تتألف من رؤوس الحربة وأدوات الصيد الأخرى والأدوات المستخدمة لتقطيع الجثث أو جزارها، يعتقد أنّ الأماكن التي تحتوي على عدد كبير من الأدوات والشظايا هي مواقع صنعت فيها الأدوات، من خلال تجميع الأجزاء الموجودة هناك معاً يمكننا التعرف على نوع المعرفة الفنية المطبقة لصنع الأدوات.

دائرة المناطق التي تحتوي على مواد حجرية مناسبة لصنع الأدوات محدودة، لا يمكن الحصول على هذه المواد في منطقة ماتسودو. غالباً ما يستخدم الناس حجر السج من محافظة ناغانو والصخر الزيتي الصخري من جانب بحر اليابان من منطقة توهوكو، على سبيل المثال من المفترض أنّهم حصلوا على هذه المواد الحجرية من خلال العثور عليها أثناء هجرتهم ومن خلال المقايضة مع مجموعات أخرى، في مواقع ماتسودو تختلف أنواع المواد الحجرية ومناطق إنتاجها باختلاف الفترة الزمنية، هذا يشير إلى وجود تغييرات في استراتيجية الحصول على هذه المواد.

تاريخ مدينة ماتسودو القديم

تُعرف الفترة الممتدة من الظهور الأولي للفخار في الأرخبيل الياباني منذ حوالي 16000 عام إلى بداية زراعة الأرز في الحقول وغيرها من الزراعة باسم فترة جومون، في منطقة كانتو يعتقد أنه استمر حتى حوالي 2400 عام، في عصر جومون كان يتم إنتاج الفخار بكميات كبيرة، لكن الأشكال والتصاميم تختلف باختلاف المراحل والمناطق، استمر البحث عن هذه الفترة أثناء تقسيمها إلى ست مراحل بناءً على التغييرات الفخارية: الأولية المبكرة والوسطى المتأخرة والنهائية، شهدت فترة جومون الأولية نهاية أبرد مرحلة في الفترة الجليدية واحترار تدريجي، كان الجو أكثر برودة بشكل عام مما هو عليه اليوم وانتشرت الغابات التي كانت عبارة عن مزيج من الأشجار النفضية عريضة الأوراق والصنوبريات فوق منطقة ماتسودو.

مع بداية جومون الأولي وصلت فترة ما بين العصر الجليدي وجلبت تدريجياً درجات حرارة لا تختلف اختلافاً كبيراً عن تلك الموجودة حالياً، أظهر الغطاء النباتي تحولاً إلى الأشجار المتساقطة الأوراق العريضة والتي أنتجت غاباتها الكثير من الجوز والمكسرات الأخرى. أصبحت موائل للحيوانات الصغيرة والمتوسطة الحجم مثل الخنازير البرية والغزلان، منذ نهاية عصر جومون الأولي حتى بداياته وازدادت درجة حرارة المناخ وارتفع سطح البحر، ونتيجة لذلك تحولت المناطق المنخفضة في سهل كانتو إلى البحر، هذه الظاهرة تسمى باسم تجاوز جومون.

خلال تجاوز جومون انتشرت مسطحات المد والجزر وكان هناك انتقال إلى بيئة بيئية سهلت استخدام وفرة من الموارد البحرية، تم بناء العديد من المستوطنات على طول الساحل وتركت وراءها أكوام من القذائف وغيرها من العناصر المهملة وخير مثال على هذا التل هو أنّه في كودي واحدة من أكبر المستوطنات على ساحل خليج أوكي طوكيو، تم تصنيف بعض القطع الأثرية المكتشفة هناك كممتلكات ثقافية مهمة.

كانت الأهداف الرئيسية للصيد في فترة جومون هي الحيوانات الصغيرة والمتوسطة الحجم، تم اكتشاف رؤوس سهام حجرية، كانت غائبة في العصر الحجري القديم في مواقع جومون؛ ممّا يشير إلى أنّ الأقواس والسهام قد دخلت حيز الاستخدام، اخترع الناس أدوات مصممة خصيصاً لأنواع معينة من الفرائس، تم العثور أيضاً على العديد من مصائد الحفر والتي يُفترض أنها كانت وسيلة رئيسية للصيد، قدمت الحيوانات موارد حيوية في شكل فراء وعظام والتي كانت تستخدم في صنع الأدوات.

تم استخدام أدوات حجرية متنوعة لمعالجة مواد المصنع، من الأمثلة هي استخدام أحجار الطحن والقصف لتكسير وسحق الجوز وما شابه ومحاور الحجر المصقول لقطع الأشجار، تم تناول الأسماك والمحار حتى في فترة جومون الأولية الباردة وما قبلها، لكن تناولها زاد بشكل خاص في المراحل الأولية والتالية، تشكل عظام الأسماك والأصداف التي يتم التخلص منها بكميات كبيرة ما يسمى بأسماك البحر المتوسط، ويعتقد أنّ هذا التغيير كان بسبب ارتفاع مستوى سطح البحر بسبب ارتفاع درجات الحرارة وظهور مسطحات المد والجزر المناسبة لصيد الأسماك وجمع المحار، كما تم العثور على العديد من المستوطنات التي تحتوي على قواقع متوسطة.

تاريخ مدينة ماتسودو الحديث

في المواقع الأثرية من فترة جومون يمكن العثور على أدوات غريبة الغرض منها غير واضح تماماً، يمكن تمثيل ذلك من خلال التماثيل الطينية ذات الأشكال البشرية والقضيب الحجري، من الواضح أنّهم ليس لديهم أي وظيفة مفيدة للحصول على الطعام أو معالجته، تقول إحدى النظريات أنه تم استخدامهم في الطقوس وقد يقدمون لمحة عن الثقافة الروحية في تلك الأيام، في بعض الحالات توجد الموارد المتوفرة فقط في منطقة معينة في مواقع جومون البعيدة عن تلك المنطقة، حيث تم العثور في ماتسودو على حبات مصنوعة من اليشم من محافظة نيجاتا، كما تم العثور على فخار يبدو أنّه يحاكي الأشكال والأنماط التي كانت شائعة في مناطق أخرى، من الواضح أنّ سكان ماتسودو قد أقاموا روابط شبكية مع مناطق أخرى لتبادل الموارد والمعلومات.

بدأت فترة يوي مع وصول موجة الثقافة الزراعية لزراعة الأرز من القارة. في النهاية، دخل الأرخبيل الياباني فترة كوفون، حيث تم بناء العديد من المقابر التلال وهذا جعل مرحلة تشكيل الدولة في منطقة كينكي، تم اكتشاف المواد التاريخية التي تحكي قصة فترتي يايوي وكوفون في مواقع أثرية في مدينة ماتسودو، مع وصول الناس من القارة الصينية وشبه الجزيرة الكورية بدأت فترة يوي جلبت الثقافة الزراعية إلى الأرخبيل الياباني أدى إدخال زراعة الأرز إلى تغيير حياة الناس بشكل جذري، كانت زراعة حقول الأرز مملوكة للمجموعة المعنية وزادت من توطيد الروابط بين الأرض والأفراد في المجتمع.

تسمح لنا دراسات الفخار باستكشاف مدى تماسك الفترة الزمنية أو المنطقة وحركات الناسن خلال فترة يوي تم تقسيم منطقة كانتو إلى عدة كتل إقليمية من الفخار بخصائص مختلفة، في القرن الثالث ميلادي بدأ الفخار الأجنبي الذي يتميز بخصائص مناطق كينكي أو توكاي بالتدفق إلى المنطقة، وهكذا اختفت الكتل الإقليمية ودخلت منطقة كانتو فترة كوفون.

في منتصف فترة كوفون خلال القرن الخامس كان هناك تبادل متكرر مع المنطقة الكورية وهاجر الكثير من الناس إلى الأرخبيل الياباني من شبه الجزيرة الكورية، لقد جلبوا معهم تكنولوجيا وثقافة جديدة مثل إنتاج الأواني الخزفية غير المطلية المسماة سوكي واستخدام مواقد الطهي المدمجة في جدران المساكن، تغيرت الحياة الغذائية أيضاً بشكل كبير مع ظهور الأواني الطويلة، وسلال التبخير الكبيرة وغيرها من الأواني الفخارية المصاحبة للطهي على هذه المواقد، كانت فترة كوفون كانت فترة تم التركيز فيها على بناء مقابر ضخمة تسمى كوفون.


شارك المقالة: