حققت بريطانيا نصر كبير على القوات البحرية الفرنسية والإسبانية، وعلى الرغم من تلك الانتصارات، إلا أن حرب طرف الغار كان لها أثر ضعيف على حرب التحالف الثالث، فقد قام نابليون بهزيمة التحالف الثالث في معركة “أوسترليتز” وقد تم في تلك الحرب القضاء على النمسا والعمل على تفكيك الإمبراطورية الرومانية، وبعد أن تم هزيمة فرنسا في معركة طرف الغار أصبحت فرنسا غير قادرة مواجهة بريطانيا في البحر.
الأحداث التي حصلت عقب حرب طرف الغار:
بعد انتهاء حرب طرف الغار لم يعاود الأسطول البحري الفرنسي مرة أخرى لمواجهة القوات البحرية البريطانية؛ وذلك لأن نابليون قام بالتخلي عن مخططاته بالغزو، ومع انتهاء الحرب لا يعني ذلك أن التهديد البحري الفرنسي لبريطانيا قد انتهى، وخاصة بعد سيطرة فرنسا على أراضي القارة الأوروبية، فقامت بريطانيا بعِدَّة إجراءات من أجل حماية السفن التابعة للقوات البحرية الأوروبية من الوقوع في أيدي القوات الفرنسية، وقد كانت الإجراءات التي اتخذها بريطانيا ناجحة لحد ما، إلا أنها لم تمنع التهديد الفرنسي على السفن البحرية الفرنسية.
وقام نابليون من أجل تعويض النقص الذي كان موجوداً في السفن البحرية الفرنسية، بعمل برنامجاً واسعاً من أجل بناء السفن، فقد قام نابليون ببناء أسطول بحري يتكون من ثمانون سفينة عسكرية، وبقيت بريطانيا محاصرة للأسطول البحري الفرنسي وبقيت تراقب فرنسا أثناء بناؤها أسطولها البحري وذلك بعد حرب طرف الغار، وقامت بريطانيا في الآخر بتدمير إمبراطورية نابليون براً وذلك قبل أن يقوم نابليون بتكملة بناء الأسطول العسكري الفرنسي البحري، ولو بقيت الإمبراطورية الفرنسية قائمة لتم بناء أكبر أسطول بحري في أوروبا.
وبعد الانتصارات البحرية التي حققتها بريطانيا والتي كانت بقيادة الجنرال البحري “نيلسون” أعظم قائد بحري في بريطانيا والذي شكل مصدر إلهام للحروب البحرية البريطانية، وقد تم تشييد نصب تذكاري في بريطانيا للجنرال “نيلسون”، فقد بقيت السفن البحرية والتي كانت تابعة لبريطانيا والتي كانت بقيادة “نيلسون” في البحار لفترة طويلة وذلك بعد فترة الحصار الطويلة والتي تم فرضها عليها، بينما الأسطول البحري الفرنسي فقد بقي راسياً على الميناء، وقد أدى ذلك بالإضافة إلى التكتيكات الجرئية التي اتخذها الجنرال “نيلسون” إلى انتصار الأسطول البحري البريطاني.