ما هو تاريخ مدينة ها لونج الفيتنامية

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة ها لونغ التي تسمى أيضاً هونغ جاي بأنّها مدينة ساحلية تقع في شمال شرق فيتنام، تقع مدينة ها لونغ على طول خليج ها لونغ وخليج توكين في شمال شرق هايفونغ، إنّها مركز تصدير للفحم المستخرج من كوانغ ين القريب وهي موقع رواسب أنثراسايت التي تعد الأكبر في جنوب شرق آسيا، الأنشطة الاقتصادية الأخرى في المنطقة هي زراعة الأرز وصيد الأسماك.

مدينة ها لونج الفيتنامية

نمت أهمية السياحة في مدينة ها لونج حيث ينجذب العديد من الزوار إلى خليج ها لونج الذي اشتهر بالعديد من مداخل الحجر الجيري والكهوف ذات الأشكال الغريبة، تم تحويل جزء من جزيرة كات با في الخليج إلى حديقة وطنية وفي عام 1994 ميلادي تم تصنيف منطقة الخليج بأكملها كموقع للتراث العالمي لليونسكو.

وأظهرت الدراسات الاستقصائية البحثية التاريخية وجود بشر ما قبل التاريخ في هذه المنطقة منذ عشرات الآلاف من السنين، تميز خليج هالونج أيضاً بأحداث مهمة في تاريخ فيتنام، حيث تم العثور على العديد من القطع الأثرية في جبل باي ثو وكهف داو غو وباي تشاي.

هناك حوالي خمسين قطعة أثرية لثقافة هالونج تم اكتشافها في جزر خليج هالونج، تتميز جميعها بخصائص نموذجية لصنع الأدوات الحجرية والفخار، قد يكون السكان في هذه الفترة قد ابتكروا مركبات مائية لتبادل أدواتهم ومنتجاتهم الفخارية إلى مناطق أخرى، الدليل هو المحاور ذات السمة النموذجية لثقافة هالونج التي تم العثور عليها في شمال فيتنام وحتى في الصين.

منذ مئات السنين اشتهرت هالونج بمناظرها البحرية الخلابة والأماكن المفضلة للملوك الذين حكموا البلاد في هذا الوقت، في عام 1468 ميلادي قام الملك تونغ لي برحلة بحرية هنا بإعجابه بالمناظر الطبيعية، يظهر التاريخ أنّ خليج هالونج كان مكاناً للمعارك البحرية المحلية ضد الغزاة الساحليين، كانت المنطقة الغربية من الخليج ساحة المعركة حيث دمر الجنرال تران خانه السفن المغولية.

قامت الحكومة الفيتنامية بإدراج مدينة ها لونج كمدينة إقليمية من الدرجة الأولى، تعد مدينة ها لونج هي جزء من مقاطعة كونغ نينيه في شمال فيتنام، تم تقسيم المدينة إلى قسمين حيث تستخدم ها لونج الشرقية في الغالب كمركز صناعي ومكان للمباني الإدارية الرسمية.

بالنظر إلى الماضي يمكن إرجاع تاريخ مدينة هل لونج إلى ما يقرب من بداية البشرية، حتى أنّ البعض يسمي ها لونج والمنطقة المحيطة بها وهي أحد مهود البشرية؛ ممّا يشير إلى تاريخها المتنوع، تم اكتشاف ثقافة نجوك فونج في عام 1937 ميلادي من قِبل عالم آثار سويدي وترجع إلى العصر الحجري الجديد، في العقود التالية اكتشف علماء الآثار المزيد من المواقع؛ ممّا كشف المزيد من تاريخ الخليج.

تاريخ مدينة ها لونج

قبل اكتشاف الأهمية التاريخية والثقافية استخدمت مدينة ها لونج جمالها في سحر الفرنسيين في أواخر القرن التاسع عشر ميلادي استعمر الفرنسيون مدينة ها لونج مع تغيير العديد من الأسماء المحلية من الفيتنامية إلى الفرنسية، لم يتم التعرف على مدينة ها لونج بإعجاب حقيقي لفيتنام إلا بعد الاستعمار الفرنسي والحرب العالمية الثانية.

وفي عام 1962 ميلادي أضافت فيتنام ها لونج إلى قائمة المعالم الأثرية الوطنية الشهيرة، حدث الاعتراف الدولي في عام 1994 ميلادي عندما أدرجت اليونسكو الخليج كموقع للتراث العالمي وفي عام 2000 ميلادي تم تحديث القائمة لتشمل الاعتراف بقيمة المنطقة كموقع جيولوجي.

تعني كلمة ها لونج التنين النازل والتي تتعلق بأسطورة الخلق بأن الخليج والجزر قد تم إنشاؤها بواسطة التنانين، هناك 33 قسماً فرعياً على مستوى البلدية في ها لونج مع تقسيم المدينة إلى 21 جناحاً و 12 بلدية، بصفتها بوابة لخليج ها لونج فإنّ قائمة مناطق الجذب في المدينة لا حصر لها تقريباً.

ويعيش 1600 ساكن في خليج هالونج بشكل أساسي في أربع قرى صيد وهي قرية با هونغ وقرية فونج فينج وقرية كوا فان وقرية كونج تاو، يعود أصل هذه القرى في أوائل القرن التاسع عشر ميلادي لتكون بمثابة مكان للصيادين لبيع صيدهم اليومي وسرعان ما أصبحت مكاناً يعيش فيه العديد من الصيادين وعائلاتهم.

منذ ذلك الحين بقي الناس إلى حد كبير في القرى العائمة مع انقطاع خلال حرب الهند الصينية الأولى من عام 1946 ميلادي إلى 1954 ميلادي، يكسب القرويون عيشهم بشكل أساسي من السياحة المزدهرة التي تزدهر في خليج هالونج، طوال القرن الثاني عشر ميلادي كان ميناء فان دون في مدينة ها لونج هو أكثر الموانئ ازدحاماً في شمال فيتنام.

وتم الترحيب بالتجار الأجانب من الأراضي البعيدة لتجارة الأطعمة الشهية من بلدانهم، الأمر الذي جعل وضع مدينة ها لونج كمركز للتجارة البحرية منها بوابة للتوابل والحرير الأجنبية لدخول فيتنام، لم يعد ميناءً بحرياً رئيسياً، في خليج ها لونج الحديث يمكن العثور على الأعمال الرئيسية في صناعة السياحة.

أدى الموقع المتميز لمدينة ها لونج إلى تعرضها لكثير من الصراعات وخاضت الكثير من الحروب، حيث يوجد في المدينة الكثير من الكنوز والتي يعود تاريخها إلى القرون القديمة، فكان حكام المنطقة السيطرة عليها، الأمر الذي أدى إلى زيادة الصراعات بين الحكام في جنوب شرق آسيا للسيطرة على مدينة ها لونج، الأمر الذي جعل من مدينة ها لونج منطقة قوية عسكرياً، فقد كان سكاناها يحافظون على أراضيهم وتصدوا للغزوات الخارجية بشكل مستمر، إلا أنّ ذلك لم يمنع من وقوعها تحت حكم مجموعة من السلالات الحاكمة خلال القرون القديمة.

بدأت بعد ذلك الحرب العالمية الأولى والتي قامت اليابان خلال تلك الحرب بالسيطرة على مدينة ها لونج، حيث كانت اليابان تعلم أنّ المدينة مليئة بالخيرات، وعلى الرغم من مطالبة فيتنام منها الخروج من المدينة، إلا أنّ اليابان رفضت ذلك وكانت ترى في مدينة ها لونج الكنوز والتاريخ المهم في المنطقة.

وعلى الرغم من انتهاء الحرب العالمية الأولى، إلا أنّ مدينة ها لونج بقيت تحت سيطرة القوات العسكرية اليابانية وبدأت بعد ذلك الحرب العالمية الثانية، واستمرت مدينة ها لونج تعاني من الحكم الياباني وعلى الرغم من استسلام اليابان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بقيت المدينة لفترة طويلة تعاني من الحكم الياباني.

وطالبت فيتنام من اليابان إخراج قواتها العسكرية من أراضي ها لونج وتمكنت فيتنام من الحصول على استقلالها وتم عقد اتفاقية وتم الاتفاق من خلالها إخراج القوات اليابانية من جميع الأراضي الفيتنامية، لعل تاريخ فيتنام حافل بالمواجهة العسكرية ومع ذلك فقد وقف خليج هالونج قوياً على مر العصور. ربما كان هذا الماضي العسكري هو الذي ساعد الشعب الفيتنامي على تقدير الكنوز.

وفي النهاية إنّ مدينة ها لونج أحد المدن الفيتنامية ذات التاريخ العريق ويوجد الكنوز الكثيرة، الأمر الذي جعلها تعاني الكثير من الصراعات، كما وقعت خلال فترة من الفترات تحت حكم اليابان.


شارك المقالة: