تعد مدينة نوجاتا جزء من مدينة فوكوكا كين الموجودة في مقاطعة كيوشو في اليابان عند ملتقى نهر أونغا ونهر هيكوسان، تم تشكيلها كبلدة قلعة في عام 1626 ميلادي ثم تراجعت بعد حوالي 100 عام، وبالكاد حافظت على أهميتها كمركز للتجارة وتوزيع المنتجات الزراعية، في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي تم إحياء نوجاتا، بعد الحرب العالمية الثانية تم إغلاق المناجم بشكل تدريجي.
مدينة نوجاتا اليابانية
أصبحت المدينة الآن مركزاً تجارياً لإنتاج الآلات والسلع الصناعية الأخرى، تم تضمين نوجاتا في منطقة كيوشو الصناعية الشمالية والتي تتمركز في كيتا كيوشو وأصبحت تدريجياً إحدى ضواحي كيتا كيوشو، تمتلك اليابان بالفعل الكثير من الموارد والمياه والأخشاب والحجر الجيري، وبالطبع الكثير من الموارد من البحر، تاريخياً، كان في اليابان الكثير من الفضة، في القرن السابع عشر ميلادي، كان ثلث الفضة في العالم بالكامل يأتي من اليابان من مناجم إيوم كازين في شيمان وجزيرة سادو في محافظة نيجاتا، ولكن ما تعنيه عبارة فقير الموارد حقاً هو أنّ اليابان ليس لديها نفط أو غاز.
ومع ذلك كان لدى اليابان ولا يزال لديها موارد ضخمة من الفحم، كانت اليابان تنتج الكثير من الفحم الذي لم يكن الوقود المستخدم لدفع التحديث الصناعي فحسب، بل كانت تصدره أيضاً، في عام 1883 ميلادي تم تصدير أكثر من 80٪ من الفحم الذي ينتجه حقل الفحم في نوجاتا كانت هناك بعض مناجم الفحم في هونشو، ولكن تم العثور على معظم الفحم في كيوشو وهوكايدو، وكان حقل تشيكوهو هو أغنى حقول الفحم، تم اكتشاف الفحم وحفره لأول مرة في منطقة نوجاتا في القرن الخامس عشر ميلادي واستخدم لتدفئة وإضاءة منازل اللوردات المحليين.
في منتصف القرن التاسع عشر ميلادي، بدأ التعدين الصناعي على النمط الغربي، والذي قدمه توماس جلوفر على جزيرة قبالة ناغازاكي، في البداية استخدمت الحكومة المدانين والبوراكومين والفلاحين المعدمين كعمال مناجم، قامت الحكومة ببطء ببيع المناجم لمصالح خاصة، لكن الظروف القاسية التي عانى منها المحكوم عليهم طُبقت على القوى العاملة غير المدانين وبحلول ثمانينيات القرن التاسع عشر ميلادي كان هناك العديد من حوادث الاحتجاج العنيف، كانت الاضطرابات الوطنية المعروفة الآن باسم أعمال شغب الأرز عام 1918 ميلادي عنيفة بشكل خاص في مدينة نوجاتا ومدينة شيكوهو.
في حين أنّه لم يكن من غير المألوف أنّ يتم توظيف النساء في المناجم، فقد اعتدن في معظم الأماكن على نقل الفحم بدلاً من حفره فعلياً، لكن في مدينة نوجاتا كانت غير عادية في أن النساء يعملن أيضاً في حفر الفحم، في بعض المناجم كانوا يتقاضون نفس رواتب الرجال، ولكن أقل من ذلك على الأكثر، في منطقة نوجاتا لم يكن هناك عمل آخر لذا بدأت الفتيات العمل في المناجم في سن 12 عاماً.
تم نقل الفحم عبر نهر أونغا بواسطة بارجة إلى الساحل حيث تم استخدامه إما في صناعة الصلب المتنامية التي تأسست في ياهاتا ، أو تم شحنها بالقطار إلى ميناء موجي حيث تم شحنها إلى أجزاء أخرى من اليابان، لم يتم بناء خط القطار مباشرة من مدينة نوجاتا نفسه حتى عام 1940 ميلادي.
تاريخ مدينة نوجاتا اليابانية
بعد ضم كوريا في عام 1910 ميلادي بدأ الكوريون المحرومون من ممتلكاتهم في القدوم إلى اليابان وعملوا بشكل شائع في المناجم لتحمل ظروفاً أسوأ من عمال المناجم اليابانيين، بحلول الثلاثينيات من القرن الماضي تم تجنيد الكوريين قسراً من كوريا إلى المناجم في مدينة نوجاتا، في عام 1932 ميلادي أضرب العمال عن العمل ضد الأجور المنخفضة والظروف القاسية، لم ينضم أي عامل منجم ياباني واحد إلى الإضراب، على الرغم من أنّ المضربين تلقوا دعماً من عمال مناجم البوراكومين وهم أنفسهم أيضاً تعرضوا للتمييز.
مع تقدم الحرب تم استخدام مجموعة أخرى من العمال في المناجم أسرى الحرب المتحالفين تم استخدام المئات من هؤلاء العبيد من قبل المناجم المملوكة لشركة اوس مينغ في مدينةنوجاتا، وبينما يوجد الكثير من الأدلة فإنّ جميع محاولات تلقي اعتذار أو تعويض قوبلت بالرفض من قبل الحكومة وتجنب الإعلام الياباني هذا الموضوع، بعد الحرب واصل حقل الفحم في مدينة نوجاتا إنتاج ما يصل إلى نصف الفحم الياباني، ولكن عندما تحولت سياسة الحكومة إلى استخدام النفط المستورد الرخيص كمصدر رئيسي للطاقة بدأت المناجم في الإغلاق.
قام عمال المناجم القادرون على التنظيم من خلال النقابات بسلسلة من الإضرابات ضد إعادة الهيكلة لكنهم لم ينجحوا، تم إغلاق آخر منجم في عام 1976 ميلادي وبحلول الثمانينيات كانت منطقة نوجاتا من أعلى مستويات الفقر ومعدلات الجريمة في البلاد، الطبيعة الخلابة في مدينة نوجاتا التي تبهرنا بالمناظر الهادئة في جميع الفصول الأربعة، بالإضافة إلى الطبيعة فإنّ الأطعمة المزروعة في نهر أونغا مثل ناريكين مانجو، التي ولدت في منجم للفحم تحظى أيضاً بشعبية كبيرة وجذابة، مدينة نوجاتا هو مكان يمكنك من خلاله اكتشاف الاكتشافات التي تجعلك بمدى جمال الطبيعة.
رمز نوجاتا هو نهر أونغا حتى اليوم تربط بين نوجاتا وأونغاغاوا علاقة لا تنفصم، ولكن ربما تكون هذه العلاقة هي الوحيدة في نوجاتا التي لم تتغير منذ فترة جومون، على مدى آلاف السنين من التاريخ، من فترة جومون إلى مناجم الفحم وحتى يومنا هذا ابتكر نوجاتا قصصاً مختلفة مع نهر أونغا، خلال فترة جومون كان الجو أكثر دفئاً مما هو عليه الآن لذلك كان مستوى سطح البحر أعلى عن ما هو عليه اليوم، وكان هناك مدخل يسمى خليج كونجا في الروافد السفلية لنهر أونجا منذ حوالي 7000 عام، لذلك هناك العديد من القواقع المتوسطة في المنطقة الداخلية لحوض نهر أونغا.
يعد شل ميدن هو أكثر منبع منهم وقد تم العثور على كل من مياه البحر وقذائف المياه العذبة، بالإضافة إلى ذلك تم التنقيب عن عقد مصنوع عن طريق حفر ثقب في سن الحوت، بالإضافة إلى ذلك تم العثور على أنقاض من فترة جومون في المنطقة التي توجد فيها أيون حالياً وبالقرب من مصنع موشيكيتشي.
عند قيام الحرب العالمية الثانية كان لمدينة نوجاتا دور كبير في دعم اليابان بالفحم وكانت تدعم الجنود بالأسلحة، وحاولت دول الحلفاء العمل على تدمير المناجم ومنعها من انتاج الفحم، وأرسلت القوات العسكرية الأمريكية للسيطرة على المناجم، إلا أنّ سكان المدينة حاولوا القوات العسكرية من الدخول إلى الدخول إلى أراضيهم.
تعد مدينة نوجاتا من المدن اليابانية التي لها أهمية كبيرة؛ وذلك بسبب وجود مناجم الفحم فيها، الأمر الذي دفع دول الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية السيطرة عليها.