ما هو دور عالم الاجتماع تجاه المشكلات الاجتماعية في علم الاجتماع؟

اقرأ في هذا المقال


ما هو دور عالم الاجتماع تجاه المشكلات الاجتماعية في علم الاجتماع؟

يذهب بعض الباحثين إلى أن عالم الاجتماع يجب أن يقوم بدور الطبيب الاجتماعي، فهو القادر على تشخيص الأوضاع الاجتماعية الصحية والمرضية، فإذا كنا نلجأ إلى الطبيب في حالة الأمراض الجسمية وإلى المحامي في حالة المشكلات القانونية وإلى المهندس الميكانيكي في حالة أعطال السيارة فمن المنطقي أن نلجأ إلى عالم الاجتماع في حالة المشكلات الاجتماعية.

غير أن القياس ليس سليماً بكليته، فذهابنا للطبيب عن قدرة الطبيب فحسب، وإنما يصدر أساساً عن اقتناعنا بهذه القدرة، وبالنسبة لعالم الاجتماع لا يوجد اتفاق حتى الآن بين المسؤولين والجمهور على قدرته بالنسبة لمواجهة بالنسبة لمواجهة المشكلات الاجتماعية.

يضاف إلى هذا أن الأمر الأمراض والحلول الاجتماعية بالحسم والدقة كما هو الشأن في عالم الطب، فكما رأينا هناك العديد من القيم المتصارعة تثار حول المشكلات الاجتماعية اعتباراً من مدى قيام المشكلة أصلاً، حتى تقرير أنسب الأساليب لمواجهتها، هذا إلى جانب أن علماء الاجتماع يستخدمون الأساليب العلمية لفهم وتحليل المشكلات الاجتماعية، الأمر الذي يطلب نفقات كثيرة ووقتاً طويلاً وهذا ما لا يرضي عنه جمهور المعانين من المشكلات أو المسؤولين عن المجتمع في أغلب الدول، وهنا تكون الفرصة سانحة لحصول أدعياء العلم ومحترفي السياسية من الانتهازيين، على شعبية بتقديمهم الحلول السطحية والعاجلة.

فهم وعلاج المشكلات الاجتماعية:

غير أن كل هذا لا ينفي أو يقلل من دور المشتغلين بعلم الاجتماع في مجال فهم وعلاج المشكلات الاجتماعية، فدورهم قد يمارس بشكل غير مباشر من خلال أبحاثهم ودراساتهم التي توقظ الوعي لدى المسؤولين أو الجمهور بوجود المشكلة وبأبعادها وعواملها وبأنجح الأساليب العلمية لمواجهتها، هذا إلى جانب أن الكثير من الدول المتقدمة تستعين بخبرة علماء الاجتماع بصورة رسمية من خلال اشراكهم في لجان البحث والتقييم والتخطيط ومتابعة البرامج الاقتصادية والاجتماعية، كما أن الكثير من الدول تستعين بعلماء الاجتماع كمستشارين وفي كل الأحوال يبقى القرار النهائي في يد السياسيين.

وقد اهتم علماء الاجتماع منذ البداية بدراسة المشكلات الاجتماعية، حتى أن نشأة هذا العلم في فرنسا ارتبطت بمحاولة سان سيمون واتباعه وفي مقدمتهم أوجست كونت، لتحقيق الفهم العلمي للمجتمع، من أجل تحقيق مواجهة أفضل لمشكلات ما بعد الثورة في فرنسا، ومع هذا فإن علم الاجتماع لم يستطيع حتى الآن أن يقدم نظرية محققة متفق عليها في مجال المشكلات الاجتماعية على حد قول لي رينوتر، ولكن هذا لا يعني عدم ظهور مداخل مناسبة في دراسة وفهم المشكلات الاجتماعية في نطاق علم الاجتماع، فهناك من العلماء من يركز على دراسة مشكلات اجتماعية محددة كالجريمة أو التفكك أو الصراع، من حيث أنماطها والعوامل المؤدية إليها.


شارك المقالة: