تاريخ ترانسيلفانيا:
ترانسلفانيا: هي أحد المناطق التاريخية التي تقع في الشمال الغربي من رومانيا، وشكلت جزءًا من المملكة الداقية خلال فترة القرن الثاني قبل الميلاد، وفي القرن الثالث قبل الميلاد كانت جزء من الإمبراطورية الرومانية، ومن ثم تم ضمها إلى مملكة الهون، وفي القرن التاسع ميلادي تم ضمها إلى الإمبراطورية البلغارية الأولى، ليقوم المجريين بغزوها وضمها إلى أراضي مملكة المجر.
في عام 1536 ميلادي انتهت معركة موهاج، وتم بعدها ضم أراضي ترانسيلفانيا إلى أراضي المملكة المجرية الشرقية، وتم تأسيس إمارة ترانسلفانيا، واعتبرت أحد الولايات في الدولة العثمانية، وكان يتم حكمها من قِبل عائلة “آل هابسبورغ” والعثمانيين، وفي عام 1690 ميلادي تمكنت عائلة “آل هابسبورغ” من وضعها تحت حكمهم، وعند تشكيل الإمبراطورية النمساوية المجرية، شكلت ترانسلفانيا جزء منها.
عند انتهاء الحرب العالمية الأولى، عادت رومانيا سيطرتها على ترانسلفانيا، وتمكنت المجر استعادتها فيما بعد، ولكن رومانيا شاركت في الحرب العالمية الثانية، وتمكنت من استعادتها تحت حكمها. أدى حدوث الغزوات الكثيرة التي تعرضت لها ترانسيلفانيا إلى تعدد الأديان والثقافات واللغات فيها، حيث يوجد فيها الكثير من الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية، وعلى الرغم من وقوعها تحت حكم الدولة العثمانية، إلا أنّها لم تتأثر بالديانة الإسلامية.
تأسيس إمارة ترانسيلفانيا:
تم تأسيس إمارة ترانسلفانيا في القرن السادس عشر ميلادي، ووقعت في تلك الفترة تحت حكم الدولة العثمانية وعائلة “آل هابسبورغ” في مملكة المجر، وعلى الرغم المشترك، إلا أنّها بقيت تابعة للمجر، حتى قامت حرب الاستقلال المجرية، وتمكنت المجر الحصول على الاستقلال من حكم عائلة “آل هابسبورغ”
في عام 1526 ميلادي، قامت معركة موهاج بين الإمبراطورية المجرية والمجر، وتمكن العثمانيون من تحقيق النصر، وفي تلك المعركة سقط ملك بوهيميا والمجر؛ ممّا أدى إلى إجراء انتخابات واختيار أحد ملوك “آل هابسبورغ”، وكما سيطرت الإمبراطورية العثمانية على أجزاء من الأراضي المجرية، ليتم بذلك تقسيم المجر إلى ثلاثة اقسام، جزء تابع لحكم “آل هابسبورغ” وجزء تابع للعثمانيين، والجزء الأخير الذي كان يضم ترانسيلفانيا إلى الملكية المجرية.
بدأت الصراعات بعد ذلك على إمارة ترانسلفانيا بين النمسا والإمبراطورية العثمانية؛ ممّا دفعها إلى القبول بالحكم المشترك على أراضيها؛ وذلك خوفاً من خوض الصراعات، ودارت الكثير من الصراعات بين تلك الدول، لتقع إمارة ترانسلفانيا تحت حكم الهابسبورغيين، ولم تكن الديانة الكاثوليكية منتشرة بعد فيها، الامر الذي ساعد أصحاب المذاهب الأخرى على نشر ديانتهم فيها.
تم تأسيس إمارة ترانسيلفانيا في عام 1570 ميلادي، واعترف بها كجزء من المملكة المجرية، في ذلك الوقت دارت صراعات طويلة الأمد بين الأتراك والمسيحين، كما قامت الثورات المجرية ضد النمسا، وأحضرت ألمانيا شعوبها إليها، حاولت ألمانيا القيام بعمليات الإصلاح الدينية فيها؛ وذلك من أجل بسط سيطرتها عليها، لم توافق المجر الاستغناء عن الإمارة وبقيت تحارب لإعادة ضمها إلى أراضيها، وتوجهوا إلى تتويج ملكاً على إمارة ترانسيلفانيا؛ وذلك من أجل بقائها تحت السيطرة المجرية.
خاضت المجر الحروب في سبيل الدفاع عن المذهب البروتنتساتي، الأمر الذي اكسبها سمعة حسنة في أوروبا، وكان لذلك الأمر تأثير جيد على إمارة ترانسلفانيا، وبدأت تعيش فترة العصر الذهبي، فقام المجريين بالاهتمام فيها وجلب الأموال إليها وبنوا المباني والكنائس، وعاشت معظم الديانات فيها بالتسامح، وتم اعتبارها من الدول الأوروبية التي تمتعت بالسلام في تلك الفترة، لكن في عام 1660 ميلادي سقطت إمارة ترانسلفانيا بيد العثمانيين؛ ممّا جعلها تفقد السلام التي كانت تعيش فيه
ترانسيلفانيا في ظل حكم رومانيا الكبرى:
عند بدء الحرب العالمية الأولى رفضت مملكة رومانيا المشاركة في الحرب، وفضلت أن تبقى على موقف حيادي، قامت بريطانيا، إيطاليا، روسيا، فرنسا، بوعد رومانيا تسليمها ترانسيلفانيا، في حال وقفت إلى جانبهم في الحرب، وافقت رومانيا على المشاركة في الحرب، وخلال الصراعات تعرضت للهجوم من قِبل ألمانيا وبلجيكا، ولم تتمكن الصمود وخاصة بعد خروج روسيا من الحرب، الأمر الذي دفعها إلى التراجع.
وخلال الصراعات سقط مدينة بوخارست؛ ممّا دفع رومانيا إلى عقد صلح مع ألمانيا، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تفككت الإمبراطورية النمساوية المجرية، وقامت عدة ثورات في المجر تطالب في الاستقلال، وفي عام 1918 ميلادي تم عقد معاهدة بوخارست، لم توافق رومانيا على قرارات المعاهدة وخاضت حرباً جديد ضد دول المحور، وفي نهاية الحرب دخل الجيش الروماني إلى ترانسلفانيا وتمكن من إعادة السيطرة عليها.