ما هو تمرد غرناطة العسكري عام 1936 ميلادي؟

اقرأ في هذا المقال


تمرد غرناطة العسكري عام 1936 ميلادي:

يعتبر تمرد مدينة غرناطة الإسبانية هو أحد التمردات التي قامت ضد حكم الجمهورية الإسبانية الثانية، حيث قام مجموعة من المتمردين من الجيش الأفريقي بالانقلاب العسكري في المحمية المغربية وتمكنوا من تحقيق النصر والسيطرة على المدينة، وفي ذلك الوقت كانت هناك تمردات في مدينة أشبيلية ومدينة قرطبة، وقام مجموعة من الجنرالات العسكريين بقيادة تلك التمردات وتمكن منهم من السيطرة على المدن التي أقاموا فيها التمردات.

بداية تمرد غرناطة العسكري عام 1936 ميلادي:

بعد إجراء الانتخابات التشريعية في غرناطة، لم تتمكن الجبهة الشعبية من تحقيق الفوز ولم يحظى الحزب اليساري على مقاعد في البرلمان وأصبح الحزب المحافظ والحزب اليميني مسيطراً على الحكومة في غرناطة؛ ممّا أدى ذلك إلى نشوب صراعات سياسية واجتماعية فيها، فطالبت الجبهة الشعبية بضرورة إلغاء نتائج الانتخابات واعتبرتها غير نزيه، في ذلك الوقت تم إطلاق النار على مجموعة من العمال من قِبل كتائب المقاومة الإسبانية وتم قتل الكثير من النساء والأطفال؛ ممّا دفع النقابات المحلية في غرناطة إلى إعلان الإضراب العام والامتناع عن العمل حتى يتم أخذ حقوقهم.

كان جو الإضراب الذي قام به العمال مشحوناً للغاية، فقد قاموا بتنفيذ هجوم ضد الكتائب المقاومة الإسبانية وقاموا بحرق مبناهم وقتل بعض أعضائهم وبدأت بعد ذلك عمليات القتل المتبادل بينهم وعمليات إطلاق النار حتى تم قتل الكثير من لا الطرفين؛ ممّا أدى ذلك إلى حدوث اضطرابات بين طبقات المجتمع في غرناطة وتولد بينهم الكراهية والانتقام، وعلى الرغم م وجود الشرطة الإسبانية على عمليات الشغب القائمة لكنها لم تتدخل بينهم، وتم إيقاف عمليات الشغب بعد أن تم إقالة الحاكم المدني والحاكم العسكري في غرناطة، وتم إصدار الأوامر باعتقال الأشخاص الذين قاموا بأعمال الشغب.

ومن ثم عادت أعمال الشغب مرةً أخرى إلى شوارع غرناطة، فقام الحاكم العسكري بإصدار الأوامر بضرورة وقف أعمال الشغب وإلا سوف بإنزال الجنود العسكرية إلى الشوارع وسوف تتم عمليات القمع بشكل جماعي، وفي ظل تلك الإجراءات بدأت المؤامرات العسكرية، وتم إجراء الانتخابات مرةً أخرى وتم فوز الجبهة الشعبية والحزب اليساري، وتم فوز الجبهة الشعبية، قام الضباط العسكريين بالتحضير لعمليات الانقلاب العسكري، فقامت حكومة مدريد بإصدار الأوامر إلى حكومة غرناطة بضرورة وضع الضباط والعسكريين في غرناطة تحت المراقبة ومنعهم من إقامة اجتماعات.

في منتصف شهر يوليو عام 1936 ميلادي بدأ التمرد في مدينة مليلية الإسبانية والذي أخذ بالانتشار حتى وصل باقي المدن الإسبانية، ومن ثم وصل ذلك التمرد إلى المحمية المغربية وفي ذلك الوقت كانت مدينة غرناطة في حالة من التوتر، وكان حزب الجبهة الشعبي في حالة من الاستنفار وقام بالاتفاق مع الحزب الجمهوري وتم اختيار مجموعة من الضباط للوقوف إلى جانبهم والقيام بعمليات الانقلاب العسكري، وفي اليوم الذي يليه بدأت الأوضاع تسوء في إسبانيا وأخذت عمليات التمرد في الانتشار بين مدنها، وقامت غرناطة بإيقاف عملية تسليح أعضاء الجبهة الشعبية.

في النصف الأخير من شهر يوليو عام 1936 ميلادي بدأ المتمردين بالتجهيز لعمليات الهجوم والاستيلاء على مدينة غرناطة، كانت قوات المليشيات العسكرية في ذلك الوقت تجهز للتصدي للمتمردين، كنها اكتشفت بأنّ هناك مجموعة من ضباطها قامت بالتحالف مع المتمردين وجهز لعملية الانقلاب العسكري، وقام المتمردون في غرناطة بعد ذلك بالتوجه إلى مبنى الحكومة وقاموا بإطلاق النار، وقامت الشرطة بالانضمام إلى المتمردين؛ ممّا دفع الحكومة إلى إطلاق النار على المتمردين وأعوانهم، وتمكنوا من أسر قوات الجيش الموجودين في مبنى الحكومة المدينة والسيطرة على المبنى.

بعد سيطرة المتمردين على مبنى الحكومة المدينة قام قوات الاقتحام وقوات الشرطة بالانضمام إلى المتمردين، أما الموظفين ومسؤولي مبنى الحكومة المدينة قاموا بالفرار، ومن ثم قاموا بالتوجه إلى مصنع البارود وتمكنوا من السيطرة عليه، ولم يتلقى المتمردون في غرناطة أيّ مقاومة كبيرة ولم يضطروا إلى قتل الأعداد الكثيرة أثناء عمليات هجومهم، وقاموا بعد ذلك بالسيطرة على ميناء غرناطة ووضع قواتهم فيه، على الرغم من العمليات السريعة والسهلة التي كان يقوم بها دون مقاومة، لكنهم لم يتمكنوا من السيطرة على غرناطة بشكل كامل.

مع نهاية شهر يوليو من نفس العام تمكنوا من الحصول على النصر والانفصال عن حكم الجمهورية الإسبانية الثانية، في الوقت الذي لم تتمكن معظم المدن الإسبانية من تحقيق النصر، وقامت إسبانيا بعد ذلك بالضرب الجوي على غرناطة.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ أوروبا الحديث-المؤلف:نصري ذياب-2011تاريخ أوروبا في القرن العشرين-المؤلف:عواد، سمير سليمان-1990


شارك المقالة: