تضمنت أنظمة الحقل الزراعي في العصور الوسطى في أوروبا نظام الحقول المفتوحة، وتم إطلاق اسم الحقول المفتوحة عليها؛ لأنه لا توجد حواجز بين الحقول التي تخص مختلف المزارعين.
أنظمة الحقول الزراعية في العصور الوسطى:
كان منظر الحقول الزراعية في العصور الوسطى طويلة ومرتبة في شكلها الأصلي، وكانت الشرائط طويلة وضيقة من الأرض بنمط مميز من التلال والخدود، وكان المزارعون الأفراد يقومون بزراعة عدة شرائط مختلفة من الأرض المنتشرة حول منطقة الزراعة، وقد كان السبب من امتلاك المزارعون عدة شرائط مختلفة الأرض المنتشرة حول منطقة الزراعة؛ هو تقليل المخاطر وفشل المحصول في شريط واحد قد يزدهر في شريط آخر، كما كان لسيد القصر شرائط من الأرض منتشرة حول الحقول، كما فعل كاهن الرعية لصيانة الكنيسة.
وكان يتطلب نظام الحق المفتوح التعاون بين سكان المجتمع والكاهن ورَب العمل، وبالرغم من عَمل شرائط بشكل منفرد كانت تلك الحقول تخضع لتناوب مجتمعي للتنظيم المجتمعي للمحاصيل، وقد كان هناك نموذجان لنظام الحقول المفتوح، حيث كان يتم في البداية تقسيم الأراضي الصالحة للزراعة إلى قسمين، حيث كان يتم زراعة النصف الأول والنصف الثاني يترك بور، وكان يتم تدوير المحاصيل بين الحقول في كل عام؛ وذلك من أجل استعادة الحقل البور خصوبته واستخدامه في رعي المواشي عندما لا يكون الحقل مخصصاً لزراعة المحاصيل الزراعية.
وقد ظَل نظام الحقلين أكثر شيوعاً على مَر العصور الوسطى في مناخ البحر الأبيض المتوسط الجاف في الصيف، حيث كان يتم زراعة محاصيل الحبوب في فصل الخريف ويتم حصادها في فصل الربيع، ولم تكن الزراعة في فصل الصيف؛ لأن فصل الصيف جاف جداً ولا يمكن للمحاصيل أن تزدهر في فصل الربيع.
وقد كان نمط الحقول الثلاثة نموذجي للعصور الوسطى المتأخرة في شمال أوروبا بمناخها الأكثر رطوبة، حيث كان يتم حقل واحد في الخريف حقل واحد في الربيع ويترك الحقل الثالث بوراً، وكان يتم تدوير تدوير المحاصيل الزراعية من سنة إلى أخرى ومن حقل إلى آخر، وبذلك أصبحت الزراعة أكثر كثافة بهذا النمط أكثر من نمط النموذجين، وكما كان يتم استخدام المناطق المشتركة من المراعي والخشب وكذلك الأراضي المخصصة للرعي المجتمعي وجمع الأخشاب.
وقد كانت الأراضي المشتملة على أراضي مشتركة مفتوحة للاستغلال لجميع المزارعين في القصر، ولكن لم يكن يسمح لهم بالرعي بتلك الأراضي وإنما يتم الرعي في الأراضي البور، وقد كان للنظام المفتوح أكثر فردية وأقل اجتماعية، وعادةً يكون سائداً في المناطق الأقل إنتاجية الزراعة.
