أثينا العثمانية:
في عام 1397 ميلادي قام العثمانيين بقيادة السلطان “محمد الثاني” بغزو أثينا وتمكنوا من السيطرة عليها، ودامت فترة حكم الإمبراطورية العثمانية في أثينا لفترة قصيرة، أعجب السلطان “محمد الثاني” بجمال مدينة أثينا وقام بإصدار أوامر بمنع نهب أو تدمير المدينة، وإصدار عقاب الموت من يقوم بذلك، وقام السلطان العثماني بتحويل معبد أثينا إلى جوامع، وتحولت أثينا خلال فترة العثمانيين إلى مدينة صغيرة لا يوجد فيها أي اهتمام وقام سكانها بالرحيل إلى خارجها.
تاريخ أثينا العثمانية:
مع بداية القرن السابع عشر ميلادي تم حكم أثينا من قِبل أحد أغوات الإمبراطورية العثمانية وقام الأغا بالاستماع إلى شكاوى الحكام في أثينا وعن عدم اهتمام الإمبراطورية العثمانية فيها، فقام بتلبية طلبات الحكام وحاول العمل على إصلاح المدينة والاهتمام فيها أكثر، في تلك الفترة كان الأتراك يقومون بعملية تخزين البارود في أحد المدن في أثينا ومن ثم في إحدى الأيام تفجر ذلك البارود وعمل على تدمير المدينة، في عام 1687 ميلادي حدثت حرب بين الإمبراطورية العثمانية وجمهورية البندقية، وتم خلال تلك الحرب تفكيك أكبر معبد في أثينا من قِبل الإمبراطورية العثمانية لاستخدامه في كحصن لهم.
مع استمرار الصراعات بين جمهورية البندقية والإمبراطورية أصبحت أثينا مكاناً للحروب والصراع بين الدولتين وأدى ذلك إلى تدمير أجزاء كبيرة في أثينا، وتمكنت جمهورية البندقية من السيطرة على أثينا وعملت على تحويل جوامعها إلى كنائس، ومع بداية القرن الثامن عشر ميلادي تمكنت أثينا من استعادة ازدهارها مرةً أخرى واستمرت أثينا في الازدهار أيضاً مع منتصف القرن التاسع عشر ميلادي حيث أصبحت أثينا تتميز بوجود المباني فيها والعمارات المتميزة، كما تمتعت خلال تلك الفترة بالكثير من الغنى، ويتميز سكانها بالحكم الذاتي في أراضيهم.
قامت أثينا في تلك الفترة بتشكيل الطبقات المجتمعية الأرستقراطية والتي كان لها دور كبير في إدارة البلاد وكانوا يشكلون حكماً موحداً مع الدولة العثمانية، وتم أيضاً خلال تلك الفترة تخفيض الضرائب على الشعب، فقد كانت الإمبراطورية العثمانية هي فقد من تأخذ الضرائب والتي كانت على المياه والزيتون، واستمرت أثينا تعيش بسلام مع الدولة العثمانية لفترة مؤقتة، وقد انتهت تلك الفترة عندما تم إعدام الأغا العثماني؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب اليونانيين والأتراك وقاموا بالثورات والتمردات داخل الدينة وعمليات الحرق فيها؛ ممّا دفع الدولة العثمانية إلى التدخل والعمل على إعادة النظام في المدينة.
خلال فترة إعادة حكم الدولة العثمانية في اليونان وإعادة تنظيمها قامت بإصدار أحكام بالسجن للكثير من اليونانيين وفرضت على الشعب اليوناني الغرامات، وتم إزالة حكم أثينا من بين يدي الأغا إلى حكم السلطان العثماني والذي قام بإصدار قرارات خلال فترة حكمه ومن أهمها عملية تأجير أثينا، حيث أنّه يمكن للمالك الحصول على الأراضي في أثينا وتملكها مقابل دفعه للأموال، وخلال تلك الفترة زار أثينا الكثير من الأتراك والذين عملوا على الإقامة والتجارة فيها، فقد عملوا على التجارة في الجلود والحرير والعسل والصوف والحبوب والتي كانوا يقومون بتصديرها إلى فرنسا والقسطنطينية.
خلال تلك الفترة زار الكثير من حكام إنجلترا وفرنسا أثينا وكانت أثينا خلال تلك الفترة تتمتع بالسلام والمؤدة، وبعد ذلك قام بحكم أثينا الآغا “حاجي عل” وتميزت فترة حكمه بالظلم والاستبداد، فقد كان يقوم بسلب الأموال من الشعب رغماً عنهم؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب الشعب اليوناني وقيامهم التمردات ضد حكمه والمطالبة بإعدامه، وفعلاً تم إعدام الآغا “حاجي علي” وخلال تلك الفترة ظهر في أثينا الكثير من الأدباء والعلماء والمؤلفين، فقد عرفت تلك الفترة من تاريخ أثينا بفترة عصر نهضة الفلسفة اليونانية، وتمكنت أثينا من طباعة الكثير من كتب الفلسفة والتي لاقت إعجاب المؤلفين في إيطاليا.
في عام 1822 ميلادي قام مجموعة من المتمردين بالثورة ضد الحكم العثماني في أثينا وتمكنوا من استعادة المدينة وتخليصها من الحكم العثماني، إلا أنّ الدولة العثمانية تمكنت من استعادة سيطرتها على أثينا، وتم خلال ذلك الصراع تدمير أجزاء كثيرة من آثار أثينا، واستمرت الصراعات حتى تم إخراج العثمانيين من أثينا وتم بعد ذلك حكم أثينا من قِبل ملك بافاريا الملك “أوتو”، والذي قام بتوحيد أراضي أثينا وتوحيد النظام واللبس الوطني فيها، وأصبحت أثينا من أهم المدن في أوروبا وتم بعد ذلك اختيارها كعاصمة لليونان؛ وذلك لأهميتها الاقتصادية والتاريخية.