ما هو سبب إعدام الأمير مصطفى؟
الأمير مصطفى الابن الأكبر للسلطان سليمان القانوني، وهو الوريث الشرعي بعد وفاة والده، وهو الابن الوحيد من السلطانة ماه دوران، وكانت هذه الشرارة القوية لإشعال نار الفتنة، من قبل السلطانة خرم التي يتنافس ابناءها مع الأمير مصطفى على العرش، ومن هنا بدأت السلطانة خرم مع زوج ابنتها رستم باشا بتجهيز الفتنة، وذلك من أجل تنصيب الأمير بايزيد على العرش، وقد كانت مكيدتهم أبشع تهمة، ألصقوها بالأمير مصطفى، وهي تشييع الأناضول.
إعدام الأمير مصطفى:
كان السلطان سليمان القانوني آنذاك قد قام بتجهيز جيشه متوجهًا إلى إيران، وانتشرت الشائعات بأنّ الأمير مصطفى يريد الاتفاق مع شاه إيران من أجل تولي الحكم، والانقلاب على والده السلطان سليمان القانوني، وأن شاه إيران يريد تزويجه بابنته، وصلت هذه الشائعات للسلطان سليمان، إلاّ أنّه لم يستمع لهذه الشائعات قائلًا “حاشا، إنّ ابني مصطفى لا يتجرأ على هذه الوقاحة، إنّ بعض المفسدين لكي يحققوا مآربهم لا يريدون أن تبقى السلطنة والملك له”.
لم يكتفوا بذلك بل جهزوا الرسائل الكاذبة بين السلطان وابنه، خلال حملة سليمان القانوني الفارسيّة، توقف جيشه في إيرغلي (وهي مدينة في تركيا) لفترة، بينما كان جيش السلطان سليمان القانوني في إيرغلي، قدّم رستم باشا عرضًا لمصطفى للانضمام إلى جيش والده السلطان سليمان القانوني، في الوقت نفسه حذّر السلطان سليمان وأقنعه أنّ الأمير مصطفى قادم لقتله.
وبعد تدخل المخربين، اقتنع السلطان سليمان بخيانة ابنه، قام الأمير مصطفى بتجهيز (30) ألف جندي لدّعم جيش والده لقتال الصفويين، اعتقد السلطان سليمان أنّ ابنه يريد الانقلاب عليه، لأنّه لم يطلب منه الانضمام للحرب، وهنا استصدر فتوى من شيخ الإسلام بإعدام الأمير مصطفى لأنّه أعلن العصيان، وعندما وصل خيمة والده قاموا بإعدامه بخيط حرير من قبل رجال صم وبكم، كما هو متعارف عليه بإعدام الشخصيات المُهمة.
ماذا حدث بعد إعدام الأمير مصطفى؟
تسبب إعدام الأمير مصطفى المظلوم، في حدوث اضطرابات في الأناضول، خاصة في أماسيا ومانيسا وقونية، لأنّ الناس رأوه السلطان القادم وبسبب كرمه وشجاعته، في معظم الأناضول، كان الناس يذكرون الأمير مصطفى على أنّه “سلطان مصطفى”، وكأنه قد ورث العرش بنجاح، أصبحت حياته ومصيره جزءًا من الأدب التركي الأناضولي.