ما هو تاريخ مدينة هايفونغ الفيتنامية؟

اقرأ في هذا المقال


تقع بلدة هايفونغ على مستوى المدينة والمقاطعة في الجزء الشمالي الشرقي من فيتنام، وهي الميناء الخارجي للعاصمة هانوي وهي ثالث أكبر مدينة في البلاد، أصبحت هايفونغ ميناءاً بحرياً في عام 1874 ميلادي، وخلال فترة الاستعمار الفرنسي تطورت تجارياً كميناء ومحطة جنوبي شرقي للسكك الحديدية القادمة عبر كونمينغ في جنوب غرب الصين ولاو كاي وهانو.

مدينة هايفونغ الفيتنامية

تعد مدينة هايفونج من المدن الفيتنامية التي لها تاريخ قديم، حيث يعود تاريخ أراضيها إلى العصر الحجري، على الرغم من أنّها في ذلك الوقت لم تكن تسمى باسم هايفونج، إلا أنّه تم العثور على الأدلة والآثار الحجرية التي تدل على تواجدها في ذلك التاريخ، وكما تم العثور على الأدوات البرونزية التي تدل على تواجدها في العصر البرونزي وقد أكسبها ذلك أهمية تاريخية كبيرة.

بعد عام 1954 ميلادي تم بناء العديد من المصانع الجديدة في المدينة بمساعدة دول الكتلة السوفيتية والصين، تعرضت مدينة هايفونغ لأضرار جسيمة من غارات القصف الأمريكية في أوائل السبعينيات ولكن أعيد بناؤها فيما بعد، تُعرف مدينة هايفونج اليوم بلقب مدينة الأشجار الحمراء المتوهجة وكانت دائماً واحدة من أبرز مدن الموانئ في فيتنام منذ إنشائها في عام 1888 ميلادي، في عام 1874 ميلادي وقعت أسرة نجوين المعاهدة الثانية لسايجون والتي فتحت النهر الأحمر وميناء نينه هاي للتجارة، كانت مدينة نينه هاي ذات يوم جزءاً من مقاطعة هاي دونج والاسم القديم هاي فونج.

في عام 1887 ميلادي استولت الإدارة الفرنسية على بعض المناطق الساحلية في هايفونغ وتم دمجها مع ميناء نينيه هي لتشكيل مقاطعة هايفونغ، في عام 1888 ميلادي تم تشكيل مدينة هايفونج بشكل رسمي في الأربعينيات من القرن الماضي، قُدر أنّ عدد سكان هاي فونج يقارب 73000 مواطن وهي رابع أكثر المدن من حيث الكثافة السكانية في فيتنام بعد مدينة سايغون ومدينة تشو لون وهانوي.

تاريخ مدينة هايفونغ

تعكس مجموعة من الخرائط القديمة تطور مدينة هايفونج طوال الوقت الذي كانت فيه تحت السيطرة الفرنسية، حيث يرجع تاريخ أقدم خريطة إلى عام 1898 ميلادي وآخرها تم رسمها في عام 1968 ميلادي، خلال فترة الاستعمار الفرنسي تم بناء عدد من المباني الفرنسية والتي ما تزال موجودة إلى وقتنا الحالي وتدل على مدى ازدهار المدينة خلال فترة الاستعمار الفرنسي فيها، كما كان للاستعمار الفرنسي أثر كبير في تطور المدينة وجعلها مدينة كبيرة وذات أهمية عسكرية كبيرة وخاضت الكثير من الصراعات.

في مدينة هايفونج اليوم تم تعديل بعض الميزات الجغرافية في الخرائط القديمة لتناسب السكان المعاصرين، بحيرة تام باك في مقاطعة لو تشان، على سبيل المثال اعتادت أنّ تكون قناة متصلة بنهري تام باك وكام، يتضح هذا في الخرائط التي تم إنشاؤها في عام 1910 ميلادي ولكن في خريطة عام 1925 ميلادي، تم بالفعل ملؤها جزئياً؛ ممّا أدى إلى قطع المياه عن نهر كام، الآن تم أيضاً ملء الجانب الآخر، تعد مدينة هايفونج من بين أكبر المدن في فيتنام وتفتخر بميناء مزدحم بتاريخ مسجل يعود إلى عام 43 ميلادي.

في هذا العام تأسست المدينة على يد جنرال عسكري لو تشان وهي شخصية شبه أسطورية كانت جزءاً من ثورة فيتنامية ضد قوة صينية، كانت تقودها الأخوات الأسطوريات ترونج اللائي ما زالن بطلات حتى اليوم، كانت المدينة أيضاً بمثابة دفاع ساحلي مهم خلال عهد أسرة ماك منذ عام 1527 حتى عام 1592 ميلادي عندما كانت العاصمة الثانية، في الواقع يمكن ترجمة اسم المدينة على أنّه دفاع ساحلي، أعيد بناء معبد ترا هايفونج الذي أعيد تسميته باسم ثين بيك بناءً على طلب دانغ دونغ وهو مؤسس أسرة ماك ويعود تاريخه إلى هذه الحقبة.

يعتبر الإمبراطور تو دوك هو آخر إمبراطور لفيتنام مع حكم دوك حتى وفاته في عام 1883 ميلادي في نهاية فترة حكمه، تم نقل مقر مقاطعة آن دوونغ إلى منزل جانغ كين المجتمعي، تم بناء منزل كان هينغ الحالي في عام 1841 ميلادي ولا يزال أحد المواقع التاريخية الأكثر زيارة في مدينة هايفونج، تم بناء المنزل الجماعي لتذكر نجو كوين  الجنرال الشهير الذي قاد الفيتناميين للفوز على الصينيين في عام 938 ميلادي.

وقع أحد أكثر الأحداث تدميراً في تاريخ هاي فونج في عام 1881 ميلادي عندما يُعتقد أنّ حوالي 300 ألف شخص لقوا حتفهم في واحدة من أعنف الأعاصير في التاريخ المسجل، أعقب هذا الدمار سيطرة الفرنسيين على فيتنام عام 1885 ميلادي وشكلوا الهند الصينية الفرنسية، بعد أنّ أسس الفرنسيون هانوي كمركز سياسي للهند الصينية الفرنسية، أصبحت مدينة هايفونج بشكل غير مفاجئ مركزها البحري.

خلال قيام الحرب العالمية الأولى تعرضت مدينة هايفونج للكثير من الدمار وبدأت اليابان في إدخال قواتها العسكرية إلى أراضي مدينة هايفونج، وبدأت القوات العسكرية اليابانية بعملية تدمير المدينة، وعند بدء الحرب العالمية الثانية عقدت اليابان اتفاق مع فرنسا؛ من أجل مساعدتها في دخول أراضي مدينة هايفونج، وأصبحت المدينة تحت حكم اليابان واستمرت الصراعات في المدينة لفترة طويلة في المدينة بين القوات العسكرية اليابانية والفرنسية والفيتنامية، وتعد تلك الفترة من أصعب الفترات التي عاشتها مدينة هايفونج، وعلى الرغم من ذلك استمر سكانها في خوض الصراعات للحصول على الاستقلال.

تم منح اليابانيين حق الوصول إلى المدينة من قبل الفرنسيين خلال الحرب العالمية الثانية، بعد نهاية الحرب في عام 1945 ميلادي تم القضاء على المحاولات الفيتنامية لاستعادة الاستقلال، كانت هذه واحدة من أكثر الأوقات دموية في تاريخ مدينة هايفونج، حيث انتقمت القوات الفرنسية من سكان المدينة لمقتل ثلاثة جنود فرنسيين، لقد قصفوا مدينة هايفونج واشتبكوا في قتال من منزل إلى منزل على الأرض؛ ممّا ساعد على إشعال شرارة حرب الهند الصينية الأولى، وقد كان لتلك الحرب أثر كبير في إشغال فرنسا عن صراعاتها في مدينة هايفونج.

استضافت مدينة هايفونج الميناء الوحيد لفيتنام الشمالية خلال حرب فيتنام وعلى هذا النحو تم قصف الميناء بانتظام أثناء الصراع، وعلى الرغم من ذلك  مُنعت القوات الأمريكية من مهاجمة المدينة نفسها وتعافى هاي فونج بسرعة عند إعادة التوحيد في عام 1975 ميلادي، لقد أصبحت ثاني أكبر مركز اقتصادي في الشمال، حيث تلعب الزراعة دورا كبيراً في الاقتصاد الصحي للمدينة، تعد مدينة هايفونج من أهم المدن الفيتنامية التي كان لها أثر كبير في جعل فيتنام تحظى بأهمية كبيرة خلال القرون القديمة.

نستنتج من مقالنا بأنّ مدينة هايفونج أحد المدن الفيتنامية التي لها أهمية تاريخية وعسكرية كبيرة، فقد تواجدت أراضيها خلال العصر الحجري والبرونزي، كما تعرضت المدينة لحكم اليابان وفرنسا.


شارك المقالة: