ما هو دور هشام بن عبد الملك في الدولة الأموية قبل ولاية العهد؟

اقرأ في هذا المقال


دور هشام بن عبد الملك في الدولة الأموية قبل ولاية العهد:

تمت مبايعة هشام بن عبد الملك بعد أن توفي أخيه الوليد، وكانت قد انتشرت في عهده الخلافات القبلية واشتعلت العديد من الثورات الداخلية في أنحاء الدولة، وكان هشام بن عبد الملك قد قاد في عام 87هـ وأثناء خلافة الوليد بن عبد الملك أحد جيوش الدولة الأموية، وقام بغزو بلاد الروم وحقق العديد من الانتصارات على الرغم من صغر سنه، وكان ممكن يتطلع إلى تولي الخلافة ومن المعارضين لإسناد الخلافة إلى عمر بن عبد العزيز، ولم يكن هشام الأمير المرموق قبل أن تُسند إليه الخلافة.
حج هشام بن عبد الملك مرَّة بصحبة طائفة من كِبار رجال أهل الشام في زمن أخيه الوليد بن عبد الملك، ولم يتمكن من استلام الحجر الأسود؛ بسبب ازدحام الناس عليه، ولم يفسحوا لهشام المجال، وعندما جاء علي بن الحسين لاستلام الحجر أفسح الناس له وتمكن من استلامه، وفي مرَّة دُعي إلى وليمة أُجلس غيره في صدر مجلسها، فأسرها في نفسه وانتقم من صاحب الوليمة بعد أن تولى الخلافة.
ولا شك أن هاتان القصتان تدلان على أن هشام لم يكن ذا مكانة سياسية هامة في زمن أخويه الوليد بن عبد الملك وسليمان بن عبد الملك، وإلا لأفسح له الناس المجال حتى يستلم الحجر الأسود، وكانت قد مشيت الوفود بموكبه ولأجلسوه في صدر المجلس وهو مكرم معزز مرهوب السطوة، ومرجواً منه البذل والعطاء.
ومثل ذلك ما رواه الطبري: إن هشام بن عبد الملك أُقطع أرضاً يقال لها دورين، فأرسل في قبضتها فإذا هي خراب، فقال لذويد وهو كاتب كان في الشام: ويحك كيف الحيلة؟ قال: ما تجعل لي؟ قال: أربعمائة دينار، فكتب دورين وقراها ثم امضاها في الدواوين، فأخذ شيئاً كثيراً.
وهذه الرواية تدل أيضاً على أن هشام بن عبد الملك لم يكن له أي أهمية سياسية وسلطة قبل توليه العهد والخلافة، ولو كان له ذلك لما أقطع أرضاً خراباً غير صالحة للزراعة، ولما وقف هذا الموقف الذليل مع كاتب من كُتَّاب الدولة.


شارك المقالة: