ماهية الرأي العام وتطوره في الخدمة الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


ماهية الرأي العام وتطوره في الخدمة الاجتماعية:

لقد ورد في معجم العلوم الاجتماعية توضيحاً لمفهوم الرأي بأنه تصور الذهن ﻷمر من الأمور داخلياً، ولكنه في نطاق الفكر الدستوري الرأي معبراً عنه، ولذلك عندما تتحدث الدساتير أو الدستوريين عن حرية الرأي لا يعنون التصور الداخلي وإنما يعنون بالذات التعبير عنه، ولذلك تعرف حرية الرأي أحياناً بأنها قدرة الشخص على التعبير عن آرائه ونقل أفكاره للناس بشخصية أو برسائله أو بغير ذلك من وسائل نقل الآراء ونشرها والدعوة لها.
وعلى ذلك فلم يعد ينظر إلى الرأي على أنه مجرد التصور الداخلي ولكنه وجهة النظر التي يعبر عنها تعبيراً خارجياً ومكشوفاً، وهذا يعني أنه يتضمن الإعلان عن وجوده بواسطة ألفاظ أو رموز تسمح بالتصرف عليه ودراسته وبذلك ينبغي الإفصاح عنه.

ونلخص من ذلك إلى أن الرأي في الخدمة الاجتماعية، هو تعبير عن وجهة نظر معينة اتجاه مسألة تحتمل الظن والتخمين، وينطوي على التلمس والتساؤل وعدم القطع، وهذا يؤكد أن الرأي في الخدمة الاجتماعية دائماً يدور حول مسألة الجدل والمناقشة، بينما المسائل القاطعة التي لا يدور حولها الجدل والمناقشة لا تتطلب رأياً حولها.
ويعتبر الرأي العام في الخدمة الاجتماعية ثمرة تفاعل الأفكار في أحد المواقف التي تمر بها جماعة من الجماعات ويعتبر إصلاح هام ومنتشر يستخدم للتعبير عن مجموع الآراء التي يحملها جماعة من الناس اتجاه مسألة أو موقف أو مشكلة معينة تؤثر على مصالحهم العامة وكذلك الخاصة.
ويعتبر الرأي العام في الخدمة الاجتماعية ظاهرة اجتماعية هامة يتشكل بها السلوك الجماعي فيتحدد في إطار الضوابط والتنظيمات الاجتماعية بصفة خاصة، وقد أطلق عليه دور كايم عقل الجماعة أو الضمير الجمعي، وذلك بسبب ظهوره نتيجة تفاعل نشاط أفراد الجماعة وتبادل العلاقات الاجتماعية بينهم.
كما يعتبر الرأي العام في الخدمة الاجتماعية هو نتيجة الاتفاق غالبية المجتمع حول موضوع معين أو مشكلة معينة، فالرأي العام لا يمثل دائماً إجماعاً تاماً، بل يعتمد في كثير من مظاهره على الأغلبية من الأفراد في المجتمع ويكون هو نفسه فيما يعد عاملاً من عوامل الأغلبية وعليها أن تساير هذا الرأي وتخضع له، وبذلك يكون الرأي العام في الخدمة الاجتماعية شبه إجماع.


شارك المقالة: